شيكابالا.. معبود الجمهور
الخميس، 24 أغسطس 2017 01:30 ص
معجباً كنت أم حاقداً، صديقاً أم عدواً، مشجعاً أم غريماً، لا يمكنك إنكار الموهبة الكبيرة التي امتلكها النوبي الأسمر محمود عبدالرازق «شيكابالا» أبرز سحرة كرة القدم فى قارة إفريقيا ، ولا يمكنك الإدعاء بأنه مجرد لاعب جيد فقط، ولا يمكنك عدم الاعتراف بأنه من أكثر اللاعبين متعة عبر التاريخ حتى لو أن فترة تألقه لم تمتد لسنوات طويلة.
شيكابالا الذى صفقت له جماهير أندية منافسة وأبرزهم جمهور الأهلى الغريم التقليدى، وقت بزوغ نجمه عام 2003، الكثيرين اعترفو بأنه نقطة البداية لحقبة ذهبية جديدة فى قلعة ميت عقبة، ولكن جرت الأمور عكس ما توقع الجميع فلم يحصد سوى أقل القليل من البطولات لأسباب متعلقة بسنوات عجاف مر بها الفريق الأبيض.
شيكابالا «31»عاماً بات على بعد خطوة واحدة تفصله عن ترك قلعة الزمالك منتقلاً إلى صفوف الرائد السعودي، فربما يكون هذا هو الخروج الأخير للاعب ظلم نفسه كثيرًأ، ورغم ذلك يظل معبوداً ومعشوقًا لدى جمهوره الأبيض.
النوبي الأسمر رحل عن الزمالك وعاد إليه وقت الصبي ووقت الكبر، الأول بإحترافه في صفوف باوك، والثانية إلى ماديرا البرتغالي ثم العودة للزمالك الذى خرج عن طريقه على سبيل الإعارة 6 أشهر للإسماعيلى والعودة أخير للزمالك، رغم كل هذا البعد والترحال، لكنه ظل شيكابالاً علامة بارزة فى مدرجات التالتة شمال، وفي قلوب جمهور الزمالك رغم غيابه لكنه ظل هو الغائب الحاضرفي عيونهم.
هذه المرة رحيله لم يكن بيده إنما لظروف قاسية تعرض ويتعرض لها مع شروق شمس كل يوم، فنهاك من يطارده بسبب نجوميته «مرتضى منصور» رئيس الزمالك الذى ظل يهاجم لاعبه بشكل مستمر وأشياء أخرى تجعل اللاعب لا يرفض الرحيل بل يتمكس به فى وقت يحارب فيه معشوق الجماهير.
بالعودة عشر سنوات نجد أن أشد المتشائمين لم يكن يتوقع يوماً، أن شيكابالا ابن الـ19 عام الذي ذهب للاحتراف فى باوك اليونانى ويلفت الأنظار له نظراً لموهبته المتميزة جعل كل من شاهده يتوقع شيئاً واحداً أنه سيكون أحد أهم وأبرز لاعبًا إحترف فى أوروبا، قبل أن يعود مرة أخرى للقاهرة لتكون فى عودته نهاية لبداية أجمل قصة لم تكتب بداعي التجنيد الذي يعيقه من السفر للخارج ليتم إيقافه من قبل الفيفا لمدة 6 أشهر وتغريمه ما يقارب مليون يورو جراء عدم تنفيذه لعقده مع الفريق اليوناني.
فى عودته كان البداية الأجمل والأسوء، لأنه كان قريبًا من الدفاع عن ألوان قميص النادي الأهلي الذي فتح خطا ساخنا مع الفريق اليوناني للاستفادة بخدمات اللاعب ليأتي خريف عام 2006 بضجة كبيرة بعد أن رفض اللاعب الانتقال للنادي الأهلي الذى كان الأفضل له فى تغيير مسار حياته فى ظل وجود المدرب الأسطورى «مانويل جوزيه» الذى أتمنى تدريب الفتي الأسمر وبقوله « كنت سأجعل منه لاعبًا عالميًا»،وفضل الانتقال لنادي الزمالك، الذي بدأ فى مرحلة الإنهيار عكس الأهلى الذي يمر بأفضل مراحل الإستقرار.