رسالة إلى من فاته الحج

الإثنين، 28 أغسطس 2017 09:29 ص
رسالة إلى من فاته الحج
د. أيمن أبو عمر مدير إدارة بحوث الدعوى بوزارة الأوقاف
د. أيمن أبو عمر

 في هذا الوقت من كل عام تتجه قلوب المسلمين إلى بيت الله الحرام شوقًا إليه، ورغبة في أداء مناسك الحج، تلكم العبادة العظيمة التي هي ركن من أركان الإسلام، والتي افترضها الله على من تحققت له القدرة المادية والبدنية، وأمِن على نفسه ذهابًا وإيابًا حتى يؤدى ما افترضه الله عليه، قال سبحانه " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا "، والواقع أن كثيراً من الناس قد لا تتحقق له الاستطاعة إما لعدم القدرة المادية، أو لعدم القدرة البدنية، أو ربما لأن الأمور التنظيمية لأداء هذه العبادة في عصرنا الحديث قد حالت بينه وبين ذلك، ووقتها قد تغلب الإنسانَ دموعُه، ويسكب العبرات، حزنًا على فوات الأجر، وخوفًا من مرور العمر، وقد كان يطمع في ميلاد جديد، مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من

حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ومن منا لا يرغب في هذا الأجر العظيم، وذلك الفضل الكبير ؛ ولأن الله جل وعلا بعباده لطيف، فقد شرع لنا أموراً يعدُل ثوابها ثواب الحج والعمرة، منها :

- النية الصادقة : فمن كانت نيته صادقة وشوقه للبيت حقيقي ، وعجز عن أداء هذه العبادة فإنه يكتب له أجرها بنيته الصادقة، قال صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى " وقال صلى الله عليه وسلم " نية المؤمن خير من عمله "، وفي طريق العودة من غزوة تبوك عندما اقترب النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة قال لأصحابه " إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم " - أي لهم من الأجر مثل مالكم – فقالوا : يا رسول الله وهم بالمدينة ؟ قال : " وهم بالمدينة.. حبسهم العذر ".

- صلاة الفجر في جماعة ثم ذكر الله تعالى حتى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين : قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ- الصبح - فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ ".

- الوضوء في البيت ثم الخروج لأداء الصلاة المكتوبة في المسجد أو صلاة الضحى : قال صلى الله عليه وسلم : " مَن خرج من بيتِه مُتطهراً إلى صلاةٍ مكتوبةٍ فأجرُه كأجر الحاجِّ المُحرِم، ومَن خرجَ إلى تسبيح الضحى لا يُنصِبُه إلا إياه فأجرُه كأجر المُعتَمِر، وصلاةٌ على إثْرِ صلاةٍ لا لَغْوَ بينهما كتاب في عِلِّيِّينَ".

- الذهاب إلى المسجد للتعليم أو التعلم: قال  صلى الله عليه وسلم : " مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ , كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ , تَامًّا حِجَّتُهُ ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق