في ختام معرض الصين والدول العربية 2017.. مصر توقع 5 اتفاقيات حول الصادرات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات.. وتروج للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
الأحد، 10 سبتمبر 2017 01:28 م
اخُتتمت فعاليات معرض الصين والدول العربية لعام 2017 في مدينة يينتشوان عاصمة منطقة نينجشيا ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، بمشاركة مصرية واسعة النطاق كضيف شرف للمعرض.
ووقعت مصر والصين خمس اتفاقيات حول الصادرات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات والسيارات وتصنيع الألياف الزجاجية على هامش مؤتمر الترويج للتجارة والاستثمار بين مصر والصين الذي عقد ضمن أنشطة المعرض.
وألقى اللواء محفوظ مرزوق نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، -كلمة خلال المؤتمر- تحدث فيها عن وجود منصة جديدة للتعاون الاقتصادي بين مصر ثاني أكبر الاقتصاديات في إفريقيا والعالم العربي وبين الصين ثاني أكبر اقتصاديات العالم، وهذه المنصة الجديدة هي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي تضم: 6 موانئ على البحرين المتوسط والأحمر، 390 كم2 من المناطق الصناعية والتجارية واللوجستية والخدمية المتكاملة التي تقع على ضفتي قناة السويس الممر الملاحي الرئيسي لحركة البضائع المنقولة بحرا بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وفي قلب مبادرة الحزام والطريق، وتعتبر نقطة الاتصال الرئيسية بين الحزام والطريق.
وقال مرزوق إن المنطقة الاقتصادية تتمتع بنظام اقتصادي مفتوح وحوافز مالية وغير مالية تقدمها للمستثمرين بالمنطقة، وتربطها اتفاقيات تجارية مع دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا والدول العربية ودول شمال وشرق إفريقيا تكفل دخول صناعاتها ومنتجاتها إلى أسواق هذه الدول بدون جمارك والتي يبلغ عدد سكانها مليار و300 مليون نسمة.
ولفت إلى قصص النجاح في التعاون بين مصر والصين التي تحققت في المنطقة، ومنها مجموعة (تيدا مصر) والتي تعتبر أكبر مطور صناعي في منطقة قناة السويس، ومجموعة مصانع (جوشي) للفيبر جلاس التي تمددت وتوسعت وصدرت منتجاتها إلى أوروبا وإفريقيا دون جمارك تقريبًا، مشيرا إلى أنه ستنضم إلى المنطقة الاقتصادية مجموعة شركات (شاندونج روي) لصناعة المنسوجات، وميناء (شنجداو).
ولكون مصر هي ضيف الشرف في المعرض، خُصص لها جناح كامل تم فيه عرض شتى السلع والبضائع المصرية، وإلقاء الضوء بشكل موسع على قطاعات مهمة مثل تجارة الخدمات والتعاون الاستثماري والسياحي، وأقيم بالقرب من الجناح المصري معرضان ضخمان أحدهما ثقافي والآخر سياحي تم تنظيمهما ليكونا بمثابة بانوراما لتعريف الشعب الصيني بشكل أكبر بالتاريخ والحضارة والثقافة والتقاليد المصرية وبمعالم مصر السياحية والطبيعية.
وافتتح معرض الصين والدول العربية لعام 2017 يوم الأربعاء الماضي برسالة تهنئة موجهة من الرئيس الصيني شي جين بينج، نوه فيها بعلاقة الصداقة التقليدية التي تربط بين الصين والبلدان العربية وبكونها شريكًا هامًا في مبادرة الحزام والطريق التي تبغى استلهام روح طريق الحرير القديم الذي كان شريانًا للحضارة حمل معه الازدهار والرخاء للبلدان التي كان يمر بها في آسيا وأوروبا وإفريقيا.
وأُبرم خلال أول يومين من المعرض ما إجماليه 253 اتفاقية بقيمة نحو 186.05 مليار يوان (حوالي 28 مليار دولار أمريكي)، وغطت الاتفاقات قطاعات الزراعة وصناعة الأغذية والمواد الجديدة وإنتاج المعدات والأدوية البيولوجية وصناعة الكيماويات والأنسجة وبناء المجمعات الصناعية والخدمات الحديثة.
كما وقُع خلال منتدى حول التعاون في مجال القدرة الصناعية بين الصين والدول العربية -إحدى فعاليات المعرض- 22 مشروعا بقيمة استثمارية بلغ إجماليها 17 مليار يوان (2.6 مليار دولار أمريكي) تغطي مجالات البنية التحتية والتعدين والطاقة والكيماويات والنسيج والأغذية والزراعة والإنترنت والسياحة.
