دراسة: «اليوجا» تخفض مستويات القلق والاكتئاب وتحسن الرفاهية الشخصية
الأحد، 10 سبتمبر 2017 02:05 م
أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن ممارسة رياضة التأمل "اليوجا"، بشكل منتظم، تعمل على تحسين الصحة العقلية والجسدية، وتحد من الإجهاد البدني والالتهابات.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، ونشروا نتائجها، في دوريةFrontiers in Human Neuroscience العلمية.
وراقب الباحثون عينة من الأشخاص، يمارسون رياضة "اليوجا" والتأمل بشكل منتظم، لمدة 3 أشهر، حيث وجدوا أن هذه الرياضة أثرت بشكل إيجابي على عوامل التغذية العصبية في الدماغ، كما كان لها أثر إيجابي في تحسين الرفاهية الشخصية.
وأظهرت البيانات، أن المشاركين في الدراسة انخفضت لديهم مستويات القلق والاكتئاب، كما انخفضت لديهم مستويات ما يسمى بـ"السيتوكينات"، المنشطة للالتهابات.. كما لاحظ الباحثون تحسناً في مناطق الجهاز العصبي، المسؤولة عن التعلم والذاكرة وتنظيم العمليات المعقدة، مثل الالتهاب، وتنظيم المزاج، والاستجابة للتوتر والتمثيل الغذائي.
وكانت دراسات سابقة ، قد أثبتت، أن ممارسة التأمل لمدة 25 دقيقة يوميًا، على مدار 3 أيام متتالية، تقلل مستويات هرمون "الكورتيزول" المعروف باسم هرمون الإجهاد، وتزيل التوتر والضغط النفسي، كما أنها تقلل من شيخوخة الدماغ، التي تصيب البشر مع التقدم في العمر، ما يؤثر على وظائف الجهاز العصبي المسؤول عن معالجة المعلومات.
ويتحقق التأمل عندما يقوم الشخص بخلق صورة في العقل لشيء معين، ثم التركيز عليه بشكل كلي، يمكّنه من عدم رؤية أي شيء من حوله، سوى هذه الصورة التي رسمها في عقله.
كما أن التنفس مهم وضروري في عملية التأمل، ويتم بعمق وهدوء، وبمجرد أن تبدأ في التأمل تجد أن عملية التنفس تتم بانتظام.
ويستحسن أن يكون التأمل فى مكان هادئ، وأن تكون الإضاءة طبيعية ومعتدلة، وأن يملأ الهواء النقي جنبات الحجرة، وأن تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة.
ويجلس المتأمل في وضع مريح "وضع القرفصاء"، على أن يكون العمود الفقري في وضع مستقيم ومريح، والرأس متعامد على الكتفين.
وكلما كان العمود الفقري في وضع مستقيم، كلما تمت عملية التنفس بسهولة أكثر، وانتظمت الدورة الدموية، ومن الممكن إمالة الرأس قليلاً إلى الأمام لمزيد من الاسترخاء، مع ارتكاز اليدين على الركبتين.. وقد خلصت الأبحاث الأخيرة إلى أن التدخلات في الجسم والعقل مثل "اليوجا" والتأمل وتنظيم التنفس كفيلة بتغيير وتأخير الالتهابات الجينية الناجمة عن الإجهاد.
واستعرض العلماء 18 دراسة تناولت التأمل واليوجا وممارسات الذهن، والتي شملت 836 مشاركاً على مدى 11 عاماً.. وعند معالجة البيانات، توصلوا إلى أن التغيرات الجزيئية تحدث عندما تمارس التدخلات المتعلقة بالعقل والجسم معا، وهذه التغيرات لها تأثير قوي على الإجهاد المزمن وصحتنا الجسدية والعقلية.
وفي حالة الشعور بالإجهاد، ينتج الجهاز العصبي جزيئا يسمى (NF-kB) الذي ينظم طريقة تعبير الجينات.. وفي أوقات التوتر، يزيد هذا الجزيء من إنتاج البروتينات الالتهابية المعروفة باسم الـ"سيتوكينات cytokines" لإعطاء دفعة سريعة لجهاز المناعة.
وهذه العملية قد تكون مفيدة في مواقف معينة (خاصة المواقف الصعبة)، إلا أنها قد تؤدي للخلل عند تكرارها باستمرار.