الطابور الخامس المطبلاتي
الأربعاء، 13 سبتمبر 2017 10:17 ص
لو كان الإخوان هم الأغلبية لما احتاجوا إلى التيار المدني وعاصري الليمون لكى يفوز أول جاسوس مدني منتخب بالرئاسة بفارق لم يزد عن 1 % عام 2012.
قبل يناير 2011 كلما سمعت عبارة "الإخوان أكثر فصيل سياسي منظم في المعارضة" كنت أرد بأنه "التنظيم الوحيد المنظم" فلا يوجد حزب ولا حركة ولا جبهة ولا تنظيم إرهابي منظم في مصر منظم مثل تنظيم الإخوان، هم يدركون جيداً كيفية اختراق كافة التنظيمات الأخرى وتطويعها لخدمتهم، كما يدركون جيداً خطورة التحالف والائتلاف ضدهم، وأنه قوة الإخوان كانت دائماً في الظهير الشعبي المخدوع بهم والذين نادراً ما يكون أغلبيته إخوانية خالصة، حيث يوجد به رأس حربة سلفية، ومجاميع من الاشتراكيين والتيارات المدنية بل وحتى بعض المسيحيين الذين يظنوا أن دفع الإخوان للعمل السياسي سوف يجعلهم يقلعون عن رفع السلاح.
سر قوتهم الوحيد هو تشرذم باقي المصريين، وقدرتهم على حشد فرق صغيرة ومتناثرة خلفهم ليتألف تحالف كبير يركبه الإخوان.
ونظراً لمعرفتهم بخطورة ان يتألف ظهير شعبي خلف الدولة المصرية، وخطورة ان يتحالف قوى مختلفة خلف مؤسسات الدولة المصرية، سعى تنظيم الاخوان ومن يقف خلفه منذ الساعات الاولي لثورة يونيو 2013 الى تفكيك الظهير الشعبي الذى وقف خلف الدولة والائتلاف الذى جرى بشكل عفوي في الشوارع تحت راية الوطن.
والحاصل أن الدولة المصرية خلال عام حكم مرسي نجحت في فصل الظهير الشعبي والثوري الذي كان مجرد ورقة ضغط في جعبة الاخوان فاوضت به الدولة المصرية بل وقوي إقليمية طيلة سنوات الربيع العربي وكان هذا الكارت هو الورقة الحاسمة في فوز مرسي بالرئاسة، ولكن مع ثورة يونيو 2013 وحتى الان فأن الثقل في الشارع انتقل للمرة الاولي ربما منذ نصف قرن من الاخوان وحلفائهم في التيار المدني الى مؤسسات الوطن.
وكانت المفاجأة الثانية التي سعى الاخوان لتفكيكها هو قبول شباب مؤيد لرجالات نظام ما قبل 2011، سواء المؤيد للرئيس الأسبق حسني مبارك، او المرشح الرئاسي احمد شفيق، او من أيد سيرة عمر سليمان، وقد قبلوا النزول الى ميادين الثورة جنباً الى جنب مع شباب يناير 2011.
صحيح ان كتلة مؤيدي مبارك وكتلة يناير حينما نزلوا الميادين في يونيو 2013، ظن كلاً منهم انه يستغل الآخر، ولكن الأيام وحدها اثبتت صدق غالبية كلا الطرفين، وان المصريين استطاعوا تجاوز الفتنة الاخوانية (فلول وثوار) الى مصري واخواني كما تفعل كافة دول العالم التي تطارد إرهاب الإسلام السياسي، وانه حتى لو جرى اختلاف بين بعض المصريين حيال مبارك او يناير او عبد الناصر والسادات، الا ان هنالك إجماع على اعتبار الاخوان وتيارهم المدني خونة وعملاء وارهابين لا اكثر و لا اقل، وان دعم الدولة ومؤسساتها اصبح فريضة وطنية لا يمكن ان يتخاذل البعض عنها مرة اخري باسم الثورة او تحت خدعة المظلومية الاخوانية او كربلائيات المعارضة المصرية.
يدرك الاخوان أكثر من غيرهم ان كسر الدولة المصرية لن يكون بالإرهاب فحسب، ولكن بكسر الظهير الشعبي المؤيد، وان اللعبة الحقيقة لا تزال في بوتقة سوشيال ميديا (الصحافة المجتمعية) التي همشت – دعناً نعترف – دور الصحافة الورقية والالكترونية وحتى قنوات الاعلام وأصبح فيس بوك وتويتر لهم مصداقية اعلى من بعض الوزراء في نظر بعض البسطاء.
