بعد تبنيه حالة الطفل المصاب بقشر السمكة: هاني الناظر.. «زارع في أرض بور»
الجمعة، 25 أغسطس 2017 02:09 محسن شرف
دائما ما يتحدث عن الأخلاق، والصفات الطيبة التي ندرت في طباع المصريين لأسباب غير مفهومة في العقدين الأخيرين، ويأخذ على عاتقه كفارسٍ نبيل، غرسّ شجرات الحب والكرم والعطاء في أرض بور، إلا أن غرسّهُ دائما يأتي بالحصاد، ويجمعه من محبة الناس ودعمهم لمواقفه المتتالية.
«قبل أن نلوم الآخرين على أخطائهم علينا أن نلوم أنفسنا لأننا لم نسعى لنعلمهم كيف يتجنبون الوقوع في الخطأ».. هذه هي طريقة تفكير الدكتور هاني الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، ورئيس المركز القومي للبحوث الأسبق، وهذا ما كتبه صباح اليوم الجمعة، مستخدما هاتفه الذكي، حيث إنه يستخدم صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للتعبير على آرائه ومعتقداته، وغالبا ما يستخدمها في الترويج لقراراته بعلاج حالات مجانية، أو تبني حالات صعبة، أو حتى تخفيض أجره في عيادته الخاصة، بعد موجة الغلاء، تخفيفا على المواطنين، وهذا ما فعله في نوفمبر من العام الماضي، عندما قرر تخفيض قيمة الكشف للمرضى بعيادته الخاصة بقيمة 20% للمساهمة في التخفيف عن كاهل المرضى بعد ارتفاع الأسعار.
وكتب الناظر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقتها: «قررت اعتبارا من الغد بإذن الله تخفيض قيمة الكشف الطبي للمرضى المترددين على عيادتي الخاصة بما قيمته نحو 20% من القيمة الحالية للمساهمة في التخفيف عن كاهل المرضى.. ووفقنا الله لما يرضاه».
يحاول الناظر دائما أن يخفف عن المواطنين سواء بقراراته الفعلية أو اشتراكه وهو قيمة علمية كبيرة، في القوافل الطبية للمحافظات المختلفة، للكشف وتقديم العلاج للمواطنين مجانا.
وتفاعل كثير من متابعي صفحته على «البوست» الذي كتبه أمس الخميس، بشأن طفل الإسماعيلية المُصاب بمرض قشر السمكة قائلا:« عاوز اطمأن حضراتكم وكل من نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، الأيام الماضية، مشكلة الطفل محمد السيد طفل الإسماعيلية الذي يعاني من مرض قشر السمكة.. النهاردة أنا الحمد لله استقبلته هو وجدته في الإسماعيلية وكشفت عليه وأخذنا صورة جميلة هو وأنا مع بعض وسلمت جدته الأدوية بالكامل واتفقت معها على استمرار متابعة حالته.. الحمد لله حمدا كثيرا».. موقف الناظر الأخير أو بوسته كلاهما سواء، حصد على إعجاب الألاف.
إعجاب الألاف ليس فقط لصورة الدكتور الكبير بالطفل الصغير في إحدى محافظات القناة، وإنما لإصراره على أن يساعد حالة، لا يعرف عنها سوى من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان قد كتب الناظر قبل لقائه الطفل بأسبوع واحد:« في صورة لطفل صغير اسمه محمد السيد وعمره عشرة سنوات من الإسماعيلية مصاب بمرض قشر السمكة ويتم تداولها بكثافة علي صفحات التواصل الاجتماعي وجاءتني رسائل عديدة بخصوصه.. أرجو من السيدات والسادة المحترمين الذين يقومون بنشر صورته على صفحاتهم إبلاغ أسرته أنني سوف أتواجد بإذن الله يوم الخميس القادم إن كان في العمر بقية بمركز الأمراض الجلدية
بالإسماعيلية صباحا ضمن قافلة علاجية كبيرة للكشف على المرضى غير القادرين وصرف الأدوية بالمجان لهم وتضم مجموعة من أساتذة الأمراض الجلدية الكبار ومنهم الدكتورة مي السماحي والدكتورة إيمان سند والدكتورة مهيرة حمدي السيد والدكتور ماجد الشيخ والدكتور وائل سعودي والدكتورة نشوي رضوان وبالتعاون مع إحدى شركات الأدوية، ويسعدني استقبال الطفل والكشف عليه وعمل اللازم بمشيئة الله».
لو قررت أن تتجول في «الأكونت الشخصي» لأستاذ الأمراض الجلدية لوجدته مستشفى كبير متخصص، لعرض الحالات عليه، وبتواضع شديد، وأدب جم، لا يبخل بالرد على كل الأسئلة وكل الاستفسارات، وكأنه يسبح ضد التيار، لخروج الورد في الأرض البور.