«العرايشي» أشهر سنّان سكاكين بسيناء: المهنة تراجعت والرزق قل بسبب «الشغل الصيني» (صور)
الخميس، 31 أغسطس 2017 11:00 صشمال سيناء- محمد الحر
«أسن سكاكين، أسن مقص، أى حاجة للسن».. تحت أشعة الشمس الملتهبة، وعلى ناصية شارع سوق الخضار المتفرع من شارع 23 يوليو بمدينة العريش يقف عم محمد أمام ماكينة سن السكاكين التي تعمل بالكهرباء، يصيح بهذه الكلمات، استعداداً لعيد الأضحى المبارك.
قضى عم «محمد العرايشي» الرجل الستيني 28 سنة من عمره في مهنة «سن السكاكين» التي توارثها عن والده ويعتبر الأعياد موسم تزدهر فيه أحواله المادية رغم تراجع حركة العمل عما قبل.
يضغط عم «محمد» على زر أحمر بجانب الماكينة لتتوقف فورا عن الحركة ويبادر بالقول:«مهنة سن السكاكين كانت مهنة جدي الله يرحمه توارثها والدي عنه وانا توارثتها عن والدي ايام ما كنا بنسن السكاكين بالحجر الأسواني».
يتوقف لحظات ليتحسس نصل إحدى السكاكين بأطراف أصابعه ليتأكد من جودة سنها، ثم يواصل قائلاً: «إن كل حاجة زمان حلوه، وكانت فيه بركة في الرزق لأن الناس كانت كويسة مع بعضها».
يشير«سنان السكاكين» إلى تراجع المهنة وقلة الرزق قائلاً: «الناس تعبانين من الأسعار المجنونة في كل شيء، وما بقوش يشتروا أضاحي، وعشان كده مفيش إقبال على سن السكاكين، أي سكينة بتمشي الحال وتقطع الكام كيلو لحمه وخلاص».
وتابع «محمد»، قائلاً: «مهنة سن السكاكين مش سهله زي ما الناس متخيلين، أنا شغال على حجر داير، وأي سهو أو غلطة بسيطة فيها إيد أوصباع ممكن يطير، والعشوائية في سن السكينة ممكن يخربها ويخليها هشة».
وحول أسعار سن السكاكين يقول: «ما بدقش، اللي بيدفعه الزبون بحطه في جيبي من غير ما أشوفه، لأن ده رزق من ربنا، واللي قادر عليه الزبون بيدفعه وخلاص،وربنا يبارك».
وأضاف، قائلاً: « كنت بقوم بسن السكينة بربع جنيه من حوالي 15 سنة، ولغاية 5 سنين كنت بسنها بـ3 جنيه والساطور الكبير بـ5 جنيه، وبالرغم من إنها مهنة موسمية، لكن فيه ناس بيكتفوا بسن السكاكين مرة كل سنتين وبيقولوا مش مستاهلة، السكاكين الجاهزة الصيني والتايوان، انتشرت بكل شارع وحارة وسعرها رخيص والناس بتدبح بيها وبترميها بعد فترة مبتسنهاش، مش زي السكاكين العمولة الغالية اللي بتحتاج سن كل سنة وده أثر على عمل سنانين السكاكين».
آخر أمنيات عم محمد العرايشي، هي حسن الختام وحج بيت الله الحرام، قال : «مش عايز حاجة من الدنيا غير ربنا يحسن ختامي ويتحقق املي ومنايا في الحج ،عايز أحج وألقى وجه الله بعد زيارة البيت الحرام وقبر الرسول الكريم وربنا قادر على كل شئ».