ومن ناحية اخري فأن مؤيدي الوطن لم يتوقفوا عند ثورة يونيو والحشد التاريخي لها والتمهيد لرجالاتها وتقديم البشارة للشعب يوماً بعد يوم، ولكن ايضاً لعبوا دوراً في حشد الشعب ليوم التفويض في 26 يوليو 2013، ثم يوم فض البؤر الإرهابية في رابعة والنهضة.
وعقب ذلك رفع هؤلاء الشباب شعار "المعارضة في زمن الحرب خيانة"، حيث قطعوا الطريق امام محاولة اخوانية لتدشين التيار الثالث الذي رفع شعار كاذب هو "لا عسكر ولا اخوان" مع انهم لم يطلقوا صيحة واحدة ضد حكم الاخوان، ومقابل ذلك دشن الشباب الوطني أسلوب راق عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن تسميته " آلية الإنذار المبكر" عن الفساد او الأخطاء التي يمكن ان تكون جارية في الدولاب الحكومي، حيث يؤمن كل مصري طبيعي ان زمن الأنبياء قد انتهي، وبالتالي من حق كل مصري غيور ان يشير الى مكامن الضعف والتنبيه عنها مبكراً حتى لا تصبح كارت في جعبة غلمان المؤامرة.
وبالفعل فأن الكثير من ملاحظات مؤيدي الوطن عبر وسائل التواصل الاجتماعي تم الآخذ بها، كما قام بعض الشباب الوطني بالتبليغ عبر قنوات الاتصال الرسمية عن بعض تجمعات الاخوان وبعض العناصر الاخوانية داخل وخارج الجهاز الإداري للدولة.
اذن نحن امام مؤيد مفكر، يمتلك مساحة لإعطاء الأفكار وليس التطبيل فحسب، يمتلك الحق في الإشارة الى الخطأ او الخطر والدولة تستمع اليه، أنشأ بشكل ذاتي آلية انذار مبكر ناجحة، نبذ مسميات عسكر وفلول وثوار حيث سادت روح الاحترام للشعب المصري الذي قدم في يونيو 2013 اول ثورة شعبية على الحكم الديني في العصر الحديث، وقد استمر هذا الموقف منذ عام 2013 مروراً بأعوام 2014 و2015 وحتى منتصف عام 2016 تقريباً حينما جرى موقف في غاية الأهمية.
في هذا التوقيت خرج الاخوان والثوار بقصة مهند إيهاب، وهو شاب إرهابي اخواني مصاب بسرطان الدم قبل يونيو 2013، ممن اقاموا في اعتصام رابعة الإرهابي وممن يقيمون الافراح والابتهالات يوم ينال الإرهاب من ضابط شرطة او جيش، سجن لفترة بسيطة رغم انه كان يستحق ما هو أكثر، وعقب الافراج عنه وجد المال الكافي للسفر والإقامة والعلاج عدة سنوات في أمريكا – التي يراها الشيطان الأكبر – قبل ان يتوفى.
حاول الاخوان الإشارة الى انه أصيب بالعدوي في السجن، وانه مات معتقلا، ولكن الشباب المصري رد عليهم وكسر للمرة الاولي الأسطورة التي طالما برع الاخوان في صناعتها وتسويقها لدى الشعب المصري.
جن جنون تنظيم الاخوان، وعلى ما يبدو انهم قرروا ان يلعبوا بالكارت الأخير الذي ادخروه إذا ما فشلت كافة الاعيبهم، الا وهو الخلايا النائمة بين الشباب المؤيد، وهكذا التئمت فجأة شلة بعينها، وبدأوا في دس تكتيكات في الكتابة بين الشباب المؤيد لم تكن موجودة من قبل، ففي بادئ الامر أصبح لعن مبارك هدف قومي ووطني في كل كبيرة وصغيرة، أي تحويل رأى ثوار يناير حيال مبارك من رأي شخصي يمكن ان نتناقش حوله الى جزء وركن أساسي من خطاب مؤيد الدولة.
