قصة قاتل شقيقه وزوجته وابنتهما الرضيعة بالفيوم
الخميس، 14 سبتمبر 2017 05:05 م
جريمة انتزعت منها كل معاني الرحمة والإنسانية هزت محافظة الفيوم، وخاصة قرية فيديمن بمركز سنورس، التي شهدت العثور على رجل وزوجته وطفلتهما الرضيعة مذبوحين ومطعونين بطعنات متفرقة بأجسادهم داخل منزلهم بالقرية، وتمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة الفيوم، بقيادة اللواء خالد شلبي، مدير الأمن، من التوصل إلى المتهم، وكانت المفاجأة التي انفطرت لها القلوب حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة شقيق المجني عليها بسبب خلافات سابقة بينهما ومعايرة المجني عليه له بالفشل دراسيا وسرقته.
وقال المتهم في اعترافاته للمباحث: «قتلت أخويا علشان كان بيعايرني دايما بفشلي في الدراسة ورسوبي المتكرر وكان دايما معاه فلوس كتير وأنا لأ ومن حقي أعيش زيه ومن وقت عودته من السفر حيث إنه يعمل مندوب مبيعات بالمملكة العربية السعودية قررت إني اتخلص منه وأسرق فلوسه وفي ليلة الحادثة كنت بايت عنده في بيته وقررت إنها تكون الليلة الأخيرة ليه وكان في خنجر في جراب بس قولت السكين هو أفضل سلاح فدخلت المطبخ وأخدت سكين وذبحته وطعنته في بطنه والتفت وجدت زوجته تقف في حالة من الصدمة فذبحتها وطعنتها وكذلك ابنته اللي كانت نائمة وبحثت في شقته فوجدت 40 ألف جنيه سرقتهم وهربت واشتريت موبايل جديد وبعض الأشياء التي احتاجها ولم يتبقى إلا 17 ألف جنيه».
تعود الواقعة إلى تلقي اللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم، إخطارا من «أحمد أ ز»، 57 سنة، مدرس، ومقيم بقرية فيدمين بمركز سنورس بمحافظة الفيوم، بالعثور على نجلته وزوجها وحفيدته مقتولين داخل منزلهم بذات القرية، وبالانتقال والفحص تبين وجود جثة كل من «إساء أ أ»، 26 سنة، نجلة الأول، مصابة بجرح قطعي في الوجه أسفل العين اليسرى، وجرح قطعي بالرقبة، و4 طعنات بالظهر، وجثة «أحمد ع ي»، 30 سنة، مندوب مبيعات، زوج الأولى مصاب بجرح قطعي بمنطقة الرقبة من الأمام وجرح قطعي طولي بمنطقة الرقبة حتى أسفل الذقن، و4 طعنات متفرقة بالظهر، وابنتيهما «لوجين»، عمرها عامين، مصابة بجرح ذبحي بمنطقة الرقبة وطعنتين بالبطن، والجثث الثلاث مسجاة على ظهرها داخل المنزل وسط كمية كبيرة من الدماء وعثر بداخل المكان على خنجر داخل جراب ملوث بالدماء.
وبسؤال والد المجني عليها الأولى، أكد مضمون ما جاء بالفحص ولم يتهم أحد في الحادث وكلفت إدارة بالحث الجنائي بالتحري حول الواقعة وسرعة ضبط الجناة، وبالفعل تم وضع خطة كان أهم بنودها فحص علاقات المجني عليه وخلافاته التي قد تكون سببا في ارتكاب الجريمة، وتم تحديد المتهم وهو «محمد ع ي»، 21 سنة، طالب، شقيق المجني عليه الأول، انتقاما من شقيقه لكثرة معايرته له بالفشل دراسيا وسرقته وتم ضبطه بأحد الأكمنة المعدة له وبتفتيشه عثر معه على مبلغ مالي 17 ألف جنيه وتليفون حديث ماركة هواوي وفي اعترافاته أكد أنه أثناء مبيته بمنزل شقيقه قرر قتله وسرقته وأخذ سكين من المطبخ وقام بذبحه وطعنه وعندما رأته زوجته قام بذبحها وطعنها وكذلك طفلتهما، وسرق مبلغ مالي 40 ألف جنيه، وتخلص من السكين، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.
وقال أيمن فتيح ياسين، وحدة المتابعة والرصد بالوحدة المحلية بقرية فيديمين، إن المشهد كان مرعبا لجميع أهالي القرية حيث إنها الواقعة الأولى من نوعها التي تشهدها قرية فيديمن والمعروف عنها الود والعلاقة الجيدة بين مواطنيها، مشيرا إلى أن الوحدة تلقت بلاغا من أقارب المجني عليه، أن والدته انتظرت أن يحضر لها مثل عادته في كل صباح ولكنه لم يفعل فذهبت لمنزله وطرقت الباب كثيرا ولكنه لم يجيب واستدعت أقاربه وقاموا بفتح الباب فعثروا عليه مقتولا هو وزوجته وطفلتهما في مشهد أصاب الجميع بالصدمة.
ولفت «فتيح»، إلى أنه بإبلاغ الأجهزة الأمنية حضر مأمور مركز سنورس، وفريق من المباحث، وانتقلنا بصحبتهم، إلى المتزل محل الواقعة، ووجدنا أن المحني عليهم تم ذبحهم وغرقي في دمائهم، والمنزل جميع أبوابه ومنافذه سليمة ولا يوجد أي كسر في أي منهم ولكن المنزل خلفه أرض زراعية، ومن المرجح أن يكون الجانى قفز من سطح المنزل إلى الأرض وهرب بعد ارتكاب جريمته.
وأكد في تصريحاته، أن المجني عليه وزوجته وابنتهما كانوا يقيمون بالمملكة العربية السعودية، حيث إنه يعمل هناك وحضروا منذ قرابة 25 يوما لقضاء إجازة العيد هنا وتردد أنها فترة علاج له لإصابته بالمرض، مشيرا إلى أن الزوج وزوجته ينتميان إلى عائلة محترمة ومثقفة وأبنائها على درجة كبيرة من الوعي ويقدرهم جميع أبناء القرية وهو ما يجعل الواقعة غريبة ولا يصدقها الجميع.