«قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا».. حسن الدولي أشهر مدير مدرسة بـ«قنا» يشارك في نظافة مدرسته.. ويوجه رسالة لـ«التعليم»: النهوض بالمنظومة لا يحتاج أموال
الإثنين، 04 سبتمبر 2017 05:00 مريم محمود
«قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا».. انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية صور لأحد معلمي محافظة قنا، وهو يشغل مدير مدرسة، يقوم بعمل خطة تحسين لتلاميذ مدرسته للقراءة والكتابة في أيام الإجازات، بالإضافة إلى مشاركته في صيانة المدرسة وتدل الصور من خلالها أن المعلم هو بمثابة الأب المربي للأجيال.
توصلت «صوت الأمة» إلى بيانات المعلم، وهو حسن أحمد حسن، مدير مدرسة الشيخ علي شرق الابتدائية، إدارة دشنا بمحافظة قنا، وشهرته «حسن الدولي».
في البداية أجاب على سؤال ما سر حب الطلاب له وكان رده: «لأني بكون جوا الفصل مربي وأب وأم، ولو مكنش المدرس كدة جوا الفصل مش هيحبوه التلاميذ».
قال «الدولي»، إنه يعمل فى مهنة التدريس منذ عام 1988 أي منذ 30 عاما، مضيفا أن مستوى جميع طلابه في القرية يفوق الخيال:«خلي مسؤلين الوزارة ييجوا يشوفوا، وكثير من اللجان الخاصة بالمديرية جاءت وأشادت بالطلاب».
وعن مشاركته فى تنظيف دورات المياه بالمدرسة ومشاركته في الصيانة، قال حسن الدولي، إن المدرسة تعاني من عجز شديد فى المعلمين، وكذلك عمال النظافة، مؤكدا أن المدرسة يوجد بها 1100 طالب بموجب 24 فصلا ولا يوجد سوى 14 معلما ولا يوجد عمال نظافة بسبب أن معظم العمال خرجوا على المعاش، لذلك يضطر أن يقوم هو وبعض أعضاء مجلس الأمناء بالتنظيف.
وردا على سؤاله عن مرتبه، قال حسن إن مرتبه 2600 جنيه بعد 30 سنة خدمة وتدريس فى التعليم، مؤكدا أنه يتم الخصم منه بالإضافة إلى أن الوزارة قررت وقف حافز مديري المدارس والذي كان قيمته 135 جنيها، قائلا إن التعليم فى القرى أفضل من القاهرة قائلا: «لو طلاب القاهرة تلقوا تعليم من معلمين القرى لا يوجد طالب واحد منهم يلجأ للدروس الخصوصية».
وأشار «الدولي»، إلى أن التعليم فى القرى يعاني من سوء التوزيع، بالإضافة إلى أنه لا يوجد اهتمام بالطلاب المتفوقين داخل القرى.
وأضاف مدير مدرسة الشيخ علي، أنه عندما قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن المعظم يعرض المشكلات ولكنهم لا يعرضون الحل، قمت بعرض 28 مشكلة عليه بحلولها ولكن لم يستجيب أحد حينها، مؤكدا أن حلول مشكلات التعليم بسيطة ولا تحتاج إلى «فلوس»، كما تتحدث الوزارة دائما قائلا: «نفسي اقعد بس نص ساعة مع الوزير واعرض عليه هذه الحلول والتفكير خارج الصندوق».
وأشار إلى أن مشكلة الدروس الخصوصية يمكن حلها بطريقة واحدة وهي أن يتم الاستغناء عن جميع المعلمين الذي يعطون دروس خصوصية، وأن نطلب من المعلمين أن يكونوا متفرغين ولكن ذلك مقابل توفير عيشة كريمة لهم حتى يستطيع المعلم حينها أن يترك مشاكله الاجتماعية جانبا.
وأضاف أنه يجب على الوزارة أن تجر استبيانا لجميع الطلاب فى الصف الثالث الإعدادي يكون مضمونه: «نفسك تشتغل ايه؟.. ولو الطالب قال حتى نفسي ابقى نجار نجمع هؤلاء الطلاب ونعلمهم المهنة حتى يكونوا مؤهلين لسوق العمل» متابعا: «90% من اللى بيطلب وظائف معندوهمش خبرة، إحنا عايزين دراسة عملية فعلا.. وحينها لا تلجأ مصر إلى الدول الأخرى وتقول لها: سلفني ولا نحتاج إلى الخصخصة»، مؤكدا أنه يشفق على الرئيس لأنه تولى مصر واقتصادها منهار.
وعن الصيانات البسيطة، قال المعلم إنه أرسل اقتراحا من قبل للوزارة بأن يتم تحصيل جنيه من كل طالب في الشهر أى بمعدل 12 جنيها في السنة، ويتم تخصيص صندوق لهذه المبالغ ويتم استخدامها فى الصيانة قائلا: «عندنا فى قنا بيقوله قليل دائم أفضل من كثير منقطع ووالله التطوير مش محتاج فلوس».
وحول مطالبة المعلمين بتكريمه قال «حسن»: «تكريمى الحقيقي وأنا أتحدث حاليا باسم معلمى مصر هو إننا عايزين تعليم حقيقي يستفيد منه الجميع، في دول نهضت بفضل التعليم وهى لا تملك ما تملكه مصر النهوض بالتعليم وأكرر التطوير والنهوض مش محتاج فلوس».