عيب فى الحكومة.. وعيب فى الشعب
الأحد، 10 سبتمبر 2017 05:00 م
كتبت فى الماضى مقالًا بعنوان: حكومة هذا شعبها وشعب هذه حكومته، أين الخلاص؟
نعم بلدنا فى مأزق، وهناك أخطاء فى الإدارة من حكومات متعاقبة، ولكن هناك كذلك أنواعًا من المواطنين يزيدون الأمور إرهاقًا لأنفسهم وللآخرين.
أرسل لى صديق قائمة بأنواع من الناس الذين يجعلون الأمر أكثر سوءًا:
مواطن متعب 1: يحط تحويشة عمره فى شركات توظيف أموال أو مع نصابين يوهمونه بتوظيف الأموال وبعدين لما الفلوس تروح يلطم ويقول الحقينا يا حكومة.
مواطن متعب 2: ياكل ساندويتش لحوم مجهولة من الشارع بجنيه وبعدين يرجع يلطم لما تجيله أمراض الدنيا، والحقينا يا حكومة.
مواطن متعب 3: مش لاقى ياكل وعايش اليوم بيومه فيتجوز ويخلف سبع عيال ويقول مش لاقى أأكلهم وألبسهم وأعلّمهم.. الحقينا يا حكومة وده من أسوأ المتعبين وأكثرهم انتشارًا.
مواطن متعب 4: يقدر يدبر خمسين ألف جنيه بدل ما يفتح بيها أى محل ويسترزق زى ملايين المصريين، أو حتى يطلع طيران لأى بلد أوروبى بتأشيرة سياحية ويكسرها هناك، بما إنه فى الحالتين غير شرعى، تلاقيه يروح يرمى نفسه على قارب متهالك وما يطلبش حتى لايف جاكت بخمسين جنيه من صاحب المركب، وهو عارف إن نسبة موته أكبر من نجاته، لكنه الغباء مع الجشع وحلم الثراء السريع ولما المركب تغرق هو وأهله يقولوا منك لله يا بلد إنتى السبب.
مواطن متعب 5: يعمل ثورتين وما بينهما ألفين جمعة «التار والتطهير والشرعية.. إلخ إلخ» ده غير آلاف حالات قطع الطرق والاشتباكات والمظاهرات الفئوية وبعدها يلطم إن الاقتصاد اتدمر والسياحة اتضربت والأسعار بتغلى ومابقيناش سويسرا فجأة بعد 30 يونيو.
مواطن متعب 6: يسوق عربيته على سرعة 160 كم وممكن يكون مابيعملش صيانة دورية أصلا، ولما يعمل حادثة ولا يتقلب بيها يقول الحق دى مصر فيها أكبر نسبة حوادث، أصل الطرق هى السبب.
مواطن متعب 7: يبرر لكل السابقين ويتاجر بدمهم ومصايبهم ويحرضهم على استمرار سلوكياتهم الغلط وأن العيب مش منهم لتحقيق مكاسب سياسية والإعداد لموجة فوضى عارمة جديدة تحت مسمى ثورة يتم طبخها دون التفكير فى العواقب اللى ممكن تدمره وتدمر بلده لسنوات طويلة مقبلة.
وكما فيه أخطاء على الحكومة فيه أخطاء علينا كمواطنين، وإن لم ننتقد الطرفين سنكون كمن يصلح ثقبًا فى المركب ولا يصلح ثقبًا آخر.
ما نجحت النمور الآسيوية إلا بأن كشفت عيوب الإدارة وعيوب الإرادة، عيوب الحكم وعيوب المحكوم.
مصر التى قال الله فيها «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» فى عهد يوسف، هى مصر التى خرج منها سيدنا موسى خائفًا يترقب وقال «رب نجّنى من القوم الظالمين».
الشعب كما الحكومة، إما أن يسود عنده العدل ومن ثم الأمن أو أن يسود عنده الظلم ومن ثم السخط.
اللهم حبّب إلينا العدل وزيّنه فى قلوبنا وكره إلينا الظلم.