شولتز يلعب ورقته الاخيرة فى المناظرة التلفزيونية مع ميركل
الأحد، 03 سبتمبر 2017 07:13 م
تشكل المناظرة التلفزيونية، اليوم الأحد، بين أنغيلا ميركل وخصمها مارتن شولتز فرصة وحيدة للمرشح الاشتراكى الديموقراطى الذى يعتزم توظيف كل مهاراته الهجومية سعيا لزعزعة موقع المستشارة المتقدمة عليه بفارق كبير فى استطلاعات الرأى لانتخابات 24 أيلول/سبتمبر.
وامام شولتز 90 دقيقة لمنازلة ميركل فى مناظرة تلفزيونية ستبثها مباشرة المحطات الاربع الكبرى فى البلاد ويتوقع ان يتابعها قرابة 20 مليون شخص، اى ما يعادل ثلث الناخبين.
واعتبرت صحيفة شبيغل انه فى حال نجح زعيم الحزب الاشتراكى الديموقراطى فى اخراج المستشارة الهادئة "التى تكاد تبدو بعيدة المنال بعد 12 عاما فى السلطة" عن هدوئها المعهود، عندها فان "الاسابيع الثلاثة المتبقية قد تكون مثيرة".
وتبدو المهمة اقرب الى المعجزة حيث تظهر استطلاعات الرأى باستمرار ان المحافظين يتقدمون بفارق كبير على الاشتراكيين الديموقراطيين. وبحسب آخر استطلاع لنوايا التصويت فان الفارق ارتفع الى 17 نقطة .
وبحسب دراسة لمعهد "امنيد" نشرت السبت فان اكثر من نصف المستطلعين (53 بالمئة) يعتبرون ان ميركل هى الاكثر كفاءة للحكم لولاية رابعة.
فى المقابل فقط 22 بالمئة من الالمان يعتبرون ان الرئيس السابق للبرلمان الاوروبى هو المرشح الافضل.
- صدام بين شخصيتين -
تعتبر المناظرة بين ميركل وشولتز اشبه بصدام بين شخصيتين.
فمن جهة هناك ميركل (63 عاما) ابنة القس البروتستانتى فى المانيا الشرقية سابقا والعقلانية الى اقصى الحدود التى تنتقى مفرداتها بدقة.
ومن جهة أخرى هناك شولتز (61 عاما) المولود فى المانيا الغربية الكاثوليكية، والفصيح الذى يعتبر نفسه "رجل الشعب"، وهو يحرص على التذكير دائما بأنه مدمن كحول سابق أقلع عن إدمانه، وثقف نفسه بنفسه بعد ان ترك المدرسة بدون نيل شهادة.
ويقول مانفريد غولنر مدير معهد فورسا إن "المواجهة التلفزيونية كما العفوية والفصاحة ليست نقاط قوة ميركل التى تبدو متجهمة بعض الشيء. شولتز يمكنه الاستفادة من ذلك".
وقد يكون هذا الضعف لدى المستشارة وراء رفض المستشارية لمقترحات القنوات التلفزيوينة بجعل المناظرة اكثر حيوية.
وسيخضع المرشحان لجولة اسئلة واجوبة يديرها اربعة صحافيين خلال المناظرة التى اعتبر شولتز ان ميركل ارادتها "جد مقيدة".
- الهجوم لكن مع المحافظة على "الهدوء" -
وفى كل الاحول يبدو شولتز واثقا من نفسه.
وقال فى نهائية الاسبوع إن "46 بالمئة من الناخبين لم يحسموا قرارهم بعد (...) اعتقد اننا قادرون على قلب نتائج التصويت".
وأضاف شولتز الذى تعادل مع ميركل فى نسب التأييد لفترة وجيزة فى كانون الثاني/يناير من العام الماضى لدى فوزه بزعامة الحزب الاشتراكى الديموقراطى من اجل خوض الانتخابات.، "لست عصبيا، على الإطلاق".
وتقول رئيسة حكومة ولاية راينلاند بفالتس الاشتراكية الديموقراطية مالو دراير إن شولتز قادر على تسجيل نقاط فى مواضيع التربية والتقاعد والاصلاح الضريبى عبر دفاعه بكامل "قدرته على الاقناع" عن مشاريع ملموسة تفتقدها منافسته.
فى المقابل تتمسك ميركل باستراتيجيتها القاضية بتجاهل منافسها والتركيز على ما حققته منذ وصولها إلى السلطة عام 2005، مع تسجيل البطالة فى المانيا ادنى نسبها تاريخيا.
وفى 2017 لم تعد مسألة الهجرة ضمن اولويات الاهتمامات لدى الناخبين بعدما شكلت خطرا عليها إثر تدفق أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد فى 2015 و2016.
وميركل على يقين بأنها تشكل مصدر طمأنينة لقسم كبير من الرأى العام المتخوف من تصاعد الشعبوية فى العالم، مع تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبى ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويبدو شولتز محكوما بالهجوم على الرغم من ان هامش المناورة لديه ضيق لان الحزب الاشتراكى الديموقراطى شريك فى الائتلاف الحكومي.
وينوى شولتز التركيز على مواضيع العدالة الاجتماعية والحاجة الى الاستثمارات فى القطاع العام ولا سيما فى قطاع التربية، حيث تعارض ميركل زيادة التمويل على الرغم من وجود فائض فى الموازنات.
وترى صحيفة "شبيغل" ان هجمات شولتز يجب ان تكون "مدروسة". وهى تعتبر ان على المرشح الاشتراكى الديموقراطى "محاولة الايقاع بالمستشارة مع المحافظة على الهدوء".