«عمرو موسى» وسنوات الفرص الضائعة

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 08:20 م
«عمرو موسى» وسنوات الفرص الضائعة
عمرو موسى
أمل غريب

ظل حلم رئيس الجمهورية يراود الدكتور عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، على مدى سنوات طويلة قبل حتى ثورة يناير، والذي بدأ يداعبه وقت توليه حقيبة وزير الخارجية، وبدأت بعض الشاءعات تنتشر حول إمكانية ترشحه للمنصب في الانتخابات التي كانت من المقرر إقامتها، إلا أنه وبسبب تلك الشائعات، تم استبعاده من منصبه، وتوليه منصب الأمين العام للجامعة العربية، حتى اندلاع ثورة 25 يناير، والتي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وبدأ «موسى» التمهيد لترشحه لمنصب الرئيس.

فشله في الانتخابات الرئاسية

قامت ثورة يناير وأصبحت الأرض ممهدة أمامه  لتحقيق حلمة، إلا أن عدم اتفاقه مع أغلب القوى السياسية التي أفرزتها يناير، والتي لم يلقى دعما منها بسبب انتمائه إلى نظام مبارك، إلى جانب أن ترشح الفريق أحمد شفيق، الذي كان مدعوما من «حزب الكنبة»، صعب عليه تحقيق حلمه، وكان فوز محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان الإرهابية.

 

جبهة الإنقاذ تخرجه عن صمته

في خضم سيطرة الجماعة الإرهابية على مفاصل الدولة، وإقصاء كل من خالفها الرأي وكل من لم يتحالف معها، ابتعد عمرو موسى عن المشهد السياسي وجلس في منزله، إلا أن تصاعد الأزمة في مواجهة سيطرة الإخوان، أجبرته للخروج عن صمته، وشارك في جبهة الإنقاذ، يراوضه الحلم من جديد، بعد تصاعد أسهمه مع أقرانه البرادعي وحمدين صباحي، وأعتقد أن دبلوماسيته التي يتقنها، قد تسوقه لأن يصبح رئيسا للجمهورية بمطلب شعبي، بعد رحيل الجماعة الإرهابية عن الحكم.

الحلم يراوده في لجنة الدستور

رحل محمد مرسي عن الحكم، بأمر الشعب المصري، ولم يرحل بتحركات عمرو موسى والنخبة السياسية، واعتقد للمرة الثالثة أنه يقترب من حلمة، بعد اختياره رئيسا للجنة الخمسين لوضع الدستور في 2014، ونجح في الخروج بالدستور الجديد، إلا أن نرجسيته المعهودة، جعلته ينسب نجاح أعمال اللجنة لنفسه فقط، بعد تصدره المشهد الإعلامي كرئيس للجنة، للحديث عن أعمالها، فكانت هذه هي السقطة التي أوقعت بينه وبين النخبة السياسية، كما أن تصدي المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع إن ذك، لمشهد عزل الجماعة الإرهابية، ومطالبة الشعب المصري له بتحمل المسؤلية والترشح للانتخابات الرئاسية، حطم أحلام عمرو موسى على الصخرة الأخيرة، فاحتجب عن المشهد السياسي فور إعلان السيسي الترشح للانتخابات الرئاسية.

 

سنوات الفرص الضائعة

مع اقتراب انتهاء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسي، أصبح حلم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، أمرا مشروعا كفله الدستور، إلا أن سعي البعض للعمل السري بهدف تأجيج الأوضاع الداخلية واستغلال الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها الدولة، جعل الشيطان يتلاعب برؤس النخبة السياسية التي اعتقدت أن مجرد استثمارها لتلك الأزمات، سيسهم بشكل أو أخر في الخروج على الدولة وإعادة انتاج أجواء 2011 مرة أخرى، بدعوى الحرية والعدالة الاجتماعية، فجاء تأسيسهم لما أسموه «الجبهة الوطنية للتغيير»، بأمر الدكتور ممدوح حمزة أو«علي بابا» كما يطلق عليه شباب 6 إبريل، كناية عن مغارة أموالة التي ينفقها على السياسيين، وشباب الثورة، للسيطرة على أراءهم السياسية، وكسبه لتأيدهم.

 

الوثيقة المشبوهة

أصدر أعضاء «الجبهة الوطنية للتغيير»، وثيقة ملزمة لكل أعضائها، وضعوا فيها خططهم التي سيديرون بها البلاد، من خلال إلزام أحد المرشحين بتنفيذها، في مقابل دعمهم له كقوى سياسية، وكان من بين الموقعين عليها الدكتور عمرو موسى، الذي بادر بالقفز من سفينة ممدوح حمزة، ونفي اشتراكه في تأسيس الجبهة، كما نفي علمه بالوثيقة المسربة، والتي كانت بالنسبة له أخر أمل في سنوات الفرص الضائعة.

اقرأ أيضا:

  الجبهة الوطنية للتغير.. «مغارة علي بابا والأربعين حرامي»

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة