قضية نائبة محافظ الإسكندرية تكشف أزمة الاختيار ما بين الترشيح والتعيين.. أهم الأحداث والملفات الساخنة التي تولتها سعاد الخولي منذ عام 2015
الثلاثاء، 29 أغسطس 2017 02:41 م
أصبحت الدكتورة سعاد الخولي نائب محافظ الإسكندرية حديث الساعة في الأيام الماضية في الشارع السكندري الكل يتحدث شائعات وحقائق يتم تداولها بين المواطنين وقد تم إلقاء القبض عليها في داخل ديوان عام المحافظة لم يكن أحد يتوقع أن تكون هي بعد أن أطلقت على نفسها المرأة الحديدة.
ولم تكن الرشوة فقط هي الأساس ولكن تم طرح أسئلة كثيرة على مستوى الجمهورية وظهرت مطالبات بمراجعة منظومة التعيين والترقي لمواجهة تصعيد الفاسدين ولكن أصبحت هناك ضرورة مُلحة لمراجعة منظومة التعيين والترقي واختيار الكفاءات في كل المناصب التنفيذية والإدارية بالدولة، لتجنب تكرار مثل هذه الوقائع.
حيث تم ترشيح الدكتورة سعاد الخولى إلى منصب نائب محافظ الإسكندرية من وزيرة التنمية المحلية الأسبق اللواء عادل لبيب وتم تعيينه بقرار من رئيس الوزراء والسؤال هنا موجه إلى رئيس الوزراء هل يتم اختيار المحافظين والقيادات التنفيذية فى المحافظات عن طريق الترشيح أم هناك مواصفات واختبارات للتعين؟ولماذا لايتم تطبيق المسابقة مثل ما حدث فى حركة رؤساء الأحياء الاخيره بين المحافظين ؟
تعرف على حياة الدكتور سعاد الخولى
فقد حصلت الدكتورة سعادة الخولى على بكالوريوس العلوم الطبية البيطرية جامعة القاهرة عام 1981 و دبلومة فى جودة وسلامة الغذاء من جامعة عين شمس عام 2012، وشغلت منصب وكيل وزارة و مدير مديرية الطب البيطرى بالقاهرة.
ولم يكن منصب وكيل الوزارة اكبر حلمها فاكمل الدراسة وحصلت على 11 دورة فنية تخصصية فى مجال الطب البيطرى، ودورة الإعداد لشغل المناصب القيادية من درجة مدير عام ووكيل الوزارة ودورات فى الحاسب الآلى، وإدارة الأزمات والكوارث، وتنمية القدرة الاتصالية فى مجال الصحة السكانية، بالإضافة إلى دوره فى مكافحة الإيدز فى قطاع السياحة والتعاون الدولي، ودوره في التخطيط مشاركة وإدماج المرأة فى الخطة القومية.
كما شاركت فى اللجنة المشكلة بقرار محافظ الإسكندرية رقم 6231 لسنة 201 مراجعة الاشتراطات الصحية والبيئية لمجازر الدواجن، وسافرت إلى الخارج من خلال التبادل الثقافى بين مصر وألمانيا، وسافرت بالبرازيل لمعاينة مجزر وفحص 2000 طن دواجن مذبوحة لصالح جهاز الخدمات العامة للقوات المسلحة.
الخولى أول سيدة نائب محافظ الإسكندرية
بدأت فى تحقيق حلمها مع بصدور قرار رئيس الوزراء فى ذلك الوقت الدكتور شريف اسماعيل بتعيين الدكتورة سعاد الخولى كنائب لمحافظ الإسكندرية هانى المسيرى فى فبراير 2015 بعد أن كانت تتولى منصب وكيل وزارة الطب البيطرى بمحافظة القاهرة.
ومنذ هذا التاريخ وبدأت صدامات بينها وبين المحافظ الجديد، دارت كواليسها داخل أروقة ديوان عام المحافظة، حيث بدأت بتولي مهام المحافظ نفسه، مؤكدة أكثر من مرة على أن صلاحياتها مثل صلاحيات المحافظ وأنها على نفس الدرجة الوظيفية له، ووقعت الصدامات بإجراء جولات تفقدية لنفس الجولات التي كان يقوم بها المحافظ وفى نفس التوقيت والأماكن، مما يوحي بغياب التنسيق مع المحافظ.
وبالرغم من تكليف هانى المسيرى النائبة فى ذلك الوقت يتولى الإشراف على الملفات الخدمية بالمحافظة من ملفات القمامة، التعليم، الصحة، التموين لتنظيم العمل، وعرف عنها أنها كانت على علاقة مقربة من رجال الأعمال بالإسكندرية.
وعلى عكس المتوقع القدر يتدخل وتغرق الإسكندرية فى مياه الأمطار والصرف ويستقيل هانى المسيري من منصبه وفى نفس التوقيت يصدر المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، قرارا بتكليف الدكتورة سعاد الخولى نائب محافظ الإسكندرية لتكون القائم بأعمال المحافظ، والتى حاولت خلالها الاستعداد لتولي منصب المحافظ فرصة لن تضيع ولابد من الاستفادة.
