«فقيرٌ يٌطعم فقيرًا» أهالى بنجلاديش يساعدون مسلمي بورما الفارين
الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017 07:49 م
قام بعض المواطنين البنجلادشيين بتقديم مساعدات بسيطة في هذه الأزمة الإنسانية، فيقول الفتى البالغ 12 عاما من خلف كشك توزيع الطعام أمام منزل عمّه في مدينة تكناف الحدودية في جنوب شرق بنغلادش، «إنهم مسلمون ويأتون من بلد آخر، لهذا السبب نساعدهم»
سيرا على الأقدام أو عبر الزوارق، لجأ 370 ألف من الروهينغا منذ نهاية أغسطس إلى بنجلادش معرّضين حياتهم لمخاطر عدة، منهكين وجائعين وأحيانا مرضى أو مصابين، هربا من أعمال عنف جديدة في غرب بورما.
ووسط هذا التدفق الذي يفوق قدرات بنغلادش الفقيرة ذات الغالبية المسلمة الواقعة في جنوب آسيا، يقدم مواطنون بنغلادشيون عفويا مساعدات الى هذه الجماعات اليائس، حيث يقف حوالى عشرة متطوعين في مركز توزيع الطعام في حديقة «عمّ حسان»، بعضهم من الروهينجا الذين أتوا للبحث عما يأكلونه، ويغلفون أطباقا من الأرز والعدس ويحركون قدورا يتصاعد منها بخار الطعام الساخن، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.
في سوق مزدحم قرب مخيم للاجئين في كوتوبالونج، يدقّ أطفال على زجاج السيارات طالبين القليل من الطعام، حيث يقدم السكان أفضل ما في وسعهم للمساعدة رغم مواردهم الضئيلة.
في هذه المنطقة من جنوب بنجلادش، تلمس قضية الروهينغا وترا حساسا،إذ ان هذه الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما مرتبطة تاريخيا بمنطقة شيتاجونج التي يتكلم سكانها لهجة مشابهة للروهينجا.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في بنغلادش صورا تظهر الابتزاز الذي يمارسه الجيش البورمي ضد الروهينغا. وأثارت هذه الصور عواطف الناشطين وتضامنهم مع الروهينغا في بنغلادش ودول إسلامية أخرى.
ويعتبر تدفق اللاجئين حملا إضافيا بالنسبة الى بنغلادش التي تضربها بشكل منتظم الكوارث الطبيعية وشهدت في السنوات الأخيرة سلسلة من الاغتيالات والهجمات الجهادية.
ويأسف بائع شاي يجلس في زاوية شارع حيث تمرّ مجموعات كبيرة من اللاجئين، لعدم تمكنه من القيام بأي شيء ويقول لفرانس برس «أتمنى لو كان بامكاني خفض الأسعار لكن سعر السكر مرتفع».
وبدأت موجة أعمال العنف في ولاية راخين في بورما في نهاية أغسطس مع هجمات المتمردين الروهينجا على الشرطة البورمية، ما استدعى ردا قمعيا من الجيش.