وبالطبع المستفيد الأول من هذا الاجراء هو الاخوان، لان هذا يعني بالتبعية ان مؤيدي الدولة ممن ايد مبارك وشفيق وعمر سليمان سوف يرفض هذا الأسلوب وسوف يبتعد، وهذا ما حدث بالفعل، علماً بأنه – وبعبارات لا لبس فيها – الكتلة المؤيدة لمبارك هي القاعدة الانتخابية التي ذهبت وانتخابات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014.. وان كان أي شخص تصور انه فلول ثورة يناير او بقايا مؤيدي البرادعي وصباحي وأبو الفتوح هم من رجح كفة السيسي في انتخابات 2014 فعليه ان يبدأ في إجراءات التعافي من تعاطي المخدرات.
ولا عجب أن يدس هؤلاء – يطلق عليهم في سوشيال ميديا "الطابور الخامس المطبلاتي" – رؤية يناير حيال مبارك ومصر ما قبل يناير 2011 بين مؤيدي الدولة، لأنه الأغلبية الساحقة من هذا الطابور اعلنوها صراحة انهم كانوا يوماً ما اخوان او ثوار، وعلى ما يبدو انهم قرروا التوبة على قفا الدولة ومؤيديها، وان يبدأوا في توزيع صكوك الوطنية بعد ان قاموا في زمن يناير بتوزيع الصكوك الثورية وفى زمن مرسي بتوزيع الصكوك الدينية، في جميع الأزمنة الفكر واحد بل والشخص واحد تقريباً.
كانت أكبر عملية تفرقة للصفوف، وكما ذكرت لم يكن هنالك مشكلة ان نقوم كأفراد بخوض نقاشات مع مؤيدي الدولة من أنصار مبارك، ولكن ان يتحول هذا الهجوم الى خطاب عام واجباري لمؤيد الدولة فكان شق رهيب للصفوف أخشى ان ندفع ثمنه في نسبة الاقبال على الانتخابات او التجديد للسيد الرئيس في انتخابات 2018، والمتسبب الأول هو هذا الطابور بديباجاته الحمقاء.
ولأن بعض الأقلام الصحفية وبعض الوجوه الإعلامية تبحث عن اولتراسات عبر وسائل التواصل الاجتماعي فأن "شماعة مبارك" و "حط مبارك في جملة مفيدة" أصبحت جزء رئيسي من الخطام العام للأعلام الخاص المؤيد للدولة، وعلى مدار عام ونصف هنالك أكبر عملية شق صفوف وابعاد لمؤيدي مبارك عن مؤيدي الدولة بشكل ممنهج ورائحة اخوانية لا يخطأها أي مخضرم.
ولا يخفى عليكم ان المال لعب دور ايضاً في شراء نشطاء من الناصية الأخرى واقصد نشطاء مؤيدين لمبارك فجأة أصبحوا من الد أعداء سيرة الرئيس السيسي بل وأصبحوا يلتمسون الاعذار لمرسي والاخوان!
والملاحظ هنا ان العزل السياسي لمؤيدي مبارك كان مطلب نشطاء الاخوان والثوار منذ الدقيقة الاولي ليناير 2011 حتى تخسر الدولة كتلة انتخابية كبري ومؤثرة وبالتالي فان الاجندة الامريكية التي امليت عليهم في يناير 2011 هي ذاتها التي قام بعض مؤيدي الدولة مشكوراً بتنفيذها.. وهكذا صنع الطابور الخامس حرب أهلية بين مؤيدي الدولة وأصبح مؤيدي الدولة يتعاركون مع بعضهم البعض أكثر مما يردون على الاخوان والثوار.
وكانت الخطوة الثانية للطابور الخامس المطبلاتي بين مؤيدي الدولة هو إيقاف آلية الإنذار المبكر، وانه لا يجوز لمؤيد الدولة ان يشير الى الخطأ او أي كارثة تلوح في الأفق، لأنه لا يمكن للرئيس الذي يدير المخابرات والجيش والداخلية ومجلس وزرائه ان يخطئون قط، رغم ان الرئيس بتواضعه الجم، وتدينه المصري الذي لا تخطئه عين قال نصاً في حواره مع جريدة الاخبار بتاريخ 17 مايو 2017 " لا.. مش كل شيء تمام.. لابد أن نعترف بأن لدينا أوجه قصور كثيرة في مرافق الدولة وخدماتها.. لو لم نعترف بهذا لا نخدع الناس فقط وانما أخدع نفسي أيضا.. الحد الأدنى أن أري نواحي القصور، وأن أكون مستعداً لأن أسمع، أو نكون مستعدين لنسمع بعضنا البعض، ونري معا أكثر، ونعمل معا أكثر وأكثر"، وهكذا كسب الاخوان الى جانب شق الصفوف مكسب اخر هو خسارة الدولة للأصوات العاقلة بين مؤيدي الدولة.
