خطيب نهى أخبرها بالرحيل فانتحرت.. هذه الوقائع تؤكد نظرية «شكسبير» عن الحب
الأحد، 10 سبتمبر 2017 02:52 م
«ما الحب إلا جنون» - وليم شكسبير
رغم حرمانية الانتحار في كل الأديان السماوية، ينتهجه المئات كل عام للتخلص من آلام، ولكل منهم مبرره، فمنهم من يبحث عن الخلاص من المرض أو الديون ومنهم من يسع لإطفاء نيران العشق، وإنهاء مأساة الحب، لكن بعضهم وقع فريسة خيانة الشريك، وآخرين قيدوا بآراء أهلهم بينما سقط جزء كبير منهم ضحية سوء اختيارهم.
في نهاية ديسمبر الماضي، أقدم محمد على الانتحار شنقًا مضحيًا بحياته الواعدة بعدما حرمته أسرته الزواج من حبيبته، لصغر سنهما، ونصحوه بالاهتمام بدراسته بدلاً من تضيع وقته على "لعب عيال" لا فائدة منه، معتبرين أن أنجذابه لزميلته، وولعه به مجرد مشاعر مراهقة فى طريقها إلى الزوال، إلا أنه حاول إثبات حقيقة مشاعره، وعمق حبه، وهددهم بالانتحار أكثر من مرة، فلم يعيروه أى اهتمام، وأصروا على موقفهم، فغافلهم فى أحد الأيام، وثبت طرف قطعة قماش بأريكة حجرة نومه بينما أحكم لف الطرف الآخر حول عنقه، ولحق بعشاق العالم.
ومع بداية العام الجاري، تجرعت "نهى"، طالبة الصيدلة السم بعدما هددها خطيبها بهجرها إثر مشادة كلامية نشبت بينهما فى إحدى زياراته إلى منزل عائلتها، فرجته ليغير رأيه لكنه لم ينصت لها، فهددت بالانتحار أمام عينيه، فلم يعيرها أى اهتمام، وسخر منها ومن تصرفاتها الصبيانية الأمر الذى استفزها، وشجعها على تنفيذ تهديدها، فاستدرجته إلى الشرفة، وأثناء صراخه عليها، ألقت بنفسها من الطابق التاسع على مرأى ومسمع منه، فخسرت "نهى" حياتها، وأبتلى خطيبها بتأنيب الضمير إلى الأبد.
وبعد أيام قليلة من واقعة طالبة الصيدلة، قررت "إيمان" التخلص من حياتها هى الأخرى باسم الحب، الفرق الوحيد بينهما أن "إيمان" خدعت فى حبيبها، الذى استغلها لإشباع رغباته الحيوانية، واستدرجها مرات عديدة إلى سطح منزلهما، ليضمها إليه على غفلة من الجميع، ويسرق بضع قبلات دون أن يشعر به أحد، ولسوء حظهما اكتشف شقيق الفتاة أمر علاقتهما، وقرر مواجهة جاره بفعلته الشنيعة، فصدم من رده "أختك مش محترمة.. أنا مالي"، ولم يجد بد من مصارحة والديه بتصرفات شقيقته، فحبساها فى المنزل بعد أن قالت لها والدتها "أنا لو منك كنت شربت سم وموت نفسي، جبتي العار لينا"، فشربت سم فئران.
وفى مارس الماضى، أتضح لـ"مى" عيوب حبيبها، واكتشفت بخله الشديد، بعدما عرفت أمها عن علاقتهما ومنعتهما من مقابلة بعضهما البعض، وسعت لإنهاء علاقتهما، فأقنعتها نجلتها بالتحدث إلى الشاب، ومعرفة نواياه، ومخططاته لمستقبله، فوافقت الأم أمام إصرار نجلتها، وتقابل ثلاثتهم فى أحد المقاهى الشهيرة، وهناك شعرت الوالدة ببخل حبيب أبنتها خاصة بعد أن تهرب من دفع الفاتورة، وصدمت "مى" من تصرف حبيبها، وخجلت من والدتها، وفور عودتهما إلى المنزل حبست نفسها فى غرفتها، وأنفجرت فى البكاء حتى توصلت إلى حل نهائي، وألقت بنفسها من الطابق الثانى عشر هربًا من نظرات والدتها.
وبالرغم من أختلاف الأسباب إلا أن مصير "مازن" لم يختلف كثيرًا عن سابقيه، فهو الآخر أنتحر، عبر تناول مبيد حشري بعد أن رفض والد حبيبته تزويجه أياها بسبب ظروفه الإقتصادية السيئة، وأصر على عقد قرانها على ابن عمها، ميسور الحال، فمازن ككثير من الشاب، أنهى دراسته، وألتحق بالخدمة العسكرية لمدة عام، ليجلس بعد ذلك على القهوة إلى جانب أصدقائه يبكي حظه، ويسب زمانه بعد أن عجز عن إيجاد أى عمل يمكنه من التصدى لمتاعب الحياة، فخسر حبيبته وخسر حياته.
وبسبب الظروف الإقتصادية أيضًا خسرت دينا حياتها، بعد أن أجبرها والدها على الزواج من شاب غنى، ورفض تزويجها لحبيبها، فهددت والديها بالإنتحار إن لم يرضخوا لحبها، وعندما لم يعيروها أى إهتمام لم تجد أمامها بد من تنفيذ تهديداتها، فبعد خطبتها لنجل صديق والدها، استغلت غياب عائلتها عن المنزل، وزيارتهم لأحد أقاربهم، ودخلت إلى المطبخ، وتناولت جيركن البنزين، وسكبته بأكمله على ملابسها قبل أن تشعل النيران بنفسها، وتعذب بسبب عند أهلها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتفارق روحها العاشقة جسدها الصغيرة.