كان وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل قد افتتح المعرض -نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي- يرافقه حاكم منطقة نينجشيا التي احتضنت من قبل ثلاث دورات من المنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، ودورتين من معرض الصين والدول العربية، حيث يمثل المعرض منصة استراتيجية للدول الواقعة على طريق الحرير لإجراء الحوارات رفيعة المستوى والتواصل السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي، كما أنه يعد جسرا لتبادل المعلومات بين المؤسسات المحلية في المقاطعات والمدن ومناطق الحكم الذاتي الصينية من ناحية والدول العربية والإسلامية من ناحية أخرى، فضلا عن أنه يوفر خدمات استشارية تجارية للغرف والجمعيات التجارية والشركات الكبرى.
وفي إطار المعرض -الذي أقيم تحت مفهوم "الصداقة والتعاون والتنمية"- أقيمت فعاليات مهمة من ضمنها الدورة السابعة لمؤتمر رجال الأعمال من الصين والدول العربية والتي أطلق عليها اسم "قمة الصناعة والتجارة بين الصين والدول العربية لعام 2017".
وتم خلال المعرض إطلاق منصة المعلومات المتكاملة الصينية العربية لنقل التكنولوجيا كجزء من فعاليات مؤتمر التعاون الصيني العربي لنقل التكنولوجيا والابتكار 2017 الذي أقيم بحضور نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني هوانج وي، ومحمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وشخصيات من السفارات الأجنبية لدى الصين وبعثة جامعة الدول العربية لدى الصين والأوساط التجارية والأكاديمية من مصر والسودان والمغرب والأردن والإمارات المتحدة والسعودية والجزائر وغيرها من الدول العربية.كانت السلطات الصينية المسئولة عن تنظيم المعرض ذكرت أن ما يقرب من 1400 مؤسسة وشركة من داخل الصين ومن 57 دولة و3 منظمات إقليمية، شاركوا في هذا الحدث الضخم الكثير منها من البلدان العربية من ضمنها مصر والأردن والإمارات والبحرين والسعودية وغيرها.
وحضر المعرض أكثر من 20 مسؤولا أجنبيا على المستوى الوزاري، بعضهم من مصر والإمارات وعمان والكويت والسودان ولبنان وموريتانيا وأفغانستان وقرغيزستان وأندونيسيا ودول أخرى.
وكانت سلسلة الفعاليات الضخمة التي أقيمت على هامش المعرض اندرجت تحت خمسة موضوعات رئيسية للتعاون وهي: السلع والبضائع، وتجارة الخدمات، والتعاون التكنولوجي، والاستثماري، والسياحي، كما تم تنظيم سلسلة من المؤتمرات والمعارض الجانبية بما في ذلك الدورة السابعة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين الخاصة بمنتدى التعاون الصيني العربي والمعرض الشامل للسلع والخدمات الدولية.
وأقيم كذلك خلال فترة إقامة المعرض منتدى التعاون الزراعي بين الصين والدول العربية، ومعرض الزراعة الحديثة، واجتماع الصين والدول العربية حول التعاون في قطاع السيارات، والمعرض الخاص بالسيارات التي تحمل العلامات التجارية الصينية، إضافة إلى الاجتماع الدولي للتعاون اللوجستي بين الصين والدول العربية، ومنتدى الصين والدول العربية "إكسبو كريديت فورم 2017"، ومؤتمر الصين-الدول العربية لنقل التكنولوجيا والتعاون في مجالات الابتكار ومعرض التكنولوجيا الفائقة والمعدات، واجتماع الصين-الدول العربية حول السكك الحديدية فائقة السرعة، ومعرض الصين لتكنولوجيا السكك الحديدية الفائقة السرعة.
كما كان من ضمن الفعاليات المقامة قمة التعاون المالي بين الصين والدول العربية ومؤتمر طريق الحرير عبر الإنترنت والحوسبة السحابية وتطبيقات البيانات الكبيرة، علاوة على منتدى الصين-الدول العربية للتعاون الدولي في مجال القدرات الصناعية ومعرض التعاون في مجالات البنية التحتية والقدرات، إضافة إلى مؤتمر الوكالات السياحية الصينية والعربية.
وتعد الدول العربية ثامن أكبر شريك تجاري للصين في العالم حيث وصل إجمالي حجم التجارة بين الجانبين إلى 171.14 مليار دولار أمريكي في عام 2016، وبلغت قيمة العقود الجديدة الموقعة للمشروعات بين الجانبين في نفس السنة 40.37 مليار دولار ووصل حجم استثمارات الصين غير المالية المباشرة في الدول العربية 1.15 مليار دولار وحجم الاستثمارات العربية المباشرة في الصين 67 مليون دولار.