الخولى نائب محافظ الإسكندرية مرة أخرى
ولكن تأتي السفن بما لا تشتهي الرياح ويتم تعيين المهندس محمد عبدالظاهر محافظ للإسكندرية و أصيبت النائبة بحالة شديدة من الاكتئاب، وتوارت تماما عن الأنظار لخيبة أملها فى تولي المنصب والذي أعربت عن طموحها فيه كحق مشروع له ان قائلة: "نعم أطمح فى تولي منصب المحافظ فهو أمل مشروع وكل إنسان من حقه الطموح".
شكل بعدها المهندس عبد الظاهر لجنة برئاستها لتولى ملف الحديقة الدولية الشائك والذي كان يعد من أهم الملفات الساخنة فى ذلك الوقت، حيث كانت اللجنة منوط بها مراجعة موقف 18 مستثمرا فى ملف الحديقة الدولية، ووضع قيمة تقديرية الأراضى المتعدى عليها من أراضى الدولة فى الحديقة الدولية، ورفع تلك التقارير إلى لجنة فض المنازعات بوزارة الاستثمار وتحصيل فروق القيمة الإيجارية التى بلغت ملايين الجنيهات بسبب الثمن البخس الذي استأجرت به الأراضى من قبل المستثمرين فى بداية التعاقد فى عهد اللواء عبد السلام المحجوب.
وفجأة وبدون سابق إنذار حركة تغيير المحافظين واستبعاد المهندس محمد عبد الظاهر من منصب محافظ الإسكندرية بعد 8 أشهر فقط من توليه المنصب ليتولى الدكتور اللواء رضا فرحات منصب المحافظ، وعادت الصراعات داخل أروقة المحافظة حتى تم تهميشها تماما وتقليص دورها وسحب الإشراف على ملف الحديقة الدولية منها من اللواء رضا فرحات وهو الموقف الذى كانت دائمة الشكوى منه، وكانت معظم اللقاءات والاجتماعات تتم دون حضورها.
وعقب صدور قرار بتعيين الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية خلفا للواء فرحات كانت حالة استياء كبيرة تبدو على النائبة بسبب تعاقب تعيين المحافظين عليها وهى التى ترى أنها أحق بالمنصب.
أهم الملفات الساخنة التى تولتها الدكتورة
وكلفها الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية الحالي بعدد من المهام، حيث تولت ملفات الخدمية كما تولت النائبة الإشراف على ملف حملات الإزالة التى شنتها الدولة لاسترداد الأراضى المتعدى عليها خلال فترة سفر محافظ الإسكندرية خارج البلاد إلى دولة الصين، إضافة إلى إشرافها على ملف مواجهة الأمطار والسيول، ووجدت نائب المحافظ متنفسا لها فى إدارة بعض الملفات بعد التضييق عليها فى عهد اللواء رضا فرحات.
الخولى ورجال الأعمال فى المحافظة
وكان للدكتورة سعاد الخولى مواجهات خاصة مع رجال الأعمال فى المحافظة، حيث قالت أن المحافظة تتمتع بمناطق طبيعية تستطيع جذب السياح من خلال الشراكة مع رجال أعمال، ولا بد من ضخ رجال الأعمال الوطنيين الاستثمارات في المناطق الأثرية.
وأكدت "الخولى " أنه لا مانع من دخول رجال الأعمال لمجال الآثار من أجل تجميل ملحقات الأماكن الأثرية من الخارج بعيدًا عن الأثر نفسه ووفقًا لاشتراطات تحددها وزارة الآثار، مطالبة رجال أعمال السكندريين بتطوير المناطق الأثرية والمتحف القومي والمسرح الروماني، الذي يحتاج لدعم مالي كبير.
لم تكن النائب الأول لمحافظة الإسكندرية
حيث كان أول نائب فى عهد المحافظ الأسبق "إسماعيل الجوسقي" عام 1996 و ثاني نائب كان فى عهد محبوب محافظ الإسكندرية اللواء عبد السلام المحجوب وهو "مصطفى كامل" وفي عهد اللواء "عادل لبيب" تولى اللواء "صفاء الدين مصطفى كامل" منصب النائب حتى قيام ثورة 25 يناير وقد تولى تسيير محافظة الإسكندرية، لحين قدوم المحافظ عصام سالم.
وجاء اللواء "إيهاب فاروق" نائب للدكتور "أسامة الفولي " محافظ الإسكندرية ثم تولى "علي عرفة" منصب النائب وفي عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين تم تعيين القيادي الإخواني الدكتور "حسن البرنس" نائبًا لمحافظ الإسكندرية المستشار "عطا عباس" والذي دخل في العديد من اختصاصات المحافظة وهرب "حسن البرنس" مع اندلاع ثورة 30 يونيو.
وجاء اللواء " طارق مهدي" الذى رفض تعيين نواب له خاصة عقب تحديد نائبين له بقرار من رئاسة مجلس الوزراء، إلا أنه تم إلغاء القرار في الساعات الأخيرة قبل أداء القسم اليميني.
