مخاوف من أزمة مهاجرين في عاصمة الاتحاد الأوروبي

الأربعاء، 30 أغسطس 2017 07:55 م
مخاوف من أزمة مهاجرين في عاصمة الاتحاد الأوروبي

 

يقضى مئات المهاجرين، معظمهم سودانيون واريتريون ليلتهم كل يوم في حديقة وسط بروكسل على أمل الانتقال لاحقا إلى بريطانيا، في ظاهرة تزايدت هذا الصيف وأثارت المخاوف من إمكانية تشكيل مخيم «أدغال» جديد على غرار مخيم كاليه الفرنسي الذي تم تفكيكه..

 

ومنذ شهر، تطلق مجموعة من المنظمات غير الحكومية تحذيرات بشأن مخيم «بارك ماكسيميليين»، وتدعو الساسة إلى التحرك «حتى لا تتحول بروكسل إلى كاليه جديدة»، في إشارة إلى المخيم العشوائي الذي أخلته السلطات الفرنسية نهاية العام 2016.

 

وكما هو الحال في ميناء كاليه، يحلم معظم من يبيتون في الحديقة المحاذية لمحطة قطارات «غار دو نور»، في بروكسل بالوصول إلى بريطانيا. فمن هذه المحطة تنطلق القطارات المتوجهة إلى الساحل البلجيكي المطل على بحر الشمال.

 

وقام هؤلاء الشبان برحلة طويلة محفوفة بالمخاطر عبر شمال إفريقيا والمتوسط، قبل أن ينجحوا فى اجتياز نقاط التفتيش التي وضعت خصيصا في أنحاء جنوب أوروبا للامساك بهم.

 

ولكن لا مانع لدى آدم، البالغ من العمر 25 عاما، من بدء حياته في بروكسل بدلا من لندن بعدما غادر وطنه الأم السودان، وعبر تشاد قبل أن يقضى ستة أشهر "صعبة للغاية" في ليبيا بانتظار عبور المتوسط.

 

وقال الشاب فى ليلة دافئة فى شهر أغسطس على بعد بضعة أمتار من فتيات ليل يقفن فى الشارع بحثا عن زبائن وحيث يسعى متعاطو المخدرات للحصول على جرعاتهم اليومية، "إنه أمر صعب للغاية. أريد من الحكومة (البلجيكية) أن تقدم لى الحماية".

 

 

ويرى تيو فرانكن، نائب الوزير المسؤول عن الهجرة، أن لا سبب لدى بروكسل لاستقبال مهاجرين "غير شرعيين (...) لا يرغبون باللجوء في بلجيكا".

 

وهناك ايضا قانون "بصمة دبلن" الذى وضعه الاتحاد الأوروبى والذى يفرض على اللاجئين تقديم طلبهم فى أول نقطة دخول لهم إلى أوروبا. وفى حالة آدم، ومعظم المتواجدين فى الحديقة، هذه النقطة هى ايطاليا.

 

ونظريا، هناك إمكانية أن يتم القبض عليه هو ورفاقه وإعادتهم إلى ايطاليا فى أية لحظة، فى عملية لم تقم بها بعد السلطات البلجيكية.

 

وتوفر مجموعات إغاثية على غرار "أطباء العالم" الرعاية الطبية لهؤلاء المهاجرين وتحذر من مضايقات الشرطة.

 

ويشير مدير عمليات المنظمة غير الحكومية، ستيفان هايمانز، إلى أن القصَّر يشكلون نحو 20 بالمئة من المهاجرين و"لا يعرفون أن لديهم حقوقا خاصة فى بلجيكا".

 

وكل ليلة، يوزع متطوعون من منظمة "بيلجيوم كيتشن" (مطبخ بلجيكا) الطعام على المهاجرين فى الحديقة، حيث يحاولون القيام بعملهم دون لفت أنظار السكان والتسبب بمزيد من المشاكل.

 

ويتمدد الشباب على العشب، ويعلقون ملابسهم على أسوار الساحة المخصصة لألعاب الأطفال. ولكن مع بزوغ الفجر، تعود الحياة فى "بارك ماكسيميليين" إلى طبيعتها بشكل كامل تقريبا، حيث يتوجه المهاجرون إلى محطة القطار أو يستكملون رحلتهم نحو الشمال.

 

وتحمل الرحلة العديد من المخاطر، مع انتشار نقاط التفتيش التابعة للشرطة على امتداد الطرقات السريعة، فى محطات القطارات، أو فى مرفأ زيبروج.

 

وأفادت الشرطة فى مقاطعة فلاندر الغربية أنها تعتقل نحو مئة شخص أسبوعيا منذ مطلع العام.

 

ولكن لا يزال شبح كاليه، المخيم الذي كان على الجانب الفرنسى من الحدود البلجيكية، مسيطرا.

 

وأخلت السلطات الفرنسية فى تشرين الأول/اكتوبر الماضى مخيم "أدغال" كاليه سيء السمعة الذى عاش فيه نحو عشرة آلاف شخص فى ظروف مزرية.

 

ورغم ذلك، لا تزال المدينة تشكل نقطة انطلاق للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا عبر الاختباء فى شاحنات متجهة إلى قناة المانش.

 

وفى بروكسل، قتل مراهق سودانى فى تموز/يوليو أثناء محاولته التشبث بحافلة كانت متجهة إلى بريطانيا من محطة مزدحمة قرب "بارك ماكسيميليين" فى حادثة اعتبرت منظمة "اطباء العالم" أنها "سابقة محزنة لبلجيكا

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة