في ذكرى وفاة «شزام كوماندوز».. عاش حياته مرتديًا الزي العسكري منتظرًا تحرير فلسطين (صور وفيديو)

السبت، 09 سبتمبر 2017 03:21 م
في ذكرى وفاة «شزام كوماندوز».. عاش حياته مرتديًا الزي العسكري منتظرًا تحرير فلسطين (صور وفيديو)
البطل الفدائى محمد محمد محمود خليفة الشهير بشزام
هناء قنديل

رغم أن تحرير أراضي فلسطين، كان وما زال حلما، يافعا في قلوب أجيال من أبناء مصر، على مدار نحو 7 عقود حتى الآن، فإن بعض الأبطال تجاوزا مرحلة الأمل، وقدموا تضحيات، تكتب بما الذهب في صفحات التاريخ؛ من أجل تحقيق هذا الحلم.

وكان من بين هؤلاء الأبطال، "شزام الكوماندوز"، وهو رجل مصري عروبي، حتى النخاع، يدعى محمد محمود خليفة، المولود في محافظة المنوفية عام 1928، على بعد سنوات قليلة من حادث دنشواي الشهير، الذي راح ضحيته واحد من أعمامه؛ فكان له أثر كبير على نفسه، وخلق منه إنسانا كارها للظلم، والاحتلال، ولا يتردد في أن يضحي بحياته؛ لأجل هذا الهدف.

حياة أسرية شاقة

عاش "شزام الكوماندوز"، وهو اسم الشهرة الذي كان يحب أن ينادى به، حياة أسرية عصيبة، بعد وفاة والدته، وزواج والده من أخرى أذاقته صنوف العذاب؛ الأمر الذي دفعه لمغادرة بلده، إلى الإسماعيلية، وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من العمر بعد، ليعيش بين أخواله، الذين أكرموا وفادته، وأحسنوا رعايته.

مولد فدائي

كانت الإسماعيلية، في منتصف الأربعينات، واحدة من المدن التي انتشرت فيها بكثافة شديدة، قوات الاحتلال البريطاني، لتعيث فسادا، لا يستطيع الأهالي تحمله، وهو ما أيقظ في نفس "شزام"، روح الكراهية لهؤلاء الذين قتلوا الضعفاء في دنشواي.

وانتظر الفدائي الذي يتكون داخل قلب وعقل البطل "شزام"، لحظة الميلاد، والتي جاءت مسرعة؛ حين اتلقطت أذناه ذات يوم صرخة استغاثة، أطلقتها امرأة من السلطان حسين بالإسماعيلية؛ إثر اعتداء جنديين بريطانيين عليها، وضربهما لزوجها عندما حاول الدفاع عنها، وانطلق الفدائي من داخل البطل "شزام"، كإعصار هائل، فرد الاعتداء إلى الجنديين البريطانيين، وأجهز عليهما ليقتلهما في الحال، ثم لاذ بالفرار؛ لينضم إلى كتائب العمل الفدائي.

بطولات نادرة.. تصنع كوماندوز

 لم يتردد محمد خليفة لحظة واحدة عن الاستمرار في الطريق الذي اختاره له القدر، فانطلق يوجه ضرباته الموجعة إلى جنود الاحتلال، وهو ما صنع منه "كوماندوز" حقيقي، وصار معروفا بين أقرانه بـ"شزام الكوماندوز".

وواصل هذا البطل، عملياته الفدائية المربكة للاحتلال، الذين كان جنوده يفاجأون به هابطا على رءوسهم من السماء، لينفجر بينهم كالعاصفة المدمرة، مخلفا وراءه خسائر فادحة بصفوف هذا العدو المعتدي الغاشم، وفي كل مرة كان يشعر براحة عارمة، ولما لا وهو يأخذ بثأر كل من ماتوا على مقاصل دنشواي الظالمة.

سر الاسم

عرفنا لماذا أطلق على "شزام"، لقب الكوماندوز، لكن ما سر اسم "شزام"؟ هذا اللقب أطلقه على محمد خليفة، قائد إنجليزي، شاهده وهو ينقض على جنوده من أعلى إحدى الأشجار، ورأى كيف أن الجنود المحترفين، لم يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم، فراح يصرخ "شزام.. شزام.. شزام"، وهو اسم أحد الطيور الحارجة الأسطورية، لدى الإنجليز، وأراد القائد البريطاني، أن يشبه بطلنا به!!