ويلاحظ ان الاخوان هنا سعوا لتحويل مؤيد الدولة الى نسخة طبق الأصل من مؤيد الاخوان ومؤيد الثورة، أي تأييد القرار وعكسه، وتبرير الامرين، ورؤية ان الأمر وعكسه كلاهما يصب في مصلحته، في أكبر عملية لتحويل المواطن الوطني الى كائن اخواني تربي على السمع والطاعة العمياء فحسب.
وبعد ان كان مؤيد الدولة هو نبض الشارع، تحول قطيع منهم على يد الطابور الخامس باعتبارهم أبناء طائفة سرية من المشعوذين لا ترى مشاكل في مصر وأصبحوا منفصلين تماماً عن الواقع ليتماهى هذا القطيع مع الاخوان والثوار في تشوههم الجنسي والنفسي.
وكان الغرض من الغاء مساحة التفكير لدي المؤيد ليس الغاء آلية الإنذار المبكر فحسب، ولكن حتى يتحول المؤيد الى مجرد اراجوز مطبلاتي جاهل، لديه القابلية لتصديق الخرافات والاكاذيب حتى يسهل على اعلام المؤامرة السخرية من مؤيدي الوطن والطعن في الظهير المؤيد للرئيس المصري.
وفر الطابور الخامس البيئة الخصبة حتى نرى مؤيد الدولة يصدق ان مصر اعتقلت قائد الاسطول السادس الأمريكي رغم ان أمريكا تشعل حروب إقليمية اذا ما تم أسر جندي وليس قائد بهذه الرتبة، واننا حتى اليوم لم نكشف لأمريكا مصيره!، واننا وجدنا 600 مليار دولار في جبل الحلال ، وانه الوسط العلمي الذى يحتفى بكافة الاكتشافات العالمية على مدار الساعة قد تآمر على جهاز الكفتة فقمنا بابتزاز منظمة الصحة العالمية من اجل ارسال علاج مجاني لفيروس الكبد الوبائي مقابل عدم نشر العلاج ، ثم روج الاخوان لاحقاً اننا نشرنا العلاج في مؤتمر مجهول في لندن، واننا وجدنا قوات اردنية في سيناء، و ان الجزائر تدعم الاخوان ضد مصر في ليبيا!
ويلاحظ انه وسط هذا الهراء هنالك إساءة لعلاقات مصر مع دول صديقة، مثل الجزائر التي كانت اول دولة يزورها الرئيس السيسي عقب توليه المسؤولية، او الأردن التي ننسق معها على مدار الساعة في شتى قضايا المنطقة.
هكذا يتم نشر الشيء وعكسه، حيث تم تخدير قطاع من مؤيدي الدولة، ويقوم الطابور الخامس بضخ الاخبار وعكسها عمداً لمزيد من تغييب الوعي، الوعي الذي طالب الرئيس باسترداده، كما ان الغاء التفكير والوعي يسهل على كبار الطابور الخامس استغلال المجاميع لأغراض تجارية او شخصية، مثل الترويج لأعمال ادبية لأحدهم وقد تفاجا أعضاء جروب سياسي بان ادمنز الجروب ثبتوا منشور مروج لعمل ادبي لأحدي الادمنز طيلة أسبوعين رغم ان الجروب يعج بالأدباء ومع ذلك لم يحظى أيا منهم بهذا التمييز.
او الترويج لصحفيين واعلاميين بعينهم أيضا هم من أصدقاء قادة الطابور الخامس وهنالك شبهة للتربح خلف هذا الامر، وبالتالي فأن بينزنس التجارة بالثورة في زمن يناير ثم تجار الدين في زمن مرسي قد أصبح اليوم تجار الوطنية، وفي المرات الثلاث كان القائمين على هذه اللعبة شلة نصابين.
