محمد علي إبراهيم.. «البعرور الجائع»
الثلاثاء، 22 أغسطس 2017 06:50 م
بعد اختفائه لــ5 سنوات متواصلة، إبان الإطاحة به من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية، عقب اندلاع أحداث ثورة 25 يناير، تناول الكاتب الصحفي محمد على إبراهيم، أو الــ«بعرور»، كما هو معروف عنه، حبوب الشجاعة، وارتدى ثوب المعارضة للنظام الحالي، بعد أن رفضت مؤسسة الرئاسة طلبه للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتجنبت دعوته في أي من المناسبات الرسمية التي يلتقي فيها الرئيس مع الشخصيات العامة والكتاب الصحفيين والإعلاميين، وصارت حكايته التي ترددت بين جنبات صاحبة الجلالة مسارا للسخرية والتندر، بعد أن ذهب لأحد الأشخاص ويسأله «هو الرئيس مش يدعي الكتاب اللي كانوا أيام مبارك، ويفتح خط معانا علشان نروح وننصحه، نظرا لجوارنا للنظام السابق ومعرفة أسراره»؟ .
بدأ محمد علي إبراهيم، حياته الصحفية، كمدرس لغة انجليزية لأولاد سمير رجب، رئيس تحرير جريدة الجمهورية وقتها، وتملق كل الرجال المقربين من نظام مبارك، وكانت واقعة إعتدائه على أحد زملائه بالضرب المبرح، الأشهر في بلاط صاحبة الجلالة، عندما ذهب لتهنئة سمير رجب، بعد عودته من أداء فريضة الحج، فسمع من يقول له «حج مبرور وذنب مغفور»، فانفعل عليه قائلا«أنت اتجننت.. هو الباشا عنده ذنوب؟» واعتدى عليه ضربا، فكانت تلك الواقعة المفتاح لتعينه رئيسا لتحرير جريدة The Egyptian Gazette، ثم رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية، حتى أُقيل من منصبه عقب قيام ثورة 25 يناير، على خلفية اتهامه بالتربح والكسب غير المشروع.
وحين سافر مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، في زيارته إلى السعودية إبان حرب لبنان، على هامش اجتماع القمة بين مبارك والعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فى المملكة العربية السعودية، عاد ليكتب في نوفمبر 2007، مقالا عن هذه الزيارة أكثر من صادم، تحت عنوان «حقا ما أشهى النضال في ظلال البعرور»، وهو المقال الذي تسبب في إلصاق لقب «البعرور» به طيلة حياته، وصف فيه موائد الطعام وما عليها من أصناف محمر ومشمر ولحوم البعرور، وتحدث فيه عن عقله الذي يتوقف عن التفكير والإبداع عندما «يجوع»، وبعدها بذل جهدا خارقا للحصول على فنجان قهوة، أو شاى، لتعمير «الطاسة»، ولكن فشل، وهو ما أصابه بحالة من العصبية وعدم التركيز، وانقلاب شديد فى «المود»، وعندما استطاع أحد زملائه الحصول له على فنجان شاي، ولم يتترق في مقالة العجيب، للمحادثات الرسمية التي تمت بين مبارك والعاهل السعودي، ولشدة قربه من نظام مبارك وأبنه جمال، لم تتم محاسبته على مقال«البعرور»، لأنه كان من المقربين .
رئيس تحرير الجمهورية السابق، الذي جلس في الصفوف الأولى لمؤيدي نظام مبارك، تحول الأن لمعارض شرس ضد سياسات النظام الحالي، وساخرا من الحكومة والرئيس وجهاز الشرطة، لكن هذه المرة من على منصات المواقع الإخبارية الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، وكأنه يخرج للدولة لسانة، وهو ما يذكرنا بشجار إمرأة «بطالة» مع جارتها، وأخذ ينتقد الدولة ويدافع عن البسطاء والفقراء، وهو من تنعم وتربح من أموال مبارك ولم يحاول ولو لمرة واحدة كتابة حرف واحد يهاجم فيه مبارك ونظامه.
اعتاد «البعرور» على الأكل على موائد اللئام، واتخذ لنفسه خط المعارضة التي لم يتجرأ على اتباعها لا في نظام مبارك ولا وقت حكم الجماعة الإرهابية، فبعد خروجه من صومعته وتيقنه أنه لن يكون من المقربين، أخد يكتب مقالاته «السخيفة» على صفحات بعض الجرائد المستقلة، ليس من باب الوطنية، لكنه من باب الدفاع عن «السبوبة»، ولم لا وهو يحصل على مقابل مادي كبير، مقابل كتابته لمقالات يدافع فيها عن مصالح رجل الأعمال المشهور«صلاح دياب»، في محاولة منه لغسل سمعته، بعد اتهامه مؤخرا في أكثر من 39 قضية فساد أغذية وعدد من قضايا التهرب الضريبي والتهرب الجمركي وقضايا أخرى.