كيف أسس داعش دولته؟.. ضباط عراقيون ورجال دين وضعوا استراتيجيات التنظيم (فيديوجراف)
الخميس، 07 سبتمبر 2017 10:49 م
في 29 يونيو 2014، أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن إقامة ما أسماه « الدولة الإسلامية بالعراق والشام.. دولة الخلافة»، على لسان أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم التنظيم.
قال العدناني في تسجيل صوتي إنه تم إلغاء اسمي العراق والشام من مسمى الدولة، وأن مقاتليها أزالوا الحدود التي وصفها بالصنم، وأن الاسم الحالي سيُلغى ليحل بدلاً منه اسم «الدولة الإسلامية» فقط.
في 2014 كان ظهور التنظيم بمسماه الحالي، غير أن هناك مراحل كثيرة سبقت الظهور، من جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004، حتى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعد مبايعة بن لادن، مرورًا بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق برئاسة أبو عمر البغدادي، حتى داعش في 2014 بزعامة أبو بكر البغدادي.
الاستراتيجيات العسكرية
خلال تلك المراحل، كان للتنظيم حضورًا عسكريًا قويًا، حيث كشف عن استراتيجيات عسكرية تستخدمها الجيوش النظامية، ما يعني أن هناك سر وراء التفوق العسكري وسرعة الانتشار في الداخل العراقي حتى أكل أكثر من 40 % من مساحة العراق، قبل إعلان دولته.
مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط سبق وفند استراتيجيات التنظيم، قال إن استراتيجية داعش للبقاء والنمو تشمل معًا عناصر عسكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية، ومع ذلك، اقتصر التدخّل الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم، إلى حدّ كبير، على الغارات الجوية، لذا، الثغرات في مقاربة التحالف الدولي، إلى جانب الانقسامات الطائفية العميقة في العراق والاستراتيجيات المتغيّرة للنظام السوري وحلفائه، تتيح لتنظيم داعش مواصلة البقاء والتمدّد.
في بداية التمدد في العراق وسوريا، اعتمد التنظيم استراتيجيات هجومية، تنتهج فتح ثغرات في المناطق الحدودية والسيطرة على كتائب ومعسكرات للجيوش لتوفير معدات عسكرية، وصل الأمر إلى امتلاك التنظيم ترسانة عسكرية مدرعة، تطورت مع الوقت إلى طائرات بدون طيار.
مع بدأ ضربات التحالف الدولي في 8 أغسطس 2014، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في 7 أغسطس، البدء في حرب ضد تنظيم داعش، وبدأت القوات الأمريكية أول ضرباتها في العراق لحماية مسؤوليها في أربيل.
التنظيم وجد نفسه في مواجهات عسكرية شاملة، فالحرب دقت طبولها فما كان من مجلس حرب التنظيم إلا الانعقاد لمناقشة كيفية المواجهة.
مجلس داعش
مركز السكينة السعودي، المتخصص في شئون حركات الإسلام السياسي، قال إن التفوق العسكري للتنظيم كان وراءه ضباط محترفين.
كان على رأس المجلس، أمير التنظيم أبو بكر البغدادي اسمه الحقيقي ابراهيم عواد البدري، وأبو علي الأنباري، اسمه عبد الرحمن مصطفى القادولي، كان مدرس فيزياء، وهو من تولى ترسانة القنابل والمفرقعات في التنظيم، وقيل أنه كان أحد ضباط جيش صدام حسين.
ضم المجلس مازن نهيري ولقيه أبو صفاء الرفاعي، عقيد سابق في الجيش العراقي ما قبل احتلال العراق في 2003.
من بين القادة العسكريين في التنظيم، الحاج بكر، وهو أحد المؤسسين للتنظيم، شغل قبل 2003 منصب عقيد ركن في النظام العراقي، والتحق بحركة التوحيد والجهاد التي أسسها أبو مصعب الزرقاوي.
الحاج بكر هو عراب داعش، وهو الزعيم الفعلي للتنظيم قتل في سوريا عام 2013، قبل إعلان الخلافة.
أغلب القادة العسكريين في داعش كانوا ينتمون إلى حزب البعث، بحسب المركز، وبالتالي كان لابد من رجل دين يتولى الواجهة، ويكونوا هم القادة الفعليون.
سمكة الصحراء
من بين الاستراتيجيات العسكرية التي اتبعها التنظيم الإرهابي «السمكة في الصحراء»، وتعني أن ينسحب من مكان يتعرض فيه لهجمات أو يتلقى ضربات عنيفة، ليخرج في مكان آخر غير متوقع من قبل الخصم.
وكان التنظيم يستخدم تلك الاستراتيجيات في في ما أسماهم «ولاياته» وعددها 24 ولاية، -كانت آن ذاك- 16 في سوريا والعراق، اليمن، الجزائر، سيناء (مصر)، برقة وفزان وطرابلس (ليبيا)، بلاد الحرمين (السعودية)، خراسان (مناطق غرب العراق من ضمنها إيران).
الشوكة والنكاية
بحسب مراكز بحثية، وهي عبارة عن مجموعات مهامها الحشد واستقطاب الشباب وتأمين الدعم المالي واللوجستي، وتنتشر الخلايا في المناطق النائية والوعرة. تبدأ بتنفيذ عمليات محددة ونوعية من حيث التوقيت ومن حيث المكان.
وتهدف إلى إرباك القوات الحكومية، وتشتيت جهودها، ودفعها للانسحاب من هذه المناطق، لتسهيل الدخول من مناطق تكون غير هامة للقوات النظامية.
الاستراتيجية اعتمدها تنظيم القاعدة في عدة دول هي المغرب وليبيا والجزائر ومالي ونيجيريا ومصر والسودان واليمن والسعودية وباكستان، ثم أدرج العراق عام 2003، ثم سوريا عام 2011.
اقرأ أيضًا