«الملاذ الآمن للإرهاب».. هكذا تورطت قطر في أحداث 11 سبتمبر لتكدير السلم العالمي
الإثنين، 11 سبتمبر 2017 12:42 م
بعد 16 عامًا على أحداث 11 سبتمبر التي شهدت تدمير برجي التجارة العالمي، وعدد من التفجيرات الأخرى، كشفت الكثير من التقارير في الأونة الأخيرة تورط إمارة قطر في الحادث بتمويلها العناصر التي شاركت في العملية الكبرى التي كان لها تداعيات وتأثيرات عدة على منطقة الشرق الأوسط والعالم بداية من حرب افغانستان والعراق وصولًا إلى الصراعات التي أمددت إلى يومنا هذا.
وظهرت علاقة قطر وارتباطها باحدات 11 سبتمبر، عندما كشفت الأوساط الأمريكية في العام الراهن عن تقديم الدوحة الدعم الكامل للعقل المدير لهجمات الحادي عشر من سبتمبر خالد شيخ محمد، الذي كان ينتمي لتنظيمي الإخوان والقاعدة، وذلك عبر استطلاع آراء عدد من كبار ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ووكالة الأمن القومي.
ويكشف الفيلم الوثائقي الذي سمى بـ«قطر.. الطريق إلى مانهاتن»، علاقة الحكومة القطرية بأحداث 11 سبتمبر، حيث منح وزير الأوقاف القطري السابق عبد الله بن خالد المدبر الأول للعملية وظيفة في الدوحة كانت مجرد غطاء لأنشطته الإرهابية، كما وفر الوزير القطري لخالد شيخ محمد، طائرة خاصة للسفر خارج البلاد للقاء ابن شقيقته رمزي يوسف، الذي كان يحضر للهجمات إرهابية على الولايات المتحدة، كما أن خالد شيخ محمد كان يرسل المال للتنظيمات الإرهابية عبر بنوك قطرية.
الأمر الأخر الذي يزيد الشكوك نحو الدوحة هي محاولة أجهزة الأمن الأمريكية اعتقال خالد شيخ محمد في الدوحة عام 1996، إلا أنه الدوحة ماطلت في تسليمة وأفشت له معلومة بأن أجهزة الأمن الأمريكية تريد القبض عليه، وتدخل وزير الداخلية القطري الأسبق ومنحه جواز سفر قطري لتهريبه خارج البلاد، ومنع أجهزة الاستخبارات الأمريكية من اعتقاله، مما مكنه من مواصلة العمل على خططه الإرهابية، وتنفيذ هجمات سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أظهرت وثائق سرية في الفيلم أن ثلاثة قطريين قاموا بعملية استكشاف لمواقع الهجمات في أمريكا خاصة مركز التجارة العالمي والبيت الأبيض والبنتاجون ومقر المخابرات الأمريكية، وقام هؤلاء الأشخاص الثلاثة بتقديم الدعم لمنفذي هجمات سبتمبر، وغادروا بعد التفجيرات إلى لندن ثم إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وقال رئيس لجنة مكافحة الإرهاب السابق، ريتشارد كلارك في مقال نشر يوليو الماضي، إن قطر متورطة وتتحمل جانب كبير من المسؤولية عن هجمات "11 سبتمبر وغيرها من الهجمات الإرهابية الكبرى، ونشر رئيس لجنة مكافحة الإرهابي خلال فترة رئاسة كلا من بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، مقالا في صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية، تحدث فيه عما وصفه بـ"إيواء قطر لواحد من أخطر الإرهابيين في العالم، وحمايته وحرمان أجهزة الأمن الأمريكية من القبض عليه".
وروى كلارك قصة تكشف ما وصفه بعدم ثقة الأجهزة الأمنية الأمريكية بالقطريين، وشكوكهم الكبرى بعلاقاتهم مع جماعات وقيادات إرهابية، في مقال عنونه بـ«طالما عرفنا أن قطر مشكلة» وقال المسؤول الأمريكي: الحقيقة الواضحة أن قطر وفرت فعليا ملاذا لقادة وجماعات إرهابية، وهذا الأمر ليس جديدا بل هو مستمر منذ 20 عاما.
وتابع قائلا "أحد أبرز من قدمت لهم الدوحة الحماية، هو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد"، ومضى قائلا "أدركت الأجهزة الأمنية خطوة خالد شيخ محمد عام 1993، بعد ارتباط اسمه بعملية تفجير شاحنة بالقرب من مركز التجارة العالمي، وعرفنا أنه فعليا لديه قدرات واسعة على ترتيب عمليات إرهابية كبيرة، وله قدرات أقوى بكثير من أسامة بن لادن".
وفي جلسة لكونجرس مؤخرًا ناقش المجلس سياسات قطر الداعمة للإرهاب ودورها في انتشار التطرف وهجمات 11 سبتمبر، وقالت رئيسة لجنة الشئون الخارجية في الكونجرس إليانا روس إن بالاضافة أن مسئولا قطريا رفيع المستوى دعم العقل المدبر لهجوم 11 سبتمبر، فهناك أيضا دعم قطري واضح لخليفة محمد الإرهابي المصنف كإرهابي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لدوره بتمويل القاعدة والعقل المدبر لهجوم سبتمبر، وقد أدين غيابيا عام 2008 من السلطات البحرينية لأنشطتهالإرهابية وسجن لاحقا بقطر لستة أشهر ليطلق بعدها سراحه والآن يتم تمويله من الدوحة.