وفى النهاية تم تعيين نائب لمنصب محافظ الإسكندرية في عهد "هاني المسيري" وتم تعيين الدكتورة "سعاد الخولي" في فبراير 2015، وقد ظلت في منصبها عقب استقالة "هاني المسيري " على خلفية غرق المحافظة، وكانت القائمة بأعمال محافظ الإسكندرية وظلت نائب المحافظ فى عهد المهندس" محمد عبد الظاهر" واللواء "رضا فرحات " والمحافظ الحالي الدكتور "محمد سلطان"
آخر أحداث شهدتها الخولى فى الإسكندرية
وفى الفترة الأخيرة كان لها بعض الجولات الميدانية والاجتماعات وإبرازها تفقد موقع حادث قطاري عزبة الشيخ بمنطقة خورشيد، للتأكد من عودة حركة القطارات إلي طبيعتها وبصورة جيدة، وكذا أعمال رفع كفاءة القضبان من تغيير جميع فلنكات القضبان المتأثرة بالحادث، وزيارة مصابي حادث القطار.
كما شاركت فى اجتماع لجنة الطوارئ والأزمات بحضور محافظ الإسكندرية بشأن استعدادات المحافظة لمجابهة السيول والأمطار في شتاء ٢٠١٧ ٢٠١٨، وذلك لمناقشة ما تم من استعدادات كافة الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وخطط الطوارئ العاجلة لمواجهة أي تجمعات لمياه الأمطار، وكذا الموقف النهائي لمشروعات الخطة العاجلة للصرف الصحى.
وشاركت أيَضًا فى الاجتماع الذي انعقد لإعلان إطلاق إشارة البدء في تطوير محور المحمودية بدءًا من الحدود الإدارية للمحافظة بالكيلو ٥٦ وحتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو ٧٧.١، بطول ٢١.١ كم من مخرج ترعة راكتا شرق المدينة حتى المصب بالدخيلة غرب المحافظة.
بينما كان أخر تواجد أثناء تواجدها بجوار الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية في إجتماع إدارة الأزمات والكوارث إستعدادًا لموسم الشتاء بحضور المجلس التنفيذي ورؤساء الأحياء، يوم الأحد، وذلك قبل أن يتم إلقاء القبض عليها من قبل فريق من هيئة الرقابة الإدارية لثبوت تلقيه رشوة مالية ومصوغات ذهبية بقيمة مليون جنيه من 5 رجال أعمال في المحافظة.
وعرف عن الدكتورة قربها من إحدى القيادات النسائية بالمجلس القومى للمرأة فى فترة حكم الحزب الوطنى، الأمر الذي خول لها تقلد مناصب عليا بالأجهزة التنفيذية، بالرغم من اتهامها فى بعض قضايا الفساد خلال توليها منصب وكيل وزارة الطب البيطرى بالبحر الأحمر ثم القاهرة، وتولت عددا من الأعمال المجتمعية بحكم منصبها فى المجلس القومى للمرأة، إلا أن الجميع فوجئ بتعيينه نائبا لمحافظ الإسكندرية فى عام 2015 .
الرقابة الإدارية تنهي على أحلام الخولى
وكانت الرقابة الإدارية يوم الأحد ألقت القبض على (س.خ) نائبة محافظ الإسكندرية داخل ديوان عام المحافظة، عقب ثبوت تورطها في عدة وقائع فساد تشمل الرشوة والإضرار بالمال العام والتربح.
وأكدت التحريات تقاضيها مبالغ مالية وعطايا مالية ومصوغات ذهبية قيمتها تعدت المليون جنيه من بعض رجال الأعمال مقابل استغلال سلطاتها والإخلال بواجبات الوظيفة و إيقاف وتعطيل تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة للمباني أقيمت بدون ترخيص أو على أرض ملك الدولة، بالمخالفة للقانون وإعفائه من سداد الغرامات المقررة عن تلك المخالفات، مما أضر بالمال العام بحوالى 10 مليون جنيه ، بالإضافة إلى تعمدها إخفاء عناصر ثروتها غير المشروعة بأسماء آخرين تجنبا لملاحقة الهيئة لها.
وبمجرد أن عرضت الأجهزة الأمنية وقائع القضية على المستشار النائب العام صدر قرار بضبط كافة أطراف الوقائع، حيث داهمت الأجهزة الأمنية مكتب نائبة المحافظ وخمسة من رجال الأعمال فى ذات التوقيت وضبطهم ومستندات المخالفات.
وقامت نيابة أمن الدولة العليا، بإشراف المحام العام الأول المستشار خالد ضياء الدين، بالتحقيق مع «س.خ» نائب محافظ الإسكندرية، لاتهامها بالتورط فى عدة وقائع فساد تشمل الرشوة والإضرار بالمال العام والتربح.
ومازلت التحقيقات مستمرة مع نائب محافظ الإسكندرية هل ينتهى حلم الدكتورة بالسجن؟.. أم سيكون هناك مفاجأة جديدة فى التحقيقات وأسماء جديدة سوف يتم إضافتها إلى القضية هذا ما سوف تكشفة الأيام القادم.