تفاصيل التقرير الأولى للجنة التحقيق فى حادث الطائرة الروسية المنكوبة

في خطوة ترقب نتائجها العالم بأسره، قال رئيس لجنة التحقيق في حادث تحطم طائرة ركاب مدنية روسية بسيناء في أكتوبر الماضي، اليوم الاثنين، إن اللجنة انتهت أمس من إعداد التقرير الأولى عن الحادث.

وأضاف رئيس لجنة التحقيق الطيار أيمن المقدم في بيان أصدرته وزارة الطيران المدني المصرية، "أن اللجنة لم تتلق حتى الآن ما يفيد وجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي وراء الحادث"، لافتًا إلى أن اللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني.

كما أوضح "المقدم"، أن اللجنة أرسلت التقرير إلى الممثلين المعتمدين للدول التي لها الحق في الاشتراك في التحقيق وكذلك منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).

وأشار إلى أن التقرير المبدئي أقر أن البحث عن أجزاء الحطام امتد إلى أكثر من ستة عشر كيلو متر من موقع الحطام الرئيسى، مؤكدًا أن أعضاء فريق عمل الطب الشرعي بلجنة التحقيق تلقت التقارير الخاصة بالكشف على الجثامين من الأطباء الشرعيين، واللجنة في انتظار تقارير مضاهاة الجثامين من الجانب الروسي لتحديد حالة الضحايا بعد معرفة تحاليل البصمة الوراثية DNA لذويهم.

وبخصوص الخبراء، أوضح رئيس اللجنة أنه تم الاستعانة بالخبراء المصريين من كلية الهندسة جامعة القاهرة في تصوير حطام الطائرة بكاميرا حديثة ثلاثية الأبعاد للاستعانة بها في الاحتفاظ بشكل الحطام وهيئته والمواقع النسبية لها في موقع سقوطها، الأمر الذي استغرق 30 ساعة عمل، كما زار فريق المتخصصين من مركز بحوث وتطوير الفلزات موقع الحطام للمعاينة الظاهرية تمهيدًا للمرحلة الثانية من تحليل الحطام بعد نقله للقاهرة.

وتابع: وقد أعطت اللجنة كامل الفرصة لجميع المعنيين بما فيهم شركة التأمين وفرق العمل الروسية المتخصصة في معاينة الحطام بموقعه، وهو ماتنص عليه التشريعات الدولية قبل نقله من الموقع لاستكمال مراحل التحقيق.

كما أظهرت أجهزة مسجلات الطيران FDR (الصندوق الأسود الخاص بالمعلومات والبيانات) أن خط سير رحلات الطائرة قبل وقوع الحادث بخمسة أيام كانت بين مطارات روسية ومطارات مصرية فقط وأن الرحلة التي سبقت الحادث أقلعت من مطار "سمارا" بروسيا إلى شرم الشيخ.

وبخصوص أجهزة الكمبيوتر، قام فريق أنظمة الطائرة على مدار 30 ساعة عمل بتفكيك عدد 38 جهاز كمبيوتر خاص بالطائرة، إضافة إلى عدد 2 جهاز كمبيوتر خاصين بمحركي الطائرة من الحطام بموقع الحادث، والتي تم نقلها إلى القاهرة لإخضاعها للفحص الدقيق بمعرفة فرق العمل المتخصصة.

كما قامت مجموعة عمل العمليات بلجنة التحقيق بفحص البيانات الخاصة بالطيارين مع الجانب الروسي والخاصة بإجازات الطيران ولياقتهم الطبية، بينما يجرى في الوقت الحالي فحص السجلات التفصيلية للعمليات التدريبية التي قام بها الطيارون، وذلك بعد ترجمتها من اللغة الروسية.

وأشار "المقدم" إلى أنه جار الآن دراسة الحالة الفنية والإصلاحات التفصيلية التي تمت على الطائرة وهيكلها وأنظمتها ومحركاتها من تاريخ إنتاجها وحتى وقوع الحادث، وذلك من خلال الوثائق والسجلات الفنية الخاصة بالطائرة والتي وردت من الجانب الروسي، حيث إن الطائرة تم إنتاجها في شهر مايو عام 1997.

وعن باقي الأعمال، أضاف أن فريق عمل الحطام قد قام حتى الآن وعلى مدار 250 ساعة عمل بتصوير وتحديد المواقع وفرز وتصنيف وفهرسة أجزاء الحطام المثناثرة بموقع الحادث ورسم خريطة للحطام لاستنتاج المؤثرات المختلفة على كل جزء من أجزاء الطائرة مع ربط ذلك بالتاريخ الفني، وذلك للاستفادة منها في مراحل التحليل التالية ومازال العمل جار في هذا الشان.

أما عن الدول المشاركة، أشار "المقدم" إلى أن جميع ممثلى الدول المشاركين في التحقيق حصلوا على جميع الحقوق التي حددتها لهم التشريعات الدولية ولايزال التعاون والتواصل معهم مستمرًا لتبادل المعلومات بشأن الحادث.

وقد تم تنظيم عدد 15 رحلة جوية إلى موقع حطام الطائرة بطائرات الهليوكبتر التابعة للقوات الجوية، وجار التنسيق مع القوات المسلحة المصرية للاستعانة بإمكاناتهم في نقل الحطام بعد انتهاء جميع المعاينات المطلوبة، وتجميعه في مكان مؤمن بالقاهرة يتيح للجنة البدء في مراحل جديدة من التحقيق، وكشف المقدم أن لجنة التحقيق الفني لم تتلق حتى تاريخه ما يفيد وجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي وعليه فإن اللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني.

جدير بالذكر أن طائرة من طراز إيرباص أيه 321، سقطت بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي في أكتوبر وقتل جميع ركابها وأفراد الطاقم وعددهم 224 شخصًا، فيما أعلنت جماعة ولاية سيناء الإسلامية المتشددة المرتبطة بتنظيم داعش والتي تقاتل قوات الأمن في محافظة شمال سيناء مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة.