محمد الرضا السنوسي.. أمير يحلم بعودة أمجاد آبائه (بروفايل)
السبت، 09 سبتمبر 2017 01:10 م
48 عامًا مضت على انتهاء نظام الحكم الملكي في ليبيا، عاودت الأسرة السنوسية مطالبها بأحقيتها في الحكم، فقد طرح الأمير محمد السنوسي، حفيد آخر ملوك ليبيا نفسه لقيادة المرحلة الانتقالية في ليبيا، وطالب بإعادة تفعيل دستور 1951 عقب الاستقلال عن إيطاليا باعتباره الوحيد الذي يمثل الشرعية الدستورية.
محمد الرضا بن الحسن الرضا بن محمد الرضا السنوسي، البالغ من العمر 55 عامًا، يرى الرجوع لدستور 1951، باعتباره الدستور الوحيد الذي فيه الكيان الليبي، ويمثل الشرعية الدستورية والقانونية للبلاد، هو الطريقة الأسلم للحل السريع والمرضي لجميع الأطراف المتنازعة في ليبيا، وذلك في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة تونس، أمس الجمعة.
حفيد الملك إدريس السنوسي، أشار إلى أن آلية تطبيق هذا الحل المقترح يجب أن تكون برعاية وقيادة شخصية وطنية توافقية ذات أبعاد اجتماعية وتاريخية وسياسية يتوافق عليها الجميع، ولم يكن لها دور في الصراع القائم حاليًا، متابعًا: «أقدم نفسي للقيام بهذا الدور في مرحلة انتقالية يتم من خلالها إعادة هيكلة الدولة وبناؤها».
لا أسعى لإعادة النظام الملكي من خلال هذه المبادرة، وتنصيب نفسه ملكًا جديدًا، وإنما ترك حرية الاختيار للشعب الليبي، سبق لأمير العهد الملكي الليبي، استنكار ما يجري من اقتتال بين الليبيين والأوضاع السياسية المتأزمة، معتبرًا أن ليبيا ليست حكرًا على فئة معيّنة أو قبيلة واحدة.
السنوسي أكد عدم انتماءه لأي كيان أو حزب سياسي داخل أو خارج ليبيا، في بيان سابق له مايو الماضي، قال: «سائر بعون الله على درب ونهج جدنا الإمام محمد بن علي السنوسي رحمه الله»، مطالبًا بـ«ضرورة استمرار الحظر المفروض على الأسلحة وتجميد الأصول حفاظا على أرواح الليبيين من القتال القائم بين الأطراف المتنازعة على السلطة، وحفاظا على ثرواتهم ومقدراتهم إلى حين أن تتوفر للبلاد حكومة مستقرة تمثل جميع الليبيين، منتخبة ومقبولة من الشعب وتنال ثقته، مع توفر دستور مستقر ودائم وجيش حقيقي مسؤول أمام الحكومة المدنية، وقوات للشرطة، ومؤسسات قوية قادرة على حماية مستقبل الأمة الليبية».
العائلة السنوسية قادت حراكًا سياسيًا لحل الأزمة الليبية، بداية من أحداث 17 فبراير 2011، أخرها لقاء إدريس عبد الله عابد السنوسي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب بوابة أفريغايت نيوز الليبية، في مارس الماضي، عرض خلالها رؤية العائلة الليبية المالكة لإعادة الاستقرار للبلاد.
محمد إدريس الأول، هو الحاكم الأول لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا في 1951، حتى الإطاحة بحكمه في سبتمبر 1969، على يد معمر القذافي.
وينتمي السنوسي إلى العائلة السنوسية المشهورة في شرق البلاد بتأسيس الطريقة السنوسية الصوفية، قبل أن تشغل إمارة برقة، قبل توحيد الأقاليم الليبية الثلاثة، برقة، وطرابلس في الغرب، وفزان في الجنوب، في ممكلة فدرالية بعد إعلان الاستقلال.
وبعد الإطاحة به عندما كان في تركيا للعلاج، توجه السنوسي إلى اليونان، ثم إلى مصر بعدها في ضيافة الرئيس جمال عبد الناصر، حتى وفاته في 1983، لينقل جثمانه إلى السعودية أين دُفن في مقبرة البقيع، في المدينة المنورة.