شىء من الخوف فى أمريكا.. وإعادة تعريف ترامب وسعاد الخولى
الإثنين، 11 سبتمبر 2017 09:00 ص
رشوة إثر رشوة إثر رشوة، هى نهاية العالم، باعتبار أن مصر مبتلاة بتجمع فريد للحرامية ومصاصى دماء الشعب، من تجار ومن رجال أعمال نكرات، ومن مسئولين، ضربهم سعار الجشع.
وربما تظن أن الذى فينا يكفينا، مالنا نحن وعركة ترامب السبعينى اللاسع وكيم جونج اون الثلاثينى الجامح، فهما يتعاركان بأقذع الألفاظ، وبالسباب، وبالمناورات، وبالصواريخ الباليستية.
كلا، نحن فى قلب القلب من التهديد النووى الجارية فصوله بإيقاع يتعجب له حتى المشاركون فيه والمتفرجون على السواء.. إن العالم واقف على أطراف أصابع قدميه، وعلى أطراف أعصابه، بعد أن طار وحلق صاروخ باليستى، أى عابر للقارات، فوق اليابان، وحتى جزيرة هوكايدو فى الشمال، وظل فى سماء اليابان لمدة 18 دقيقة، ثم عبرها لمسافة 1700 كيلومتر حتى سقطت أجزاؤه فى المحيط الهادئ.
على مدى الأيام الأربعة الماضية، كانت كوريا الشمالية تطلق صاروخا كل يوم، لكن الصاروخ الذى أطلقته الثلاثاء، فى السادسة من صباح طوكيو، كان الأكثر سببا فى إثارة الفزع والذعر داخل اليابان وكوريا الجنوبية غريمة كوريا الشمالية، وداخل دوائر البنتاجون والبيت الأبيض.
ما الذى استفز كوريا الشمالية لتطلق صواريخها طويلة المدى؟! المناورات العسكرية التى تجريها واشنطن وسيئول، عاصمة كوريا الجنوبية، هى إجراء سنوى دفاعى، لإظهار تضامن واشنطن مع حليفتها الكورية، وفى كل عام تحتج الشمالية ولا أحد يتراجع، وهذه السنة خرجت عليهم بصاروخ طار فوق اليابان الحليف الأقوى علاقة بأمريكا، من أجل هذا خرج ترامب ليقول إن كل الخيارات مفتوحة ومطروحة، تعبير تقليدى تكرر مرارا، لم تعد تهضمه معدة كوريا الشمالية المستعدة للانتحار.
بالقطع، سوف تتدخل الصين وروسيا، وكلتاهما اعتبرت أن الأزمة دخلت فى منعطف خطير، وفى الوقت ذاته أذاعت قناة الحرة أمريكية الجذور والفروع تعبيرا عن الاحتلال الأمريكى للعراق أيام الإرهابى بوش الابن، أن هناك اتصالات غير مباشرة بين البنتاجون وجنرالاته والكوريين الشماليين لنزع فتيل الانفجار الوشيك.
الذى أطار صواب الأمريكان حقا هو اكتشافهم أمرين، السرعة التى تتطور بها قدرات التكنولوجيا الكورية الشمالية كما تجسدها سرعة وارتفاعات وأوزان الصواريخ الباليستية، والأمر الثانى، هو تمتع المنصات الصاروخية الشمالية بالقدرة على الحركة السريعة، والذى لفت أنظار المحللين الاستراتيجيين أن الصاروخ الذى عبر أجواء اليابان أطلق من منصة بالعاصمة بيون يانج ذاتها، وهو أمر قصد به أن أى ضربة أمريكية مضادة سوف تقتل عددا كبيرا جدا من المدنيين!
فضيحة دولية مدوية يريدها رئيس كوريا الشمالية، لينصب السيرك الدولى لأمريكا ولو على حساب دماء الأبرياء، اليابان احتجت ومجلس الأمن اجتمع، وعقوبات دولية أشد، لكن تبقى كوريا الشمالية هى التحدى الأكبر الذى يواجه الرئيس الصوتى دونالد ترامب.
والحق أنه ربما يتحالف عليك القدر بأكثر مما تظن أنه يترصدك!
فإن الضربات تتوالى على رأس رئيس أمريكا من عمق المحيط الهادئ ذاته ومن على شطآنه، ففى عز الذعر وحالة الطوارئ التى عاشها ولا يزال الشاطئ الغربى من الولايات المتحدة، وبالذات ولاية تكساس، تحسبا للإعصار السنوى هارفى، اختارت كوريا الشمالية أن تمطره بإعصارها الصاروخى ليمر فوف رءوس حليفيها الكبيرين، كوريا الجنوبية واليابان، وليهدد جزيرة جوام، الأمريكية، منصة الصواريخ الأمريكية الاستراتيجية الأقرب جدا من اليابسة الكورية الشمالية.
فى الوقت الحالى ربما يعالج الأمريكيون تداعيات الخسائر الضخمة الناجمة عن إعصار هارفى وتقدر بـ 100 مليار دولار وتسعة قتلى، فضلا عن تراجع الدولار فى مواجهة اليورو، وارتفاع سعر الذهب إزائه، لكن وقت طويل حرج قد يمر أو لا يمر إزاء قرار كوريا الشمالية الرد بالضرب على مناورات هجومية جوية يتم التدريب عليها لقصف مقر قياة الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج اون.
إيقاع الأحداث سريع، يتجاوز قدرة ترامب، ويرى محللون أن هذا الاختبار المزدوج، من الطبيعة بالأعاصير، ومن البشر بالصواريخ، هو بالضبط اللحظات التى يعاد فيها تعريف دونالد ترامب.. لحظات يولد فيها زعيما أو يوأد فيها مخلوقا جعجاعا!
أما نحن، هنا فى مصر، فنحتاج بالضبط لإعادة تعريف مَن هو الشريف ومَن هو اللص الخفيف فى هذا الوطن.. تلك بالضبط نكبتنا وخيبتنا.