الخطوة الثالثة كانت قائمة بأسماء كبار مؤيدي الدولة الذي يرى الاخوان انهم صنعوا ثورة 30 يونيو وبشروا بها وحشدوا لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على ان يتم التشكيك فيهم وشن حملات اغتيال معنوي، وذلك بتحوير بعض كلامهم بانه يسيء الى الدولة او الرئيس، ولكنه في الأساس انتقام اخواني لا اكثر و لا اقل، لان هذه الأصوات يجب ان تخرس استعداداً لما هو قادم.
ويلاحظ ان مؤيدي الدولة الذين شكلوا ميلشيات الاغتيال المعنوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي شنوا حفلات تحفيل بحق أسماء قيل لهم انهم اساءوا للدولة، ولكن حينما بعض أصدقاء الطابور الخامس تجاوزات بحق الدولة والرئيس والجيش لم تأتي الأوامر بشن حفلات الاغتيال المعنوي بل و لم يفكر أيا منهم في رد ولو دبلوماسي، مثلما جرى منذ بضعة أيام حينما كتب احدهم ان الجيش كان يرسل طائرته الحربية للتبضع لصالح السيدة سوزان مبارك وشراء كاجو في زمن كان فيه المشير طنطاوي وزيراً للدفاع واللواء السيسي مديراً للمخابرات الحربية، او حينما ادعي بعضهم ان الإسكندرية تعرضت لعمل عسكرية بسلاح ما أدى الى سوء الأحوال الجوية وان الرئيس والدولة والجيش لم يقوموا بالرد على الاعتداء العسكري الأمريكي على الإسكندرية عام 2015!
اذن.. حفلات الاغتيال المعنوي لم تكن لان قائمة الأسماء إياها اساءت للدولة او الرئيس ولكن لأنه مطلوب اخوانياً ان يتم ازاحتهم من المشهد ولكن لو شخصيات مطلوب ان تظل في المشهد اساءات للجيش او الرئيس يمكن تجاوز ذلك.
ويلاحظ ان هذا الصنف من النصابين هو السائد ايضاً بين نشطاء الاخوان، اخلاقيات الشلة هي المتحكم الأول.
ويلاحظ ان حفلات الاغتيال المعنوي والتشويه حيال المعارضين هو جزء اصيل من الاجندة الامريكية الاخوانية لنشطاء الاخوان والثوار، والمطلوب هو غلق منابر التنوير والتفكير بين مؤيدي الدولة والإبقاء على الاراجوزات او الأسماء المشوهة او التي يسهل لاحقاً النيل من سيرتها.
والخطوة الرابعة كان نشر احتقار الشعب بين مؤيدي الدولة، بينما الرئيس السيسي يشكر الشعب على تحمله الإصلاحات الاقتصادية، وقد افتتح ظهوره الإعلامي عقب ثورة يونيو بجملة "أنتم نور عنينا"، فأن الطابور الخامس دشن شعارات "احسن رئيس لأسوا شعب" و"حكومة تعمل و شعب لا يعمل" ، وبعد ان كان مؤيد الدولة يحترم نفسه وشعبه تحول قطيع منهم الى ديوث يشعر بالدونية واحتقار الذات مثل الاخوان والثوار بالضبط، مع إضافة حالة جلد الذات وان الشعب كان انتهازياً حينما صمت على ناصر والسادات ومبارك على حد سواء وحان الوقت لكى ندفع الثمن جميعاً، حتى لتشعر من كلامهم ان الشعب دخيل على الرئيس وافسد متعة الحكومة في الحياة الهادئة.
ومرة اخري نلاحظ ان هذا الخطاب نسخة طبق الأصل من احتقار الثوار للشعب حينما زايدوا على الناس بأنهم من نزل الثورة بينما الشعب ملهي في مباريات الأهلي والزمالك، وكانت تلك المزايدات ذات تأثير ساحق في فض الالتفاف الشعبي حول الثوار في يناير وفبراير 2011.
والطابور الخامس في المجمل شخصيات تدعي رتب عسكرية لا تحملها، او درجات علمية لم يحصدوها بل بعضهم لا يزال تلامذة، او رؤساء دكاكين مراكز حقوق الانسان او دراسات السياسية دون ان نرى منهم دراسة سياسية واحدة، او خبراء في مجالات لم يكتبوا عنها ورقة بحثية واحدة، وصحفيين لم يكتبوا الا في مدوناتهم واعلاميين لم يظهروا الا عبر شاشة بث منزلي من بيوتهم.