قصة القنبلة السندوتيش

ويقول "شزام الكوماندوز" عن حياته: "شاركت في عمليات كثيرة ضد الإنجليز، حيث تشكلت مجموعات للمقاومة المنظمة في منطقة القنال، بمساعدة الضباط سامي حافظ، وكمال رفعت، وسعد عفرة، وعمر لطفي، وغيرهم، وشاركت في خطف مورا هاوس، القائد البريطاني الشهير، ومحاولة اغتيال الجنرال إكسهام، قائد القوات البريطانية في المنطقة بقنبلة، وضعتها في ساندوتش، وكذلك وتفجير كوبرى سالا، وخطف الجنود الإنجليز".

حرب فلسطين موعدنا

كان البطل "شزام الكوماندوز"، على موعد مع حرب فلسطين، التي شارك فيها ضمن مجموعة قتالية، ذهبت إلى غزة، وتمكنت من شن غارات شرسة على مواقع إسرائيلية، وأسر عدد كبير من جنود العصابات اليهودية.

ويحكي "شزام" عن هذه الفترة أيضا فيقول: "أثناء حرب فلسطين ذهبت إلى غزة مع رفاقي الأبطال واقتحمنا أماكن تجمعات اليهود، وقتلنا وأسرنا عددا كبيرا منهم، وعدت باثنين منهم إلى القيادة كما شاركت في الدفاع عن بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي".

وأضاف: "عندما حدثت نكسة يونيو عام 1967، ارتديت الزي العسكري وذهبت إلى المكتب الخاص بالعمليات العسكرية، ووجدت مسئولا يرتدى بيجامة فسألته عم حدث؟ فرد على في غطرسة بقوله: لا تخافوا جيشنا يقوم بعمليات الهجوم والدفاع؛ فضربته لعلمي بأن الطائرات ليست مصرية، وكسرت مخزن السلاح، ووزعته على المقاومة الشعبية، وبعض المجندين وخرجت ووقفت على الضفة الغربية للقنال، لمنع عبور اليهود ومساعدة العائدين من الجيش المصري".

دليل الاستنزاف

وتابع: "بعد شهر من نكسة يونيو عام 1967 انطلقت معارك الاستنزاف بمعركة رأس العش وخلال معارك الاستنزاف كنت الدليل لبعض الجنود لمعرفتي بالمناطق، وتدريبي العسكري،  وعبرت 3 مرات مع الفرق 33 و 39 قتال؛ للقيام بعمليات خلف خطوط العدو، وأسر جنودهم وكان أهمهم الطيار رايت، الذي سقطت طائرته فقفز منها وحاول الهروب، فتبعته في عمق سيناء، وتمكنت من أسره، وما زلت محتفظا بمسدسه حتى الآن، كما شارك في عمليه نسف الموقع 6 انتقاما لاستشهاد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض، أثناء تفقده جبهة القتال".

مدني بين جنود أكتوبر

ويروي "شزام"، كيف كان المدني الوحيد، بين جنود حرب أكتوبر، وكيف كان من طلائع من عبروا مع القوات المسلحة في أثناء معارك أكتوبر 1973، وأسره 3 جنود إسرائيليين، بعدما قيدهم بحبل وأجبرهم على العوم أمامه في قناة السويس وعاد بهم إلى مقر القيادة".

تكريم مستحق

حصل البطل محمد محمد محمود خليفة، "شزام الكوماندوز" على تكريم مستحق من الزعيمين الراحلين، جمال عبد الناصر، وأنور السادات، فأهداه الأول شقة سكنية، ومنحه الثانية وسام نجمة سيناء، ووسام صقر قريش، فضلا عن  العديد من الأنواط والنياشين، كما حصل "شزام"، على قلم من الذهب الخالص، كهدية من الأمير السعودي نواف، إلا أن بطلنا، أهدى هذا القلم إلى الرئيس السادات في عيد ميلاده، قبيل توقيع اتفاقيه السلام، مستحلفا إياه أن يوقع به الااتفاقية.  

ورحل البطل المصري محمد محمد محمود خليفة الشهير بـ "بشزام والكوماندوز"، عن عالمنا في يوم الثلاثاء، الموافق 8 سبتمبر عام 2015، بمستشفى جامعة قناة السويس التخصصي؛ بعد معاناة مع المرض، وشيعت جنازته من المسجد الإسماعيلى بميدان المطافئ، ووري جثمانه ثرى مقابر قرية أبوعطوة بمحافظة الإسماعيلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق