عم يوسف.. ماسح أحذية بدرجة فيلسوف (فيديو وصور)
السبت، 09 سبتمبر 2017 08:55 م
يبدو عم يوسف، الذي يجلس قرب سور مسجد رابعة العدوية، لمسح أحذية العابرين، كغيره من ممارسي هذه المهنة في مختلف شوارع، وميادين القاهرة، لكن الحديث معه يكشف عن أنه ماسح أحذية بدرجة فيلسوف.
يتمتع عم يوسف بنظرة عميقة للحياة، جعلته أشبه من يدرك كل شيء حتى كاد أن يفقد عقله، فهو يحرص على إتقان عمله، في الوقت الذي يؤكد فيه أنه لا يحبها، ويعمل بها على مضض؛ من أجل توفير قوت أبنائه.
«صوت الأمة» حاورته فقال: «أنا قانع بهذه المهنة، رغم أنها تجعلني محط احتقار الناس، وبخلهم»، مضيفا: «اضطر للتحمل؛ من أجل أسرتي المكونة من 4 أبناء أكبرهم 15 سنة، وهو ما جعلني أضع لافتة تحدد أسعار تلميع الحذاء إلى جواري».
عندما سألنا عم يوسف، عن تحديده سعر تلميع الحذاء بـ3.5 جنيه، قال: "أنا مضطر لأن الحياة غليت، وده مش ذنبي، وبعدين مش ذنبي برضه أن الناس بتبص للشغلانة على إنها مهنة الصعاليك، والفقراء، وبالتالي يتصورون أنهم قادرون على إرضائنا بأقل شيء، ولو كان لا يناسب ما نقدمه من خدمة".
وكشف عم يوسف عن ثقافة واسعة، بالحديث عن تاريخ هذه المهنة في العالم، وقوله: "شغلانتي دي بدأ كثير من المشاهير حياتهم بها، في جميع أنحاء العالم، وفي كندا مثلا يمسح العامل أحذية الزبائن بعد أن يخلعونها من أرجلهم، داخل كشك معد لذلك".
ويشير عم يوسف إلى أن الكثير من الشخصيات العالمية، بدأت حياتها العملية من أسفل الهرم الاجتماعي كماسحي أحذية، بما في ذلك سياسيين وأدباء ومطربين ورياضيين ورؤساء وزعماء بعض الدول.
وتصديقا لقول عم يوسف، فإن من أهم الشخصيات العالمية التي عرف عنها مزاولتها لمهنة ماسح الأحذية الرئيس البرازيلي المحبوب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي انتخب في عام 2002م، ثم أعيد انتخابه سنة 2006م بعد أن فاز بـ 60% من الأصوات، وها هو يستعد للعودة خلال الانتخابات المقبلة، وسط مظاهرات عارمة في جميع مدن البرازيل دعما له.
ونذكر شخصية الملاكم العالمي مايك تايسون، الذي بدأ حياته ماسح أحذية، قبل أن يتم اكتشاف موهبته الفذة في لعبة الملاكمة.
ومن الأدباء العرب، الذي امتهنوا مسح الأحذية، محمد شكري صاحب رواية "الخبز الحافي"، التي تناولت حياة البسطاء في شمال إفريقيا.