الإرهاب يسلب الفرحة من أطفال الشهداء.. العيد الأول لحمزة المنسي وياسين أحمد عبدالفتاح دون أبائهما

الأربعاء، 30 أغسطس 2017 09:00 م
الإرهاب يسلب الفرحة من أطفال الشهداء.. العيد الأول لحمزة المنسي وياسين أحمد عبدالفتاح دون أبائهما
نجل الشهيد أحمد عبد الفتاح
نهى طارق أمين

مع حلول أيام عيد الأضحى المبارك، تبتهج الأنفس، وتنشرح الصدور لمقدمها السعيد، تغمر السعادة والفرحة قلوب الصغار والكبار، تمتلئ البيوت بالأقارب والأحباب لتبادل الزيارات، تطرق أبواب الفقراء والمساكين بما تشتهي الأنفس «مختلف اللحوم» من الجيران والأصدقاء والأغنياء الذين يطبقون سنة النحر في هذا العيد.
 
يستيقظ الصغار والكبار مبكرا، مرتدين ملابسهم، لتأدية صلاة العيد في الهواء الطلق والمساجد التي تسمح بالتقاء المسلمين.
 
يمكننا القول في النهاية أنه عيد البهجة والسعادة للمسلمين بأكملهم، إلا أنه يوجد أسر لن تستقبله بنفس الحفاوة وعلى رأسها أسر الشهداء التي راحت غدرا وعلى غفلة، نتيجة العمليات الإرهابية.
 
«صوت الأمة» قررت أن تحتفي ببعض الشهداء وأسرهم، راجين أن يكون في ذكرهم سعادة تعوض ما يمكن أن يفوتهم من فرحة العيد.
 
نجل الشهيد أحمد عبد الفتاح
بقلوب غاضبة وحزن خيم على الجميع شّيع الآلاف من أهالي قرية أبو دياب، بمحافظة قنا، جثمان شهيد الشرطة الرائد أحمد عبد الفتاح جمعة الذي استشهد 8 أغسطس الجاري، بطلقات نارية أثناء مشاركته في حملة لضبط معسكر للإرهابيين بمنطقة جبال أبو تشت بمحافظة قنا.
نجل احمد عبدالفتاح
 
 
أصر زملاء الشهيد أحمد عبد الفتاح، قائد قوات الدعم بقطاع الأمن المركزي، على تقديم ابنه ياسين، في مراسم تشييع جثمان والده إلى مثواه الأخير في مشهد جنائزي مهيب، لعل يساهم تقدمه جنازة والده في غرس روح الوطنية في قلبه.

 نجل العقيد أحمد المنسي
وقبلها بشهر واحد تحديدا، أصر الطفل حمزة، صاحب الـ 9 سنوات، نجل الشهيد العقيد أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، على ارتداء البدلة العسكرية وصعود عربة المطافئ بجوار جثمان والده خلال الجنازة العسكرية.
 
وأصرت زوجة العقيد أحمد المنسي أن يقود ابنه الأكبر «حمزة» الجنازة العسكرية، وألبسته زى القوات المسلحة.
 
نجل احمد المنسي
 

نجل الشهيد المنسي
 
 
واستقبل حمزة جثمان والده قبل الجنازة العسكرية وهو في نعشه بالدموع، فأحاطه ضباط الكتيبة فما كان منه إلا أن يقول «مش هعيط  في الجنازة» وطلب أن يظل بالقرب من نعش والده طوال الوقت إلى أن يدفن.
 
 ظل حمزة ثابتاً طوال فترة الجنازة على سيارة المراسم يقود الجنازة دون أن يذرف دمعة واحدة، ورفع علامات النصر طوال فترة الجنازة مؤدياً التحية العسكرية لكافة الحاضرين الذين أتوا من جميع محافظات الجمهورية لتوديع الشهيد البطل إلى مثواه الأخير.
 
العقيد أركان حرب أحمد المنسي، قائد الكتيبة 103، له ثلاثة أولاد، وكان يقيم بالعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية واستشهد في حاثة رفح شمال سيناء علاوة على 26 آخرين من أفراد القوات المسلحة.
 
أثناء هذا الهجوم الإرهابي الغاشم برفح قام العقيد أحمد المنسي بتسجيل صوتي للقوات المسلحة طالب فيه بالتدخل، وأخطرهم بأنه أصيب ولا يزال على قيد الحياة بالإضافة إلى أربعة من الجنود في السرية بينما جنود آخرون لقوا حتفهم.
 
 كانت آخر كلماته مؤثرة ومبكية حيث توقع الشهادة قائلا: «شجرة أنتي يا مصر من عمر التاريخ أعلم أنك فانية فلا شيء باق ولكنك ستفني عندما يفنى التاريخ».
 
كان المنسي ولوعا بالشعر، شغوفا بالكتابة، متواضعا وإنساني إلى الدرجة التي جعلته يكتب قصيدة عن الشهداء الذين سقطوا في معارك المواجهة، هذا ما كشفته رسائل بينه وبين رفيقه القائد محمد طارق، من خلال تطبيق «واتس آب» الذي أوضحت أيضا مدى حبه للوطن واحترامه لأصدقائه عندما قال "حاضر" عندما نصحه صديقه "طارق" بأن يكتب كل ما يشعر به في هذه اللحظة ولا يؤجلها وعندما أجابه طارق "العفو يا فندم ده رأي واقتراح بس"، رد الشهيد عليه قائلا "يا ابني رأيك يهمني". إنها كلمات بسيطة لكنها توحي بمدى احترامه وتقديره للجميع.
 
الجميع يرى أن الوقوف بجانب أبناء الشهداء واجب وطني، حيث قرر الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إعفاء أبناء الشهداء من رجال الجيش والشرطة والقضاء من المصروفات الدراسية بكليات الجامعة في المرحلة الجامعية الأولى، نظامي وانتساب.
 
كما قرر الخشت، إلغاء رسوم الإقامة بالمدن الجامعية، وذلك تقديرًا من الجامعة لتضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره ومواجهة الإرهاب.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق