«أوقاف الإسكندرية» تعقد أمسيات دينية تحت عنوان «وقفة بين عامين» (صور)

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017 10:55 م
«أوقاف الإسكندرية» تعقد أمسيات دينية تحت عنوان «وقفة بين عامين» (صور)
الإسكندرية - محمد صابر

نظمت مديرية أوقاف الاسكندريه أمسيات دينية بمساجد المحافظة عقب صلاة المغرب تحت عنوان " وقفة بين عامين " وقال الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية إن هذه الأمسيات تحدثت عن وقفات يجب علينا أن ندركها بين عامين من منطلق قول الله تعالى  ﴿ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾.
 
وأوضح العجمى أن الوقفة الأولى هى " العبرة من تقلب الليل والنهار" لأن في تقلب الليالي والأيام عبرة وعظة لأولي الألباب فكم فيها من عظات وكم اشتملت على براهين ساطعات ولكن لا يدركها إلا من أسلم وجهه لرب الأرض والسماوات لذا قال الله تعالى ﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴾ [القمر: 4، 5].
 
وبين الله تعالى انه لا يدرك كنه الأحداث والآيات إلا من بصره الله تعالى ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44].
 
و قال سبحانه و تعالى ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62].
 
قال القاسمي - رحمه الله - (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً أي ذوي عقبة يعقب كل منهما الآخر لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أي يتفكر فيستدل بذلك على عظم قدرته أَوْ أَرادَ شُكُوراً أي يشكر على النعمة فيهما، من السكون بالليل والتصرف بالنهار. ويكون فيهما بما يقتضيه ما خلقا له[2].
 
ولهذا يقول سعيد بن مسعود رحمه الله تعالى: "إذا رأيتَ العبدَ تزداد دنياه وتنقُص آخرته وهو بذلك راضٍ فذلك المغبونُ الذي يُلعَب بوجهه وهو لا يشعر"[3]
ويقول محمد بن واسع: "إذا رأيتَ في الجنة رجلاً يبكي، ألستَ تعجَب من بكائه؟!" قيل: بلى، قال: "فالذي يضحَك في الدنيا ولا يدري إلى ماذا يصير هو أعجبُ منه"[4]
 
أما عن الوقفة الثانية فقال وكيل أوقاف الإسكندرية جاءت تحت عنوان "كل يوم هو في شأن" يقول الله سبحانه متحدثا عنه ذاته - جل جلاله - ﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29].
 
قال الزمخشري - رحمه الله - عن ابن عيينة: الدهر عند الله تعالى يومان، أحدهما: اليوم الذي هو مدّة عمر الدنيا فشأنه فيه الأمر والنهى والإماتة والإحياء والإعطاء والمنع[5] والآخر: يوم القيامة، فشأنه فيه الجزاء والحساب.
 
كم من مشرد كان له بيت فصار بلا مسكن ولا مأوى؟! كم من بريء مسكين قتلته رصاصات الغدر؟ كم وكم من الصور المؤلمة حملها عامنا الذي سيرتحل في حقيبته؟!
 
 وكانت الوقفة الثالثة "من علامات الساعة سرعة انقضاء الزمان" عباد الله إن من الملاحظ في الحقبة الأخيرة سرعة انقضاء الأعمار ومرور الليالي والأيام.
 
فكم نرى ونسمع من يشتكي قلة البركة في الأعمار وكم من تمر عليه الأعوام كأنها أيام وهذا ما أخبرنا به سيد الأنام – صلى الله عليه وسلم -.
 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ) والسعفة هي الْخُوصَةُ)[6]
 
وقد اختلف العلماء في معنى تقارب الزمان على أقوال كثيرة، وأقوى هذه الأقوال:
قال النووي: الْمُرَاد بِقِصَرِهِ عَدَم الْبَرَكَة فِيهِ، وَأَنَّ الْيَوْم مَثَلا يَصِير الانْتِفَاع بِهِ بِقَدْرِ الانْتِفَاع بِالسَّاعَةِ الْوَاحِدَة اهـ.
وقال الحافظ: وَالْحَقّ أَنَّ الْمُرَاد نَزْع الْبَرَكَة مِنْ كُلّ شَيْء حَتَّى مِنْ الزَّمَان، وَذَلِكَ مِنْ عَلامَات قُرْب السَّاعَة اهـ.
 
ومن التقارب المعنوي أيضاً: سهولة الاتصال بين الأماكن البعيدة وسرعته مما يعتبر قد قارب الزمان، فالمسافات التي كانت تقطع قديماً في عدة شهور صارت لا تستغرق الآن أكثر من عدة ساعات.
 
وأما التقارب الحسي؛ فمعناه: أن يقصر اليوم قصراً حسياً، فتمر ساعات الليل والنهار مروراً سريعاً. 
 
إن ما نلمسه من تعاقب السنين والأعوام، وسرعة تصرم الأزمان والأيام؛ إشارة إلى معجزة نبوية، وعلامة من علامات الساعة قد أخبر عنها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما الهرج؟ قال: ((القتل، القتل))[8]
 
 ووجه العجمى فى الوقفة الرابعة مجموعة من النصائح لمن استدبر عاماً واستقبل أخر قائلا :-
 
إن حكمة الإنسان في هذه الحياة أن يؤدي كل ما فرض الله عليه من واجبات ونواهي، ومع مرور الأيام وانقضاء السنين قد يتسلل إلى قلبه الملل، ويدخل في نفسه الضجر، وخاصة في النهايات من كل عمل، ونحن في نهاية العام يحسن بنا أن نذكر بالأتي:
أولا: محاسبة ومعاتبة:
أول هذه النصائح أن تحاسب نفسك على ما بدر منك في ذلك العام المنصرم: ولكن لماذا تحاسب نفسك؟
 
أخي المسلم، حاسِب نفسَك في نهاية العام لتعرفَ رصيدَك من الخير والشرّ ومدّخراتِك من الأعمال الصالحة، هذه وصيةُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "حاسِبوا أنفسَكم قبلَ أن تحاسبوا، وزنوها قبل توزنوا"[9]
 
فالمحاسبةُ تكشِف عن خبايا نفسِك، وتظهِر عيوبها، فيسهل عليك علاجُها قبل أن تندمَ لفوات الأوان، قال مالك بن دينار رحمه الله: "رحِم الله عبدًا قال لنفسه: ألستِ صاحبةَ كذا؟! ألستِ صاحبةَ كذا؟! ثم ذمَّها، ثم خطمها، ثم ألجمها كتابَ الله -عز وجل-، وكان لها قائدًا"[10]
  
ثانيا: الإكثار من العمل الصالح والتقرب إلى الله :-
مطلوب من الإنسان في نهاية العام الإكثار من الحمد والشكر على ما أنعم به من مهلة العمر والاستزادة من العمل الصالح قال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]، وقال تعالى: ﴿ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43]، فإن خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشرهم من طال عمره وساء عمله، عن الحسن عن أبى بكرة أن رجلا قال: يا رسول الله أى الناس خير؟ قال:« من طال عمره وحسن عمله ». قيل فأي الناس شر؟ قال:« من طال عمره وساء عمله ».[14]
 
 ثالثا :- بناء الأوطان بالمساعدة الصادقة الإيجابية والبعد عن التخريب وأصحاب الأفكار المتطرفة ونشر الفكر الوسطى المستنير بين الناس. 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق