تغيير مسار رحلة البابا تواضروس بعد إحراجه فى أستراليا.. والقبض على ناشطة مسيحية.. واتهام أسقف سيدنى بالرشوة والاحتيال
الإثنين، 11 سبتمبر 2017 09:00 ص ماريان ناجى
بعد أن غادر البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مطار طوكيو باليابان متوجها إلى أستراليا، أثناء جولته الأوروبية، التى بدأها نهاية شهر أغسطس أعلنت مجموعة من أقباط أستراليا ومنهم كريستين سلوانس وجرجس غالى عبر صفحاتهم على «فيسبوك» عن وقفة صامتة صباح الأربعاء الموافق 30 أغسطس أمام كنيسة العذراء مريم والشهيدة مارمينا بحى بيكسلى احتجاجا على ما تمر به أسقفية سيدنى بأستراليا بسبب الأنبا دانييل أسقف سيدنى، وغير البابا تواضروس مسار رحلته وتوجه إلى كنيسة السيدة العذراء والقديسين قزمان ودميان بسيدنى ووضع حجر الأساس لهذه الكنيسة فور علمه بالوقفة ومن هنا بدأت الأزمة.
لم يكن لأصحاب الوقفة هدف غير الوصول إلى البابا، وتقديم شكواهم ضد الأنبا دانييل أسقف سيدنى الذى تسبب لهم ولأقباط سيدنى فى الكثير من المشاكل، فتوجهت كريستين سلوانس وهى إحدى الناشطات القبطيات التى دعت إلى الوقفة الصامتة تنفيذا للمبادئ السبعة لإصلاح الكنيسة فى سيدنى. لخصت كريستين مطالبها للبابا فى المطالبة بإعادة النظر فى تعيين ماجد بوكنره كمسئول للمدرسة القبطية فى مصر، لأنه حسب قولها استغل الكنيسة للوصول إلى هذا المنصب، كما طالبت بضرورة وضع خط بين الكنيسة فى سيدنى والدولة، وتطرقت إلى خطبة رئيس أستراليا على منبر كنيسة مارمرقس واصفة ذلك بـ «المهزلة»، كما طالبت بضرورة إقامة قداس واحد بطريقة واحدة فى كل المقاطعات توحيدًا للشعب المسيحى، ووضع منهج واحد لمدارس الأحد وتعميمه على كنائس أستراليا، وإقامة يوم روحى للكهنة للوحدة بينهم وإذابة أى خلافات، ودعوة الكنيسة إلى احتواء أبنائها وعدم طردهم حتى لو نادوا بعقيدة مغايرة للكنيسة، وأخيرا حل موضوع الطلاق بين الأقباط، كما وجهت كريستين الدعوة للبابا تواضروس لحل جميع مشاكل الأقباط قائلة: «متمشيش من هنا يا بابا غير لما تحل مشاكلنا».
ذهبت كريستين إلى أحد اجتماعات سيدنى التى يحضر فيها البابا تواضروس ولكنها فوجئت بالشرطة الأسترالية وهى تلقى القبض عليها وتجرها من يديها وقدميها وتقيد يديها وتجرها من مكان الاجتماع إلى سيارة الشرطة، وقام أحد الحضور بتسجيل فيديو لما حدث مع كريستين وبثه عبر الفيسبوك، الأمر الذى تسبب فى ثورة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبح الأمر محرجا للبابا وتغير مشهد الزيارة الرعوية إلى نقد شديد اللهجة للبابا وأسقف سيدنى وللكنيسة بشكل عام.
بعد خروج الناشطة من قبضة الشرطة الأسترالية خرجت بفيديو عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك وهى تبكى وتقول «ما حدث لى من أجلك يا ماجى» وتقصد بماجى أصغر ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية.
وتابعت «كريستين»: إن ما حدث معى بركة كبيرة من الله، وأطلب من القناة التى كنت أسجل بها قبل أن تقبض على الشرطة الأسترالية أن تعطينى ما سجلته، لأن ما فعلته هو اعتراض نابع من داخلى.
قال جرجس غالى لـ«صوت الأمة» وهو أحد نشطاء سيدنى الداعين للوقفة الصامتة لتوصيل صرخات الأقباط بسيدنى إلى البابا: «لا أصدق حتى الآن أن خادمة مسيحية بالكنيسة تعتقل من قبل الشرطة ويقوم أسقف أستراليا الأنبا دانييل بالإبلاغ عنها! نعم فالأنبا دانييل أسقف أستراليا هو من قام بإبلاغ الشرطة عن كريستين نظرا لأنها تناقش مشاكل أسقفية سيدنى والتى طفح بنا الكيل منها وأصبحت بالعلن.
أضاف «جرجس»: نظمنا الوقفة الصامتة من أجل فضح الأنبا دانييل أسقف سيدنى وأفعاله المشينة للكنيسة وقمت بتقديم بلاغ رقم r8l1664095 ضده للحكومة الأسترالية، أتهمه بالرشوة وغسيل الأموال والاحتيال، فنحن هنا لا نصدق ما يفعله بنا، فقد أخذ قرضا بقيمة 27 مليون دولار أسترالى من خلال رهن الكنائس بسيدنى وطلب الوصاية من برلمان محافظة نيو ساوث ويلز على الكنائس وحصل عليها بالفعل.
أضاف «جرجس»: كما اتهمته فى البلاغ بالرشوة والاحتيال وتقديم أوراق لجوء مفبركة لمكتب الهجرة فى أستراليا لكى يحصل على المال الوفير من وراء هذه العملية، كما كشفت فى البلاغ إفشاء أسرار المعترفين وابتزازهم من خلال وقفة الاستغاثة بالبابا تواضروس من أفعال أسقف سيدنى وهو شيطان فى صورة راهب. وعلق البابا تواضروس فى تصريحات صحفية على القبض على الناشطة المسيحية قائلا «إنه لا توجد علاقة بين الكنيسة وإلقاء الشرطة الأسترالية القبض عليها، فهذه السيدة كانت تريد دخول الاجتماع ولكن الدخول بتسجيل مسبق وهى لم تكن مسجلة لكى تدخل الاجتماع مما دفع الشرطة الأسترالية إلى إلقاء القبض عليها وليس لنا علاقة بالأمر ولا تفاصيل أخرى غير ذلك».
يذكر أنها الزيارة الأولى للبابا تواضروس لأستراليا منذ جلوسه على الكرسى البابوى عام 2012 وهى زيارة تاريخية وفقا لبرنامج جولة البابا الأوروبية والتى بدأها من اليابان فى نهاية أغسطس الماضى فى رحلة رعوية.