مرصد الأزهر باللغة الألمانية: السخرية سلاح فعال في مواجة جرائم داعش
الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 03:22 م
نشرت وحدة الرصد للغات الألمانية بمرصد الأزهر تقرير اليوم الاربعاء يتضمن كيقية محاربة داعش عن طريق السخرية فى الدراما والأعمال الفنية بأنوعها طالما كانت السخرية من الخصوم سلاحا فعالًا في المعارك الإعلامية على مدار تاريخ البشرية، يشهد على ذلك الشعر العربي القديم الذي حفل بالعديد من صور السخرية التي تَحطّ من قيمة الخصم ،وتجعله مثارا للتندر.
وأشار مرصد الازهر فى تقرير له: استمر هذا التقليد حتى عصرنا الحاضر، حيث باتت البرامج الساخرة السياسية تحظى بمعدلاتِ مشاهدةٍ مرتفعةٍ للغاية في مقابل برامج الأخبار التقليدية.
ولم تكن الحرب على الإرهاب استثناءً من هذا؛ فمنذ وقتٍ طويل وَضعت الإدارة الأمريكية صور مطلوبي تنظيم "القاعدة" على أوراق اللعب. وكان هؤلاء مادة للسخرية في برامج التلفزة الأمريكية لفتراتٍ طويلة.
أما تنظيم "الدولة"، وليد تنظيم "القاعدة"، الذي انقلب عليه وافترسه فيما بعد فقد حظي أيضًا بنصيبه من السخرية، فعلى الساحة الألمانية تناوله موقع Postilion الساخر عدة مرات، كان من بينها أنْ نسب الموقع إلي التنظيم بيانًا يتبنى فيه إطلاق أغنية لمغنيةٍ شابة راقت للمراهقين إلا أنها حظيت باستهجان العديد من الفئات العمرية الأكبر سنًّا وذلك في تناقضٍ واضح مع توجهات التنظيم التي ترى في الأغاني والموسيقى أمرًا محرما.
وفي بداية تأسيس "مرصد الأزهر"، كانت الوحدة الألمانية قد رَصدت أيضًا موقعًا ساخرًا سَمّى نفسَه باسم "الدولة"، ونَشَر العديد من القصص والخُطَب المنسوبة للتنظيم على سبيل السخرية، يَنتقد فيها موقف التنظيم من احتقار المرأة وسلْبها حقوقَها، وانغماس أعضاء التنظيم في الجنس، وغسْل عقول الأطفال، وقَلْبهم على ذويهم، ونمط الحياة الرجعيّ الذي يفرضه التنظيم في المناطق الخاضعة له.
وأشار التقرير أن عقب انتهاء معركة "الموصل"، سَخِرت العديد من المواقع العربية من تنظيم "داعش"، وانتشر خبر ساخر مفادة: أن أعضاء التنظيم يرفضون أداء الصلاة بعد هزيمتهم في معركة "الموصل"؛ وذلك لشعورهم بأن الله لم ينصرهم، مؤكدا المرصد أنه لم يقِف تنظيم "الدولة" مكتوفَ الأيدي إزاء هذه الحملات؛ فقد رَصدت "وحدة اللغة الألمانية" هذا الشهرَ صفحةً على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يديرها أعضاء التنظيم تحت مُسَمّى"5elafa Sarcasm Society" أو "مجتمع الخلافة الساخر".
ويدير هذه الصفحةَ مصريون على الأغلب؛ وذلك بسبب اللهجة والأسلوب المستخدَم في المنشورات، وقد صرح أحد مديري الصفحة بأنه يبلغ من العمر 25 عامًا ويعيش ويعمل في مصرَ، دونَ أن يَلتحق بالتجنيد.
واضاف التقرير أن هذه الصفحةُ أُغلقت مؤخرًا بسبب البلاغات التي وصلت عنها لموقع الـ "فيسبوك"، ولكن هذه ليست أول مرة تُغلق فيها ويعاد فتحها، ويُتوقّع أن تعود من جديدٍ في ثوبٍ آخَرَ.
وأوضح التقرير أن "داعش "تتنوع فى منشورات الصفحة بين الصور المأخوذة من أفلامٍ، بعد كتابة بعض العبارات عليها لتتناسب مع موقف المشهد المقتطَع منه الصورة، والمعروفة في مصر باسم "كوميك"، وبين المقالات القصيرة والمطوّلة التي تتناول قضايا: الجهاد، والقتال، والخلافة، والتكفير، والردة، والديمقراطية. ويَستندون في الغالب إلى فتاوى فرديّةٍ صَدرت من بعض العلماء في ظروفٍ محددة، دون أن تَحظى بالقَبول من باقي علماء الأُمّة.
كما تنشر الصفحة الإصداراتِ التي يصدرها التنظيم بمختلِف أفرعه، سواءً في سوريا أو العراق، وتَحظى هذه الإصدارات بمتابعاتٍ كبيرة، كما تنشر من آنٍ لآخَرَ بعض القنوات على موقع التواصل "تليجرام"، والذي تنشر عليه هذه الإصدارات أيضًا.
كما تدافِع الصفحة عن موقف التنظيم الذي يرى ردة الجيوش العربية والإسلامية؛ بدعوى أنها طائفة ممتنعة عن تطبيق شرع الله، وتدعو الشبابَ إلى عدم الالتحاق بهذه الجيوش
كما توثق هذه الصفحة كلّ ما يقوم به داعش من جرائمَ نكراءَ؛ من قَبيل: الذبح، والحرق، وهدم دور العبادة لغير المسلمين، وسبْي نسائهم،
بالإضافة إلى هذا؛ تَنشر الصفحة بصفةٍ دورية منشورًا يَهتم بالرد على ما يسمونه "الشبهاتِ" المثارةَ حول تنظيم "الدولة"، وعادة ما يكون هناك الكثيرُ من المتابعين لهذه المنشورات بالذات.