طواريء بـ6 محافظات خلال العيد.. فرق للتفتيش و610 معدة لتدوير قش الأرز.. والبيئة: التنبوء بالحرائق قبل موعدها بـ3ساعات تقنية جديدة لمواجهتها
الأحد، 03 سبتمبر 2017 01:30 م
أزمة كل عام تبدأ مؤشراتها من منتصف أغسطس من كل عام وتستمر حتى منتصف نوفمبر، أنها موسم السحابة السوداء، والتي تنجم عن عدة ملوثات للهواء على رأسها حرق قش الارز، ودخان المصانع وعوادم السيارات وحرق القمامة فى المقالب العمومية، وكعادة وزارة البيئة، وضعت خطة طوارئ استعدادا لمواجهة موسم السحابة السوداء، واعلنت الطوارئ خلال ايام العيد في ستة محافظات هي: «الشرقية والغربية والقليوبية والدقهلية وكفر الشيخ والبحيرة»، وسعت الوزارة إلى عمل برامج توعية للفلاحين بخطورة الحرق مع بداية أول يوليو وهي البرامج التي ستستمر حتى منتصف شهر أكتوبر.
ومن المحافظات التي بدأت حالة الجدل السنوية حول السحابة السوداء، محافظة كفر الشيخ والشرقية والغربية، حيث طالب أهالي مركز أبو حماد اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية بضرورة منع المزارعين من حرق قش الأرز بالحقول، وتشكيل لجان من الزراعة لتوعية المزارعين وتعليمهم استخدام قش الأرز كسماد عضوى وعلف للحيوانات.
وقال محمد عطية الورواري أحد أبناء مركز أبو حماد أن سماء مركز أبوحماد يغطيها الدخان فى غياب تام للإدارة للعاملين بالإدارة الزراعية، متسائلا: «أين الإدارة الزراعية بمركز أبوحماد من توعية الفلاحين بعدم حرق قش الأرز وضرورة استخدامه كسماد للأرض أو علف للحيوانات»، مشيرًا إلى ضرورة قيام الزراعة بدعوة الفلاحين لندوة بالإدارة الزراعية لتقديم النصح ولإبلاغهم بعقوبة حرق قش الارز التي قررتها وزارة الزراعة.
محافظة كفر الشيخ
فيما دعا اللواء السيد نصر، محافظ كفرالشيخ، إلى اجتماع موسع لمكافحة السحابة السوداء والاستفادة من قش الأرز، ذلك للحفاظ على البيئة، فضلا عن إزالة التعديات على الأراضي الزراعية بتنفيذ الازالة الفورية من المهد، وسرعة الاجراءات، وتكثيف المرور والرقابة اليومية، مؤكدًا أنه ستتم مواجهة السحابة السوداء واستغلال قش الأرز من خلال إقامة مجمع في كل جمعية زراعية على مستوى المحافظة، وتجميع قش الأرز من الفلاحين مقابل 50 جنيها لطن القش.
وأضاف محافظ كفر الشيخ، أنه سيساعد الفلاحين في استغلال قش الأرز عن طريق تحويله إلى سماد عضوي، أو كبسه، وأيضًا استغلاله كأعلاف للماشية ليستفيد منه الفلاح بالمجان، للحفاظ على البيئة والتصدي لظاهرة السحابة السوداء.
وأكد أن المساحة التي تم زراعتها بالأرز هذا العام كانت 258 ألف 338 فدانا، بنحو 2 طن قش للفدان هذه الكميات يستفيد منها الفلاح تلقائيًا واستغلالها لصالحة دون حرق، ويتبقى نحو من 2.5 الف طن قش «كومات» إعلاف -27.5 ألف طن قش «كومات» سمادية نتخذ كافة التدابير لاستغلالهم لصالح الفلاح إما أعلاف أو سماد عضوي، ذلك بالتنسيق مع جامعة كفر الشيخ ووزارتي البيئة والزراعة، مطالبا بوضع لافتات إرشادية بالجمعيات الزراعية ومراكز الشباب لتوعية المزارعين، توضح خطورة قش الأرز وتبين أماكن التجميع وطرق الاستغلال لصالح الفلاح لتجنب مخاطر تلوث البيئة.
كما طالب محافظ كفر الشيخ بإزالة التعديات الزراعية ومصادرة مواد البناء والمعدات المستخدمة في المخالفة، مشددًا على الأجهزة المعنية من الوحدات المحلية والقروية والزراعة بإزالة كافة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة من المهد وعدم انتظار الإجراءات وتنفيذ الإزالة الفورية والتي تقع مسؤوليتها على رئيس القرية ومدير الجمعيات الزراعية ويتم محاسبتهم حال التقصير، مؤكدًا أن الأيام القادمة ستشهد حملات مكثفة ومتتالية لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة ونهر النيل وبحيرة البرلس، وتطبيق القانون.
