ضرة الإسلام!
الأحد، 10 سبتمبر 2017 03:00 م
كان طفلا ذكيا حتى إنه تعلم القراءة والكتابة وأجادهما قبل دخوله المدرسة.
كان يمسك بالجريدة ويقرأ على إخوته الكبار خريطة برامج التليفزيون دون أن يتلعثم.
فماذا أضافت إليه المدرسة؟
يخيل إلىَّ أنها أفسدته بعض الشىء، نالت من ذكائه وقدرته على الفهم. وكيف لا؟ وها هى معلمته تشرح للتلاميذ فضل رمضان فتقول إنه «ضرة الإسلام» نعم «ضرة» بالضاد وليس بالدال؛ فالمعلمة النابغة ترى أن أركان الإسلام الأخرى زوجة أولى ورمضان ضرتها. صدق أو لا تصدق.
ونفس المعلمة -المجددة فى دأب تحسد عليه- تقول للتلاميذ وهى تشرح لهم الفرق بين الفعل والاسم إن «قال» اسم وليس فعلا، فلما راجعها الصغير قائلا فى خجل: أليست فعلا يا أبلة؟ أجابته بثقة: بل هى اسم لأنه فى الحقيقة لم يفعل شيئا، مجرد قال.
المعلمة لا تنظر للفعل على أنه ذلك الحدث الذى يستغرق زمنا، لكنه هو ذلك الحدث القوى الذى يترك أثرا؛ فهى ترى الفعل زرع وحصد وضرب وقتل ودمر وزلزل، أما الأفعال من أمثال هدأ وسكت ونام فهى ليست أفعالا من وجهة نظرها. وهى وإن كانت ترى «قال» اسما، لكنها يمكن أن تعيد النظر بالنسبة لصرخ وصاح، وبالمثل، أعتقد أن «ابتسم» عندها اسم (ما عملش حاجة، يا دوبك ابتسم وخلاص) أما ضحك وقهقه فلا مانع من إدراجهما مع الأفعال.
ومن البديهى جدا عند معلمتنا النابغة أن يكون «طب ساكتا» اسما وليس فعلا؛ لأنه لم يفعل شيئا، حيالله مات والسلام، الله يرحمه ويرحمنا.
مدرسة بكلية الألسن جامعة عين شمس