سيدات المدبح..
هبة رهنت أنوثتها فى خزانتها ورضيت بشغل المدبح بعد حادثة جوزها.. اللحمة البلدي بتزورنا في العيد وعايشين على المستورد
الإثنين، 28 أغسطس 2017 01:00 مهند محمود
تمكن الموت من إحكام قبضته على أنفاس والديها قبل أن يدرك عقلها الوعى، لتكبر بين عائلة والدها التى تعمل فى المدبح حتى أصبح مكان نزهتها، وفى عمر 13 عاما أدركت حملها الثقيل عليهم لتقرر العمل مع رجال العائلة حتى تتمكن من الإنفاق على نفسها وتعليمها.
وفى أول يوم عمل لها تخلت عن ملابس النساء وتركت أنوثتها رهن فى خزانتها حتى يأتى يوم تلتقى فيه برجل يكون سند لها، وخرجت إلى محل عمها تمارس مهنة ظلت تراقبها لسنوات من بعيد، حتى حانت لحظة الالتحام بها، تلك هى هبة واحدة من رجال المدبح المختبئين فى جسد أنثى.
تقول هبة، "تمكنت من الحصول على دبلوم تجارة إلا أننى أعتدت العمل فى المدبح ولم أفكر يوم فى العمل بالدبلوم فقد اكتفيت بمهنة أهلى، كما أن الرجال أنفسهم لا يمكنهم العثور على فرصة عمل بسهولة، لذلك قررنا أن نكون كالرجال ونقف معهم فى مكان عملهم".
وتضيف هبة" البنت لما تقف فى السوق تصبح بمائة راجل طالما أنها تعمل فى مهنة شريفة وتبتعد عن الحرام".
تصمت هبة للحظات بينما تفصح ملامح وجهها عن معاناتها التى تحاول تجاهلها باصطناعة علامات الرضا، لتقرر التخلى عنها وتبوح بالوجه الآخر لحياتها، "أنا عندى 35 سنة وبصرف على جوزى بعد ما عمل حادثة، كان بيشتغل معايا فى المدبح، ودلوقت العبء كله على، والشغلانة صعبة قوى كلها شقا، بس أكل العيش بيفرضها علينا عشان نصرف على ولادنا.