«بحلم أبويا يتبناني».. «يوسف» من حضن أسرته لدار الرعاية (القصة الكاملة)
الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017 10:58 ممحمد محسوب تصوير محمد فوزي
قسي عليه الزمن وتحجر قلب والديه اللذان أقحماه في مشاكلهما، فوجد الشارع بيتا لا يوجد غيره وكلابه أصدقاء لا مفر منهم، إلى أن التقطه فريق «أطفال بلا مأوي» بوزارة التضامن الاجتماعي، واصطحبه إلى دار الحرية للرعاية الاجتماعية بعين شمس، ليعيش وسط أسرة جديدة يقطن بداخلها من جرفهم التيار إلى العيش بالشارع أيضا، أملا في أن يري النور ويعود لأسرته من جديد.
يوسف عمرو ابن الخارطة القديمة بالسيدة عائشة بمحافظة القاهرة، والبالغ من العمر 10 سنوات، سرد لـ«صوت الأمة»، قصة قدومه إلى الدار، حيث قال إن انفصال والديه السبب الرئيسي الذي ألقي به إلى الشارع، لنشوب مشاجرات عديدة بينهما حتى وصل الأمر إلى انفصالهما نهائيا فخرج من منزله هربا إلى ميدان السيدة عائشة ليسكن بشوارعه إلى أن التقي فريق وزارة التضامن.
وأضاف الطفل الصغير، أن والده ميسور الحال حيث كان يمتلك ورشة للرخام، متابعا « مشيت من البيت بمزاجي، ولما كنت عايز أمشي بمشي وأسكن في الشارع في ميدان السيدة زينب ولما أحب أرجع أرجع، ولما أبويا طلق أمي مرجعتش تاني».
وأشار «يوسف»، إلى أنه لا يوجد له جد أو جدة ولم يتدخل أحد في حل مشاكل والديه وهو ما أدي إلى انفصالهما، موضحا أنه رسب في الصف الثالث الابتدائي بسبب تلك المشاكل وترك المدرسة.
صمت الطفل الصغير قليلا والحزن يملأ عيناه وعاود الحديث مجددا قائلا« كل أما أقول لأبويا خدني معاك وخرجني من الدار يقول لي المرة الجاية مش عارف بيضحك عليا ولا إيه، موضحا أن أمه لم تزره سوي مرات قليلة وانقطعت عن زيارته، متابعا «عايز أروح لأبويا مش لأمي».
بريق الأمل ظهر في عين الطفل البائس من جديد حين قال « أنا رجعت المدرسة تاني وأنا في الدار وبذاكر ونفسي أكون دكتور »، موضحا أنه يحب مشاهدة كرة القدم كثيرا وأنا لاعبه المفضل هو محمد النني لاعب منتخب مصر المحترف ضمن صفوف نادي أرسنال الإنجليزي.
وحول الخدمات المقدمة له داخل الدار قال إن الخدمات ويتناول أطعمة متنوعة كما أن هناك وسائل ترفيهية كثيرة، لكنه صمت من جديد قائلا « بس أنا نفسي أروح لأبويا».