ليلة القبض على سيد قطب.. 3 روايات لحل لغز «أبو خطوة»
الأربعاء، 30 أغسطس 2017 03:47 م
51 عامًا مضت، على كتابة الفصل الأخير في حياة الأب الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية، سيد قطب أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية مع بداية الخمسينيات من القرن الماضي، حُكم عليه بالإعدام مع ٧ آخرين، وتم تنفيذه الحكم بعدها بأسبوع واحد فقط في (29 أغسطس 1966).
5 سنوات- كانت مدة المحاكمة، في قضية «تنظيم 65»، والذي أسسه قطب، وأحيى به ما يسمى «التنظيم الخاص»، هو وعشرات الأعضاء من الجماعة الإرهابية.
سيد قطب
نيابة أمن الدولة العليا قسمت المتهمين إلى أربع مجموعات كانت أخطرهم المجموعة الأولى والتي أعدم جميع أعضائها، وضمت: «سيد قطب إبراهيم، ومحمد يوسف هواش، وعلي أحمد عبده عشماوي، وعبد الفتاح عبده إسماعيل، وأحمد عبد المجيد عبد السميع وصبري عرفة الكومي، ومجدي عبد العزيز متولي».
وفي (9 أغسطس عام 1965)- تم القبض على «قطب» لكن دون أن يعرف أحد مكان اختباءه، ليبقى سؤال: «أين تم القبض على (قطب)؟» حائرًا دون إجابة صريحة.
«صوت الأمة»، حاولت الإجابة عن السؤال، وتوصلت إلى وجود روايات عدة حكاها قادة سابقون ومنشقون عن الجماعة الإرهابية، وأخرى حكاها أحد أفراد القوة الأمنية التي ألقت القبض عليه، وأيضًا باحثين ومنشقين سابقين بالجماعة الإسلامية.
الرواية الأولى
ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان، قال إنه تم القبض عليه في مقر سكنه «فيلا» بحلوان، لتورطه في قضية «تنظيم 65»، وبصحبته عبدالفتاح إسماعيل، مضيفًا أنه تم القبض على زينب الغزالي بمنطقة «ألماظة» في مصر الجديدة.
يحكي «الخرباوي» خبير الحركات الإسلامية، لـ«صوت الأمة»، مقدمات القبض على سيد قطب، يقول: «تم القبض عليه بعدما تمت مداهمة مقرات تدريب لشباب الجماعة الإرهابية في منطقة الزوامل مركز بلبيس محافظة الشرقية»، حيث ألقت الشرطة العسكرية القبض على بعض شباب الجماعة منهم: «محمد بديع، ومحمود عزت»، وبعد سلسلة من الاعترافات والعثور على وثائق توصلت أجهزة الأمن إلى «قطب».
ثروت الخرباوي
الدكتور خالد الزعفراني، أحد مؤرخي الجماعات الإسلامية، وافق «الخرباوي»، وقال إنه تم القبض على قطب في «حلوان»، غير أنه حكى تفاصيل أخرى عن كيف توصلت إليه أجهزة الأمن.
يقول «الزعفراني»، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، إن سيد قطب، كان يتردد على مكتبة «وهبه» والتي أسسها الحاج وهبة حسن وهبة –تم اعتقاله مع قطب- في وسط القاهرة بحي «عابدين»، ومن هناك تمكنت أجهزة الأمن تتبعه، فيوميًا كان يستقل القطار من منطقة باب اللوق إلى حلوان، بعدما كان يقضي أوقاتًا كثيرة مع مالك المكتبة في مراجعة كتبه قبل الطباعة.
خالد الزعفراني
أشار «الزعفراني» إلى قول شكري مصطفى، مؤسس جماعة الدعوة والهجرة، أنه كان من الممكن عدم إعدام قطب، فحالته الصحية كانت متدهورة تمامًا، وكان في طريقه إلى الموت.
اللواء فؤاد علام
الرواية الثانية
اتفق الزعفراني والخرباوي، على أن اللواء فؤاد علام، نائب جهاز أمن الدولة الأسبق، لديه «الخبر اليقين».
اللواء «علام»، كان له رأي مخالفًا لسابقيه، وقال لـ«صوت الأمة»، إنه تم القبض على الأب الروحي للإرهاب في مدينة رأس البر بمحافظة دمياط.
وسبق لعلام تصريحات تليفزيونية، أوضح فيها إنه شاهد على إيداع سيد قطب «سجن القلعة»، مضيفًا أن الذي تولى التحقيق معه هو شخصًا يدعى محمود مراد، وأن هذا الشخص هو الذي تولى قيادة الفريق الموكل بتسليم «قطب» من السجن الحربي إلى سجن الاستئناف.
يوافقه الباحث في شؤون الحركات الإسلامية وليد البرش، أحد المنشقين عن الجماعة الإسلامية. ويضيف لـ«صوت الأمة»، أنه تم القبض على «قطب» في منزل القيادي الإخواني عبدالفتاح إسماعيل، بمدينة رأس البر.
وليد البرش
الرواية الثالثة
«تم تسليمه إلى السجن في جوال»، مصادر أمنية أكدت لـ«صوت الأمة» أنه تم القبض على «منظر الإرهاب» في قرية «الجورة» بمنطقة «نبع شيبانة» مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، بأحد حدائق التين والزيتون، والتي نبت فيها تنظيم أنصار بيت المقدس -داعش في سيناء.
تكمل المصادر رفيعة المستوى، إن القبض عليه كان قبل تهريبه إلى الأردن أو قطاع غزة في فلسطين عبر سيناء، بعدما تم تهريبه إلى سيناء عبر مجموعة من الإخوان في سيناء.
توضح المصادر كيفية مراحل تسليم «قطب» إلى القاهرة، خوفًا من محاولات تحريره من قبل عناصر الإخوان: «تم إخفاءه في جوال بين شحنة من الخضراوات والفاكهة بسيارة نقل، حتى مقر الأمن الحربي في العباسية».
وفق الروايات بدا سيد قطب كـ «أبو خطوة» يخطو الأرض في ثوان معدودات، كأولياء الله ومن لهم كرامات، فالجميع أكد صحة معلوماته.