الروهينجا.. أرقام تكشف حجم المأساة في ميانمار
الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 07:33 م
حظت معاناة مسلمي الروهينجا في الفترة الاخيرة، بمساحات واسعة في وسائل الإعلام العالمية، لاسيما مع ارتفاع عدد مهاجري مسلمي ميانمار الفارين إلى الدول المجاورة خاصة لبنجلاديش.
الأمم المتحدة أفرجت عن أرقام جديدة اليوم، تعبر عن حجم المأساة التي يتعرض لها مسلمي الروهينجا في ميانمار (بورما)، كما تعيد للأذهان سجل المجازر التي قامت بها السلطات الحكومية بحق هذه الاقلية.
الروهينجا في أرقام
وقال مصدر بالأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن نحو 146 ألف شخص من مسلمي الروهينجا بميانمار فروا من العنف إلى بنجلاديش، بسبب حملة القمع التي تقودها السلطات في ميانمار.
وبهذا الرقم الذي كشفت عنه الأمم سيرتفع العدد الإجمالي للفاريين من الروهينجا الذين سعوا للجوء إلى بنجلاديش إلى 233 ألفا منذ أكتوبر الماضي، حين بدأ جيش ميانمار حملته التي تتعرض لانتقادات حقوقية واسعة.
رقم بشع آخر كشفه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بعدما علق الأخير توزيع المساعدات بسبب المعارك مما أبقى أكثر من ربع مليون نسمة خارج دائرة تلك المساعدات، فبعد اتهام السلطات الميانمارية مجموعات العمل الإنساني، بما فيها «برنامج الغذاء العالمي»، بالتواطؤ مع مسلحين متمردين، إذ أعلن العثور مع ناشطين قتلى على أغذية وأدوية تحمل شعار البرنامج، جمد البرنامج «كل عمليات تقديم المساعدات الغذائية في ولاية راخين، بسبب غياب الأمان، ما يؤثر في 250 ألف نازح وسكان ضعيفين آخرين»، مضيفًا : «ننسّق مع السلطات لاستئناف التوزيع على كل المجموعات المتضررة في أقرب وقت».
رقم أخر كشفت عنه الوكالات العالمية مؤخرًا يظهر حجم المعاناة التي يتعرض لها الاقلية المسلمة في بورما، حيث أكدت تقارير على حرق أكثر من 2600 منزل في مناطق تقطنها غالبية من أقلية الروهينجا المسلمة شمال غربي البلاد، مما أدى إلى تشريد وتهجير الكثير من المدنيين القاطنين في هذه المنازل.
وفيما يخص أوضاع المخيمات الخاصة بمسلمي ميانمار فأنها تشهد حالة واسعة من القمع، حيث يعتبر العديدون في بورما الروهينجا المسلمون مهاجرين غير شرعيين من بنجلادش رغم أن بعضهم يعود الى أجيال سابقة عاشت في البلاد، والوضع صعب خصوصا ل120 ألف مسلم يعيشون في مخيمات للنازحين في ولاية راخين، لا يمكنهم مغادرتها بدون تصريح ولا يخرج منها إلا القليل منهم.
وبحسب قانون 1982 في بورما المثير للجدل يحظر منح الجنسية البورمية على نحو مليون من مسلمي الروهينجا، وهو أمر دعت لجان دولية تابعة للأمم المتحدة إلى إلغاءه، خاصة بعدما شن الجيش حملة قمع دامية في شمال راخين عقب هجمات دموية في اكتوبر على مواقع حدودية للشرطة من قبل مجموعة مسلحة تقول السلطات البورمية إنها تابعة للروهينجا.
وبحسب الأرقام الرسمية، يُشكّل المسلمون في بورما ما نسبته 4% من السكّان؛ أي نسبة أقليّة بالمقارنة مع الديانة البوذية التي يعتنقها معظم السكان، بينما أشارت بعض المصادر الأُخرى إلى أنّ نسبة السكان غير البوذيين في البلاد أعلى بأضعاف المرات من النسب التي تُقدمها الحكومة، ويتراوح عدد المسلمين في بورما بين خمسة إلى ثمانية ملايين مُسلم من أصل نحو خمسةٍ وخمسين مليون نسمة من السكان.