محافظة الغربية ووسط الدلتا
وفي إطار حالة الطواريء التي رفعتها وزارة البيئة خلال أيام العيد يتفقد الدكتور خالد فهمي؛ وزير البيئة، اليوم الأحد، جهود مكافحة السحابة السوداء بمحافظات وسط الدلتا وخصوصًا الغربية، ويلتقى الوزير قيادات البيئة فى طنطا لبحث جهود جهاز شئون البيئة مع المزارعين لإقناعهم بالاستفادة من قش الأرز وجدواه الاقتصادية وحماية البيئة من التلوث.
ومن المزمع أن يعقد الوزير مؤتمرًا صحفيًا بمبنى جهاز شئون البيئة خلف ستاد طنطا، وكان جهاز شئون البيئة بوسط الدلتا في الغربية قد حرر 178 مخالفة حرق قش أرز للمزارعين على مستوى محافظة الغربية منذ بدء موسم الحصاد وحتى الآن.
وطبقا لخطة وزارة البيئة لمواجهة السحابة السوداء فإنه يبلغ القش هذا العام حوالى 2 مليون طن تستهدف الوزارة منه نصف الكمية وترك النصف الأخر للاستخدامات الفلاح الأخرى سواء ببيعه إلى مصانع الطوب أو استخدامه كفرش للمزارع، موضحا أن هناك بروتوكلين مع وزارة الزراعة احدهما للجمع وتدوير 350 ألف طن، والاخر للمزارع الصغير لتحويل القش إلى كمبوست وأعلاف، وأن البيئة تستهدف 220 ألف طن لتصل إلى 570 ألف طن هذا العام بزيادة 70 ألف عن العام السابق.
وتقوم وزارة البيئة والزراعة بتحمل تكاليف اليوريا والبلاستيك والأمونيا وغيرها، من المواد اللازمة لعمل الكمبوست وتوفيرها للفلاح مجانا، كما تقوم وزارة البيئة أيضا بدعم الفلاح بمبلغ 50 جنيهًا للطن مقابل تجميع قش الأرز، بالإضافة إلى تأجير المعدات بأسعار رمزية وتسهيلات فى السداد، ومساعدة الفلاحين الذين يرغبون بشراء معدات للكبس أو الفرم من الصندوق الاجتماعي، حيث تكون الوزارة ضامن لهم ويتم سداد المبلغ من الدعم المستحق للفلاح لدى الوزارة مقابل تجميع القش.
تقارير خطة مواجهة السحابة السوداء
وفى السياق ذاته تشير تقارير خطة مواجهة السحابة السوداء أنه مازال هناك مخالفات فى المساحات المنزرعة من الأرز، ولكن من المتوقع أن تكون أقل من العام السابق، حيث تبلغ النسبة المقرر زراعتها هذا العام من الأرز 1.1 مليون فدان، إلا أنها بلغت حتى الآن 1.6 مليون فدان، مشيرا الي أن هذه ليست نسبة نهائية، وقد تزيد حيث تمتد زراعة الأرز إلى الأسبوع الأول من شهر أغسطس، وهناك مشاتل لم يتم نقلها، كما أن بعض الفلاحين يقوموا بزراعة الأرز البدار على الناشف هربا من إزالته.
وشددت خطة الوزارة لمواجهة السحابة السوداء أنه تعد العوامل المناخية أكبر تحدى يواجه الجهود المبذولة للتصدى للسحابة السوداء، وأن نسبة مساهمة قش الأرز فى السحابة السوداء تصل إلى 42%، والباقى من المصادر الأخرى، حيث يؤدى سكون الرياح إلى عدم صعود الملوثات إلى الطبقات العليا، مما يجعل المواطنين يشعروا بأي تلوث حتى لو كانت بالنسب المسموح بها، وكذلك تقاعس بعض الجهات عن تأدية عملها، لأن إدارة الأزمات تحتاج إلى فريق عمل، وأن وزارة البيئة شريكة مع وزارت الزراعة والصحة والداخلية والمحليات والجمعيات الزراعية.
وتتضمن خطة وزارة البيئة للسيطرة على السحابة السوداء هذا الموسم مراقبة تلوث الهواء على مدار 24 ساعة عن طريق الأقمار الصناعية، وأجهزة الرصد التى تتنبأ بالاشتعال قبل حدوثه بثلاث ساعات، والقضاء عليه فى المهد، وتوفير العديد من الجرارات والمكابس والمفارم اللازمة لتدوير قش الأرز حتى لا يلجأ الفلاح إلى حرقه، ومراقبة مقالب القمامة، وقياس عوادم السيارات ومنع الأنشطة الحرفية من العمل ليلا، وحظر العمل نهائيا بمكامير الفحم العشوائية لمدة ثلاث شهور، هذا بالإضافة إلى حملات توعية الفلاحين التى بدأت من أول يوليو وسوف تستمر إلى منتصف شهر أكتوبر.
