«أسن السكاكين.. جلد للبيع فروة للبيع».. يا ليلة العيد رزقتينا
الجمعة، 01 سبتمبر 2017 11:47 ص
مع آذان فجر أول أيام عيد الأضحي، حمل عدته البسيطة، متوكلا على الله فى أن يرزقه وأبنائه ما يكفيه فى قضاء حاجاتهم لحين ميسرة، أو قدوم عيد أضحى جديد، فلم يعتاد أصحاب المهن الموسمية أن يجدون دخل ومالا ينفقونه إلا في تلك الأيام المعدودة من كل عام.
فروة للبيع
ترك «خالد» قبلة على جبين أبنائه، على وعد منه وثقة فى الله، أن يعود لهم بـ«العيدية» وملابس العيد التي طالما طالبونه بها، ولم يكن بيديه حيلة لشرائها لهم، وطالبهم بالنوم والانتظار والدعاء له، بأن يجد من يبيع له جلد أضحيته أو فرائها.
لم يكن قاصدا جهة محددة، لكنه ظل يتجول بالشوارع، مناديا:« جلد للبيع.. فروة للبيع» لعله يجد من يجيبه، وفور سماعه لنداء أحدهم «تعالي هنا»، توجه على الفور، فقد وجد ضالته، وبعد انتهائه من تلك الصفقة، إلي أحد التجار ليبيع تلك الفراء، ليلحق ما تبقي من العيد لقضائه مع أبنائه، فقد جاءت ليلة العيد فقط الآن فى بيتهم.
أسن السكين
«أسن السكين، أسن المقص»، كانت تلك النداءات يطلقها «علي» فى الشوارع مع إعلان إمام المسجد المقابل لمنزله إنتهاء صلاة عيد الأضحي، حاملا على كتفيه هيكل خشبي مثبت عليه ماكينة حديدية للسن، يمسك بيديه السكين كأمهر عازف للبيانو، ويتحسس النصل ليتأكد من سنه جيدا، تجده لا يعبأ بما ستدفعه، يكفيه أن تقدره وتعطيه حقه باحترام.
حين سأله زبون، عن عمله طوال العام، أجاب شاكرا لله بقوله:« الحمد لله، ربنا بيرزق، صحيح كل فين وفين، بس بتُرزق فى العيد، ففى هذا الوقت من كل عام يهتم الناس بسن السكاكين، كل سنة وانت طيب».
حد عاوز جزار؟
أطلق علي نفسه «بوحة»، بعدما شاهد فيلم الفنان محمد سعد الذي حمل نفس الاسم، نظرا لعمله بالمهنة نفسها، حمل مجموعة من السكاكين بأحجام مختلفة، وارتدي زيه المميز، وسار فى الطرقات مناديا:« حد عاوز جزار؟ حد عاوز جزار؟»، فى طريقه إلي زبونين فقد سددوا له جزء من أتعابه مقدما.
«المهنة تراجعت، فلم يعد أحد يشترى اللحم من الأساس، حتى أجد من يذبح بسهولة»، بتلك الكلمات عبر «بوحة» عن حاله، فهو لديه 3 أطفال أعمارهم متقاربة، ولا يجد باب رزق إلا الجزارة «غير المنتظمة»، لكن أكثر ما لفت انتباه المجاورين له، أنه ظل يدندن أثناء عمله « يا ليلة العيد.. رزقتينا».