عاوزين السيناريو يكون مختلف.. العيد السنة دي بدون تحرش وشماريخ ولا بمب ومسدسات خرز
الخميس، 31 أغسطس 2017 07:00 معفاف السيد
خلال السنوات الأخيرة تغير شكل العيد وطقوس الشارع فيه إلي كوابيس مرعبة، بدأت منذ سنوات قريبة عندما استيقظ المصريين في أول أيام العيد علي حادثة تحرش جماعي مروعة لمجموعة من البنات أمام إحدى دور السينما بوسط القاهرة، برغم الاحتياطات الأمنية التي تجهزها قوات الأمن فإن التحرش أصبح طقسا متكررا في الأعياد وفي نفس أماكن التجمعات مثل الحدائق والمتنزهات ومدن الملاهي ، كما تستعد مستشفيات العيون لاستقبال مئات من الأطفال لتعرضهم للإصابة الخطيرة جراء اللعب بمسدسات الخرز البلاستيك، أما الألعاب النارية وطلقات الرصاص احتفالا بالعيد و بحفلات الزفاف التي تنتشر في الأعياد فحدث ولا حرج وغالبا ما تنقلب الأفراح إلي مآتم بسبب الرصاصات الطائشة علاوة علي حالات التسمم التي تستقبلها مراكز السموم نتيجة تناول وجبات أسماك مملحة وفسيخ فاسدة.
مواجهة التحرش
إذا اضطررت لقضاء العيد خارج البيت حاولي مواجهة المضايقات والتحرشات ببخاخ التحرش والصاعق الكهربائي الذي يباع علي الأرصفة في كل مكان ، أو الخاتم المضاد للتحرش الذي يحتوي علي أسنان مدببة يمكن لأي فتاة مواجهة المتحرش وضربة بسهوله في الوجه.
الشماريخ الرصاصات الطائشة
قبل قدوم الأعياد تخرج بيانات الداخلية لتعلن القاء القبض علي تجار الصواريخ والشماريخ وألعاب النار ، وبالرغم من ذلك ومع رؤية هلال العيد تمتلأ السماء بأضواء هذه الألعاب والتي تمثل خطورة كبيرة في محيط اطلاقها ، كما تزداد الرصاصات التي تصيب المعازيم وهناك حالات اصيب فيها العريس والعروس
لتسرق الألعاب النارية والرصاصات فرحة العيد من هؤلاء ، أذى الألعاب النارية لا يقتصر على الأطفال الذين يتعرضون لإصابات خطيرة فحسب، ولكن يمتد إلى الإزعاج الذي تسببه للكثيرين لا سيما المرضى والأطفال الذين يصابون بالفزع من أصواتها.
يا وزارة الداخلية.. زهقنا من أعداء العيد
المشهد نفسه يتكرر سنويًا ويسبب الضيق لجميع المصريين، في جميع شوارع العاصمة والمحافظات المختلفة التي تعج بالزحام الذي يجعل كل منا يقضي ساعات طويلة في محاولة للوصول إلى المكان المرغوب، ويضيع العيد "في المشاوير" بدلاً من الاستمتاع بالعيد، مما يجعل الناس يفكرون ألف مرة قبل أن يغادروا بيوتهم، خاصة مع انتشار الطوابير الطويلة والمملة أمام السينمات ومختلف الأماكن الترفيهية.
ومع انتشار الطوابير والزحام الشديد أمام السينمات والمسارح المختلفة تتحول هذه الطوابير إلى مشادات وخناقات عنيفة قد تؤدي إلى إصابة العشرات وقد يتطور الأمر ويتحول إلى حالات وفاة، فتسلب هذه الحوادث فرحتنا بالعيد، ورغم أن العيد حدث متكرر وليس طارئ ولا يأتي بشكل مفاجئ لا يتخذ المسؤولين أي قرار أو تدابير لتغيير الوضع.
الأمر نفسه ينطبق على ظاهرة التحرش التي أصبحت تحول دون استمتاع الفتيات والسيدات بالعيد مثل باقي الأشخاص، حيث يحرم عليهن الذهاب إلى أماكن أو مناطق و شوارع معينة، باعتبارها الأكثر شهرة بحوادث التحرش ومن أهمها منطقة وسط البلد التي تعد ملجأ للجميع لما تحتوي عليه من عدد كبير من السينمات والكافيهات ذات الأسعار المتوسطة، وعلى الرغم من معرفة الجهات المسؤلة بهذه الأماكن ومدى خطورتها وظهور المانشيتات السنوية التي تفيد بضرورة عدم تكرار أخطاء الماضي، إلا أنه لا يمكن أن يمر عيد واحد دون وجود عدد كبير من حوادث التحرش وأحيانا حوادث الاغتصاب التي تحول العيد إلى مأساة وكارثة كبيرة، كما تبين مشكلة مجتمعية كبرى يجب الوقوف أمامها والوصول إلى حلول جذرية للحد منها والقضاء عليها.
وهو ما يمكن أن يحدث من خلال زيادة التكثيف الأمنى وتنفيذ دورات تدريبية مستمرة لجميع الجهات المعنية بملف العنف، بدءاً من رجال الشرطة إلى الطب الشرعى وصولاً إلى الأخصائيين النفسيين للتعامل الصحيح مع قضية العنف ضد المرأة وخاصة التحرش، وذلك حسب توصيات الدراسة التي أعدها المجلس القومي للمرأة بالتعاون معمركز البحوث بأكاديمية الشرطة، والذي جاء تحت عنوان "المواجهة الأمنية لأشكال العنف ضد المرأة في مصر.. التحرش الجنسي نموذجًا".
وهو ما نتمنى تطبيقه هذا العام في العيد خاصة مع توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لوزارة الداخلية في يونيو 2014، "بضرورة إنفاذ القانون بكل حزم واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصدي لظاهرة التحرش الدخيلة على المجتمع المصري".