كافة كتاباتهم ما هي الا قص ولزق من الموسوعة الحرة الويكيبيديا ونقل لينكات المصادر من الموسوعة باعتبارها مصادرهم، ويمكن لأي مؤرخ او باحث (حقيقي) ممن يستخرج أخطاء من الموسوعة الحرة ان يعرف تماماً الى أي مدي يعتمد الطابور الخامس المطبلاتي على هذا الموقع في ادعاء التخصص في كل شيء.
والخطوة السادسة هو تضخيم إنجازات الرئيس او ذكر إنجازات لم تحدث أصلا، لان عشم الناس حال صدمهم لاحقاً له تأثير قوى في زرع خيبة أمل حيال الدولة والرئيس، حتى يسهل صدمهم لاحقا ونسب كلام الطابور الخامس للرئيس، هكذا تجدهم يعلنون ان ثمار التعويم سوف تظهر عقب ثلاثة اشهر، ثم ست شهور، ثم منتصف عام 2016 ، وأخيرا نهاية عام 2017 وبكل تأكيد سوف يرددون وعود اخري نهاية هذا العام.
او الترويج لانخفاض الأسعار عقب خفض سعر الدولار الجمركي، او ان الدولار سوف يصل الى 4 و6 جنيه مصري خلال ساعات، وهكذا يكذبون ويتحدثون باسم الدولة والرئيس ويؤدى هذا الارتباط الشرطي في اذهان الناس الى ان كذب المطبلاتية يصبح منسوب للرئيس.
وألف باء الخلايا النائمة انه مسموح لهم حينما يخوض الاخوان قضية خسارة ان يشاركوا مع المؤيدين في سحقها او كشفها، لاحظ دائما انه مستحيل الضربة الأول تكون من الطابور الخامس ولكن حينما يكشف المؤيدين الحقيقين عن المؤامرة او التحرك الاخواني يسارع الطابور الخامس الى نقل الكلام الى صفحاتهم فهم أكثر من ينقل كلام من الغير.
السطور السابقة ما هي الا دق لجرس الإنذار للجميع، للمؤيدين قبل الدولة، ان بيننا طابور خامس ، قام باستدعاء أسطوانات الاخوان حيال الفلول لشق الكتلة الانتخابية، وإلغاء صوت العقل بين مؤيدي الدولة لتخسر مؤسساتها آلية الإنذار المبكر، ويتم تحويل الوعي الوطني الى مجرد مقاول انفار في عداد مشاركة مقالات صحفيين ومشاهدة برامج اعلاميين بعينهم، وايرادات شراء كتب بعينها، واغتيال المعنوي لصناع يونيو 2013 والاقلام الوطنية لصالح تنظيم عبده مشتاق الذين حولوا الشخص الوطني الغيور الى مجرد اراجوز مطبلاتي لا يؤمن الا بالخرافة والدجل فحسب، والحيث باسم الرئيس عن وعود وانجازات وهمية لا تحدث حتى اذا ما تكشف زيفها يكون المتهم هو الرئيس بينما لا احد سوف يتذكر طابور الخامس المطبلاتي .
وثقتي التامة ان كتلة كبري من مؤيدي الوطن خارج هذه اللعبة ولا تزال تعرف ان تجد الحقيقة مهما كانت محاولات الوقيعة بين عشاق الوطن، وفى واقع الامر ان الفشل الوحيد للطابور الخامس حتى الان هو الاغتيال المعنوي، ذلك لان من وقف في وجه الفاشية الاخوانية بينما ميلشيات أبو إسماعيل تجوب البلاد، وطرد حاملى الصكوك الثورية ثم الصكوك الدينية من حياته، لن يمتثل لإرهاب فكري هزلي هزيل يحاول ان يتاجر واهماً بالصكوك الوطنية.
هذا هو انذاري الأخير الى الدولة والمجتمع حيال هذا الطابور الخامس، فقد عزمت عدم الكتابة عن هذا الطابور مرة اخري حتى لا نحقق لهم هدفهم بالإلهاء بهم وترك القضايا المحلية والدولية للطابور ومن يحركه من الاخوان، خصوصاَ الحشد لانتخابات الرئاسة حتى نؤمن إعادة انتخاب السيد الرئيس مرة اخري.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.