حكاية كتاب.. محمد فتحي يرسم بانوراما الحياة في «لم ينجح أحد»
السبت، 02 سبتمبر 2017 09:00 ص
يرسم الكاتب محمد فتحي، في مجموعته القصصية «لم ينجح أحد» الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، بانوراما الحياة بكافة تفاصيلها، فقي مجموعته التي تضم تسع عشرة قصة قصيرة، تدور كلها حول مواقف متنوعة من الحياة.. ومن بعض عناوين هذه القصص: جملة مفيدة، عيون مغلقة باتساع، رحمة، أخر ما تبقى، وكان يضحك حتى البكاء.
وهذه المجموعة القصصية ليست إعلانًا عن نتيجة مدرسة، سيئة الإدارة، أو بها معلمون ينصرف كل همهم إلى دروس خصوصية أو تعاطي مراكز تعليمية، ولا يقومون بواجبهم المنوط بهم في تدريسهم.. وإنما هي إشارة رائعة إلى بانوراما الحياة بكل تفصيلاتها وأبعادها، بكل لحظاتها الدرامية القاسية وكل لحظاتها المفرحة الحانية، وكيف أن كل هذه اللحظات رسبت في مادة «الخلود» وفي مادة «الأفضل»؛ لأن دوام الحياة واستمرارها لا يحقق الخلود بطبيعة الحال، ولا يصل دائمًا إلى «الأفضل»؛ لأن نهر الحياة المتجدد بكل أمواجه يحمل دائمًا ما هو الأفضل.
إن أبطال هذه المجموعة القصصية يقاسمونك حياتك، تشعر أنهم يعيشون بيننا، بكل تفصيلات حياتهم تلك.. حين يضحكون ويبتسمون ويحققون ما كانوا يصبون إليه من أحلام وأمنيات.. وتستشعر قربهم أكثر حين تدير لهم الدنيا ظهرها ويوقعهم حظهم العاثر في لحظات قاسية ومواقف درامية عنيفة، تزلزل حياتهم وتعصف بها.. بل إنه ليخيل إليك، من فرط واقعيتها، أنه من الطبيعي أن تلقى أحدهم أو تقابله.. أو أن هناك موقفًا مماثلًا لأحد من أفراد عائلتك أو أقربائك أو أصدقائك.. فلا غرو إذًا أن تملأك هذه الأحاسيس الغامرة من التفاعل والتأثر بما تتعرض له هذه الشخصيات، أحاسيس تثير لديك قدرًا هائلًا من التعاطف والاعتبار وحسن التقدير.
ولا شك أن ذلك من الأهداف الرئيسة التي نجحت تلك المجموعة القصصية في أن تحققها إلى جانب ما حققته –بالتأكيد- من متعة العمل الأدبي في خلق تلك العوالم، التي يمتزج فيها الواقع بالخيال، محققًا ذلك القدر الهائل من الإمتاع، ومحاولة الانضمام إلى معترك الحياة، حلوها ومرها، حيث يكمن سرها في المحاولة وشرف المحاولة والإصرار على المحاولة، رغم يقيننا القاطع بأننا ننضم إلى مدرسة «لم ينجح أحد».