يحيى القزاز.. تحت القبة «رويبضة»
الجمعة، 25 أغسطس 2017 09:43 م
عندما تفتقد القدرة على التأثير بعد ضياع الحجة والبرهان، عندما تقف أمام الخلق عارياً من الشفافية والنزاهة والمصداقية، عندما تتيقن أنك فقدت الأدوات والقدرات، وأنك قابع منذ فترة في بئر الهذيان، وصوتك لم ولن يسمعه غيرك، فانبح، لعله يفرغ ما بداخلك من طاقات عدائية، تراكمت بفعل الحقد والكره لبلد لم تقترف ذنب، سوى أنها رعتك وعاملتك كسائر أبنائها حتى بت استاذاً جامعياً، تحرض الرائح والغادي عليها.
يحي القزاز، واحد من كثيرين ينطبق عليهم القول، فالرجل الذي لم يصل إلى 1% مما وصل إليه علماء أجلاء كالدكتور زويل ومجدي يعقوب، وغيرهم الكثيرون، يتلذذ بأن يذكر دائماَ على غير حق، أنه قدم للبلد الكثير والكثير من أبحاث ودراسات، وجيل من تلامذة، لم نر منهم واحداً –واحداً فقط- يخرج علينا يدافع عنه، ويضع أمامنا ما قد يكون تاه عنا من علم الرجل.
الرجل الذي كان يؤثر أن يظل مختبئاً بالجحور، يحرض الطلاب والأساتذة على الفوضى، ثم يخرج يتصدر الصفوف، فيملأ الكادر، وتنتشر صوره بالمواقع والجرائد، قرر بعد ثورة 30 يونيو أن يرتمي في أحضان الجماعة الإرهابية، يروحج لأكاذيبهم، وينشر دعواتهم المستهدفة هدم الوطن.
لم يكن الأمر مستغرباً، على كثيرين يعرفون تاريخ الرجل، وما تجمعه من علاقات قوية برموز الجماعة الإرهابية، الأمر الذي سهل عليه خلع جلباب الثورية واترداء عباءة الإرهابية، ليظهر ككاتب مقال فى أحد المواقع الإخوانية المحرضة على الدولة مقابل مبلغ مالي من الدولارات شهريا، تدفع مقابل استخدام عبر ألفاظ بذيئة وشتائم وأكاذيب ضد الدولة ورموزها.
كان الرجل يظن أن «تحت القبة شيخ»، إلا أنه بعد كل ما بذله من محاولات مستمية للتقرب، والتمحك، لم يجد غير «خفي حنين»، ففصيل من فصائل الجماعة الإرهابية، شكك في ذمته، وهدفه من التقرب منهم، واتهمه بالتلون، وحذر من إمكانية الانقلاب عليهم، بعد حصوله على مبتغاه سواء من مال أو منصب، أو حتى فرصة للخروج عبر قنواتهم.
ولأن كل «متعوس» لا بد أن يأنس بجليس «خايب الرجا»، انضم «القزاز» إلى مجموعة «ممدوح حمزة وياسمين الخطيب وليلى سويف وسناء سيف» وغيرهم، ممن يحاولون بكل من يا ملكون من قوى شيطانية النيل من استقرار الدولة، وتشويه ما تحقق من إنجازات بالمليارات.
التحول في خطاب «القزاز» -الذي استحق إطلاق بعض النشطاء عليه لقب «الرويبضة»- لم يقتصر على مدحه ما تقوم به الجماعة الإرهابية، ومباركته أعمالها التفجيرية فقط، بل امتد إلى الشماتة في أبناء الوطن، الذين يدفعون كل غال وثمين من أجل الدفاع عن البلاد ووكرامتها.
حالة الهذيان، وصلت بالقزاز، إلى الدعوة إلى عدم الارتضاء بحكم الصندوق، وطرحه جانباً، واعتماد قانون الفوضى في البلاد، حتى تعود مساحة ترعرعه هو ومن شابه من جديد، بعد أن كبلت القوانين تحركاتهم، وأحبطت مخططاتهم الإرهابية.