سوريا تكسر 5 حواجز بعد التأهل لملحق كأس العالم 2018 (تقرير)

الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 07:00 ص
سوريا تكسر 5 حواجز بعد التأهل لملحق كأس العالم 2018 (تقرير)
منتخب سوريا
سمير بدر

تأهل المنتخب السوري إلى ملحق التصفيات الأسيوية المؤهلة لمونديال روسيا ، عقب التعادل مع نظيره الإيرانى 2/2  خلال المباراة التى جمعت المنتخبين مساء الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة العاشرة، من التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018.

بذلك الفوز إرتفع رصيد المنتخب السوري للنقطة 13 في المركز الثالث، بينما إرتفع رصيد المنتخب الإيراني للنقطة 22 في المركز الأول على جدول ترتيب المجموعة الأولي.


 

وبذلك التأهل حقق المنتخب السوري معجزة كروية بكل المقاييس، حيث واجهته العديد من العقبات والظروف الصعبة ، قبل التصفيات، جعلت الجميع لم يفكر للحظة أن المنتخب السوري، سيتخطي المركز الأخير، لكنه حقق المفاجأة وتأهل لملحق كأس العالم، بصفته ثالث المجموعة، حيث يتأهل أول وثانى المجموعة إلى المونديال مباشرة، بينما يخوض صاحب المركز الثالث دور فاصل مع ثالث المجموعة الأولى، ثم ينتقل الفائز إلى دور فاصل جديد أمام فريق من كونكاكاف.

وفيما يلي «صوت الأمة» ينشر تقريراً يوضح فيه العقبات و الظروف الصعبة التي واجهت المنتخب السوري، لكن رغم ذلك تأهل لملحق المونديال.

 

سوء التحضير

عانى لاعبو المنتخب السوري منذ المرحلة الأولى للتصفيات من سوء التحضير، إذ لم يخض المنتخب مباريات ودية قوية تجعله جاهزاً للمنافسة على أحد البطاقات الثلاث الأولى في مجموعته، الأمر الذي دفع الكثير من المتابعين لاستبعاده عن الترشيحات
.

كانت أغلب مواجهات نسور قاسيون التحضيرية للتصفيات مع منتخبات ضعيفة مثل ماليزيا وسنغافورة، بالإضافة إلى المواجهات المحلية مع الأندية السورية في معسكراته التي أقامها في العاصمة، دمشق، وذلك بسبب رفض الإتحادات الآسيوية الكبرى مواجهة المنتخب السوري، لعدم استفادتها من مواجهته ومنها الاتحاد الإيراني.

وكان المنتخب الياباني أول المبادرين بخوض مباراة ودية مع أبناء الشام في يوليو الماضي، وقبل أن تواجه سوريا الصين وتتعادل معها بهدفين لمثلهما، انتهت مباراة النسور والمنتخب الياباني بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وهي النتيجة التي شكلت دفعة معنوية كبيرة للاعبي سوريا الذين ذاقوا مرارة الهزيمة بخماسية أمام الساموراي في المرحلة الأولى من التصفيات.


ضعف الإمكانيات المادية

لم يتحصل لاعبو المنتخب السوري على مكافآت مادية كبيرة على خلفية النتائج الطيبة التي حققوها في التصفيات، وذلك بسبب ضعف الاقتصاد السوري الذي أنهكته الحرب التي تشهدها البلاد منذ ست سنوات، لكنهم راهنوا على روحهم العالية ورغبتهم في تحقيق الإنجاز وكان هذا هو الدافع الوحيد بالنسبة لهم
.

عانت سوريا من غياب مدرب اللياقة، لذلك كان يعاني اللاعبون من الإرهاق المبكر في أولى مباريات التصفيات، ما جعلهم يهدرون العديد من النقاط، كما واجه نجوم المنتخب السوري صعوبات عدة، مثل التدرب بالزي الرسمي للمباريات وعدم وجود معسكرات على مستوى عال في دمشق.

غياب النجوم

لمع عدد من النجوم السوريون في الدوريات الخليجية خلال السنوات القليلة الماضية، وكان أبرزهم عمر السومة وعمر خريبين، بالإضافة إلى فراس الخطيب الذي سطر اسمه بحروف من ذهب في الدوري الكويتي منذ عدة سنوات، لكن السومة والخطيب لم يمثلا المنتخب السوري منذ بداية الصراع في سوريا، وذلك لأسباب شخصية (رجح البعض أن تكون سياسية)، الأمر الذي أثر سلبياً على المستوى الهجومي لسوريا.

عاد السومة والخطيب لمنتخب بلادهم في المباريات الأخيرة للتصفيات، وكان لهم بصمة واضحة، إذ سجل المنتخب السوري في المرحلة الأولى في التصفيات هدفاً وحيداً من خمس مباريات خاضها بغياب هذين النجمين، قبل أن يسجل ستة أهداف في المرحلة الثانية خلال أربع مباريات.

اللعب بلا أرض وجمهور

أجبر الحظر المفروض على الملاعب السورية، المنتخب السوري على خوض المباريات التي تعتبر على أرضه، في الملاعب الماليزية، التي تعاني من سوء الأرضية، كما عانى اللاعبون السوريون من غياب جماهيرهم الغفيرة في المدرجات، وهو الأمر الذي لم تعاني منه باقي فرق المجموعة
.

ويعد عمل الأرض والجمهور، من أهم عوامل تحقيق الانتصار في كرة القدم، إلا أن الروح العالية التي امتلكها لاعبو المنتخب السوري جعلتهم يتغلبون على هذا العائق.

انقسام الجماهير السورية

تعرض العديد من لاعبي المنتخب السوري لانتقادات لاذعة من قبل المعارضة في سوريا، والتي تعتبر أن المنتخب السوري يمثل الحكومة ولا يمثل الشعب السوري بأطيافه، وهي الفكرة التي يرفضها القسم الآخر من الجماهير السورية التي تعتبر أن المنتخب يمثل جميع أطياف الشعب السوري.

شكل هذا الانقسام الذي شهدته الأوساط الإعلامية والكروية السورية، ضغطاً إضافياً على اللاعبين، الذين أصبحوا يتلقون الشتائم والاتهامات بعد كل مباراة، سواءً حققوا الانتصار فيها أم هزموا، لكنهم رغم ذلك حافظوا على ثبات مستواهم وتركيزهم وقوتهم الذهنية وابتعدوا عن الصراعات السياسية، من أجل تحقيق لم يسبق لسوريا أن حققته في تاريخها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق