النقل vs الأزهر.. من سينتصر في معركة أكشاك الفتاوى؟
الأحد، 03 سبتمبر 2017 01:30 ممحمد محسوب
تتواجد بمترو الأنفاق من أجل الإجابة علي الأسئلة الدينية التي تشغل رأي الجمهور، ولرفع الحرج عن صاحبه فبدلا من أن يسأل المواطن صديقه أو أحد أقاربه عن رأيه في شأن ما، قد لا يقتفي أثر الصواب ويضل الطريق وبذلك يرشد من أراد الفتوى إلي الطريق غير الصحيح، يلجأ إليها لأن الصواب مضمون لديهم بنسبة قد تصل الي 100%، إنها مكاتب الفتوى أو أكشاك فتاوى أو كما لقبها معارضو الفكرة بأكشاك الـ «تيك أواي».
أكشاك الفتوى انطلقت في النصف الثاني من شهر يوليه الماضي بناءا علي بروتوكول تعاون بين مجمع البحوث الإسلامية وشركة مترو الأنفاق، هدفها كان مواجهة الفكر المتطرف والإجابة علي كافة الأسئلة المتعلقة بالدين، وحماية المواطنين من المتشددين والتكفيريين الذين يستحلون دماء الغير من خلال الفتاوى، والوصول إلي المواطنين نظرا لأن المترو يرتاده حوالي 3 مليون مواطن يوميا، وبالتالي فهو يعد أحد أكثر الأماكن التي يتردد عليها المصريون يوميا، وذلك فإن هناك من سيتردد علي كشك الفتوى ليسأل في أمور الدين بدلا من أن يذهب لمقر دار الإفتاء أو مشيخة الأزهر بمدينة نصر -لا اختلاف علي ذلك-.
أكشاك الفتاوى.. الظهور الأول ما بين القبول والرفض
أي شيء جديد ينشأ يقابل بالطبع بالقبول من البعض والرفض من البعض الآخر، وهو ما حدث مع أكشاك الفتوى، حيث أيدها ورفضها علماء دين ونواب بالبرلمان وغيرهم، بالإضافة إلى فئات عريضة من المجتمع، كما تم تداول صورها بشكل كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي خلال «حموة» ظهورها وقوبلت بتعليقات وصلت تأيدها إلى حد وصف معارضيها بالكافر، ورفضها إلى السخرية منها ووصفها بأكشاك السجائر.
مشيخة الأزهر ممثلة في مجمع البحوث الإسلامية وضعت في أكشاك الفتاوى علماء مدربين ومؤهلين تماما للإجابة علي أي تساؤل أي كان وفي سرية تامة، وعملت وحققت نجاحا باهرا - من شعر به بالطبع المواطن الذي اقتنص فتوى أفادته – حتى أعلنت شركة المترو أن العقد المبرم بشأن الأكشاك ينتهي بنهاية موسم الحج الحالي، وأنه سيتم إزالتها بعد عيد الأضحى مباشرة في مفاجئة للجميع أدت إلى أرتباك شديد داخل مجمع البحوث.
انتهاء تعاقد أم استجابة لموجة الانتقادات
إعلان الهيئة انتهاء التعاقد بعد العيد طرح عدد من الأسئلة لعل أبرزها لماذا أعلنت هيئة المترو عن إزالة الأكشاك دون الحديث عن تجديد تعاقد؟، وإذا كانت النية بالفعل إزالة فهل السبب هو أن الهيئة لا تحصل علي أي مقابل لإقامة الأكشاك ؟، أم بسبب الانتقادات التي وجهت إليها ؟، أم أن لديهم أسباب أخري.
الدكتور محي الدين عفيفي، خرج وأعلن أن اللجان استقبلت اللجنة 2850 استفسار من المواطنين من رواد محطة المترو، خلال 32 يوما هذا عدد جيد، وأنه سيتم توقيع بروتوكول للمرة الثانية لعمل الأكشاك، الأمر الذي أثار ضجة الرفض والقبول الأخرى بين تأييد تجديد التعاقد والانتشار الموسع من أجل تحديد الهدف الاسمي وهو محاربة الإرهاب، والرفض والوصول لحد التهديد بالمقاضاة من جانب نواب برلمانيين والتقدم بطلبات إحاطة لمجلس الوزراء نفسه بشأن وجودها، الأمر الذي يطرح سؤلا، هل هي خطرة لهذا الحد؟
«العشوائية» أحد نواب البرلمان وصف بهذا الوصف مجمع البحوث الإسلامية وإدارته للأزمة يضعها في مهب أسئلة أولها ماذا سيفعل المجمع لو رفضت الهيئة التجديد ؟ وهل حدد المجمع أماكن خدمية أخري يمكن أن تنشأ بها الأكشاك كالميادين الكبرى أو أكبر محطات القطارات أو غيرها ؟، أم أن هناك خطط بديلة أمام وزارة الأوقاف لم تعلن عنها حتى الآن؟، أما الأسئلة الهامة هنا فتتمثل في أين دور الوزيران المعنيان الأوقاف والنقل ؟ وهل يعلمان بما يحدث؟ وإذا كانا علي علم فمتي سيتدخلان ويحسمان هذا الأمر الهام؟.