كما تشمل أيضا خطة البيئة لمواجهة السحابة السوداء أن قطاع الفروع يضع الخطط لمواجهة الحرق المكشوف فى المحافظات التى تقوم بزراعة الأرز بنسبة أكثر من 90 % وهى القليبوبية والدقهلية والشرقية والبحيرة وكفر الشيخ والغربية، بالإضافة إلى وضع السياسات والأسس والاستراتيجيات والتأهيل ومتابعة عمل المحليات وقياس الأداء والجودة، وذلك عن طريق 4 إدارات هى: الإدارة البيئية، ونوعية البيئة، والإعلام والتوعية، والشئون المالية والإدارية.
محاور خطة التصدي للسحابة السوداء
وبدوره قال الدكتور أحمد رخا، رئيس قطاع الفروع الإقليمية بوزارة البيئة، ورئيس الإدارة المركزية للتفتيش البيئى،، أن قياس عوادم السيارات ومراقبة مقالب القمامة ومنع الأنشطة الحرفية ليلا وحظر عمل مكامير الفحم العشوائية، أهم محاور خطة التصدي للسحابة السوداء، وأن التنبوء بالحرائق قبل موعدها بثلاث ساعات أهم التقنيات الجديدة للقضاء عليها قبل حدوثها، مشيرا الي أنه تم توفير 610 معدة من المكابس والجرارات والمفارم اللازمة لتدوير قش الأرز.
وأوضح رخا، فى تصريحات خاصة لصوت الأمة، أن قش الأرز ليس هو المتهم الوحيد فى السحابة السوداء، ولكن هناك مصادر أخرى وهى عوادم السيارات والانبعاثات الصناعية وحرق القمامة فى المقالب، لافتا الي أنهيساهم كل مصدر منهم في تلوث الهواء بنسبة معينة، وسبل مواجهة عمليات حرق قش الأرز والإجراءات القانونية، ستكون من خلال لجان تقوم بعمل محاضر غرامة تتراوح مابين 100 إلى 5 آلاف جنيه مع الحبس لمدة عام..
كما دعت وزارة البيئة شباب المزارعين إلى فتح المزيد من مواقع التجميع لقش الأرز خلال موسم الحصاد الحالي وتعدهم ببذل المزيد من الجهد للوصول إلى صغار المزارعين، أنها استعدت خلال أيام عيد الأضحى المبارك بعدة فرق للتفتيش تجوب كافة أنحاء أماكن زراعة محصول الأرز في 6 محافظات هي (الشرقية - الغربية – القليوبية – الدقهلية – كفر الشيخ – والبحيرة) وخاصة بمحافظة كفر الشيخ نتيجة للحصاد المبكر لمحصول الأرز
واعلنت وزارة البيئة، أن عمليات التفتيش منذ بداية فترة الحصاد أسفرت، من خلال غرفة عمليات الإدارة المركزية لإقليم وسط الدلتا بطنطا، عن تحرير 178 مخالفة حرق للقش بالمحافظة، وهو ما يعد مؤشراً لانخفاض نسبة حرق قش الأرز، مقارنة بالأعوام السابقة في نفس الفترة بنسبة 90%، وذلك بعد ارتفاع مستوى الوعي عند المزارعين وتوجههم الى الاستخدام الأمثل لقش الارز واستثماره بعد نجاح وزارة البيئة في تعظيم الاستفادة الاقتصادية للمخلفات الزراعية باستخدام مختلف الآليات من توعية ودعم مشروعات تجميع وتدوير القش وتحويله لأعلاف وسماد عضوي وذلك كنوع من المساعدة من الوزارة للفلاح في ظل الارتفاع الملحوظ لأسعار الأعلاف..
وتتم المتابعة للسيطرة علي حرق قش الأرز وذلك باستخدام مختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة من صور للأقمار الصناعية التي ترصد أماكن الحرق وإرسالها لفرق التفتيش الميدانية، بالإضافة الى أجهزة تحديد المواقع المثبتة في سيارات تلك الفرق لرصد مواقعها على الخرائط، والتي تغطى كافة المناطق التي تتركز بها زراعة محصول الأرز، بالإضافة الي محاور التدخل السريع والمستعدة للتدخل الفوري في حالات الطوارئ.