تعرف على أشهر سيارة استخدمها رؤساء إيطاليا

الأحد، 20 أغسطس 2017 08:00 م
تعرف على أشهر سيارة استخدمها رؤساء إيطاليا
فلامينيا 335 ليموزين
شريف على

قبل أشهر من زيارة الملكة إليزابيث لأيطاليا عام 1961، أوكلت الحكومة الأيطالية إلى مركز بينينفارينا للتصميمات إنتاج نسخ ليموزين خاصة جدا تعتمد على موديل فلامينيا ولا تزال تلك النسخ قابعة في مقر البرلمان الأيطالي بحالة ممتازة بل وتستخدم تلك السيارات في بعض الأحيان خلال بعض المناسبات الرسمية.

كانت تلك السيارات تستخدم كليموزين رسمية في مناسبة واحدة فقط وهي إختيار رئيس جديد لأيطاليا حيث تستخدم كسيارة لموكب تنصيب الرئيس وبعدها تعود إلى التقاعد لحين إنتخاب الرئيس التالي.

في الواقع ظهرت تلك السيارة خلال العصر الذهبي لسيارات الرؤساء ، ففي تلك الفترة ظهرت أجمل السيارات الرئاسية ومنها لينكولن X100 التي إستخدمها الرئيس الأمريكي جون كيندي وظهرت ستروين DS الرئاسية التي إستخدمها الرئيس الفرنسي شارل ديجول والتي يقال أن طلبه الوحيد بالنسبة لها هو أن تكون أطول من ليموزين لينكولن الذي كان يستخدمه الرئيس الأمريكي ليندون جونسون. وفي نفس الوقت تقريبا كانت مرسيدس- بنز 600 بولمان هي الخيار المفضل للزعماء في معظم دول العالم الثالث بينما ظهرت سيارات زل وهونكي ريد فلاج في دول الكتلة الشرقية. وفي اليابان كانت نيسان "برنس" عاملا للتذكير بأنه لا يزال في اليابان عائلة إمبراطورية قامت الشركة بإنتاج 4 سيارات فقط لإستخدام تلك العائلة وجهز كل من  تلك السيارات الأربعة بمحرك V8 سعة 4 لترات وحتى اليوم لا يمكن تصوير تلك السيارات الأربعة بدون تصريح مسبق من سلطات القصر الإمبراطوري في اليابان.

 

في تلك الفترة تم إنتاج ليموزين فلامينيا الرئاسي ليحل محل ليموزين أوريليا الذي قامت شركة جيا بإنتاجه لحساب الرئاسة الإيطالية عام 1953 ومحل سيارات ليموزين أخرى إستخدمها الزعماء الإيطاليين ومنها ألفا 1900 ولانشا كابا و فيات 130 المصفحة.

 

وحتى عندما قامت شركة دي توماسو بتقديم سيارة مازيراتي كواتروبورتى مصفحة للرئيس بقيت لانشا فلامينيا في الصورة خاصة عندما لم تنجح السيارة المصفحة في السير خلال رحلتها الوحيدة حيث تم إستدعاء ليموزين فلامينيا ليقوم بالمهمة. وتعرف اليوم تلك السيارات شعبيا في أيطاليا بإسم "فانتوم VI الملكية" أما رسميا فتعرف تلك السيارات بإسم "فلامينيا 335 سبشيال" وهي تعتمد على نسخة من شاسيه فلامينيا V6 ولكن زاد طول قاعدة العجلات من 2.87 إلى 3.35 متر، ومن هنا جاء رقم 335 في الإسم.

تم إختيار لانشا من بين الشركات الأيطالية لكونها الشركة المحلية المنتجة لأفخم السيارات وكان موديل فلامينيا هو أهم ما تنتجه الشركة خاصة بعد أن أقتنى تلك السيارة العديد من المشاهير في أيطاليا وخارجها و كان الرئيس نفسه يمتلك نسخة عادية من موديل فلامينيا وكذلك نجم السباقات الشهير خوان مانويل فانجيو علاوة على ممثلاث السينما الشهيرات في تلك الفترة ومنهن بريجيت باردو وأودري هيبورن.

حملت سيارات فلامينيا الرئاسية أسماء إيطالية كلاسيكية مثل "بل فيورى"  و"بل مونتى" و"بل سيتو" و كانت سيارات مكشوفة أما السيارة الرابعة وهي "بل فيديرى" فكانت مجهزة بسقف متحرك. وفي حالة سقوط الأمطار أثناء الموكب كان رجال الخدمة السرية يستخدمون سقفا شفافا يتم تثبيته أعلى مقعد الرئيس.

أوكلت الحكومة الأيطالية إلى مركز بينينفارينا مهمة إنتاج تلك السيارات الأربعة وإدخال التعديلات اللازمة عليها كي يستخدمها الرئيس الأيطالي حينذاك، وهو جيوفاني جرونكي كما أن تلك السيارات أستخدمت خلال زيارة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا خلال العام التالي. لم تكن تلك المهمة هي الأولى من نوعها من حيث إنتاج سيارة تعد خصيصا لزيارة زعيم أجنبي لأيطاليا حيث سبق و قامت الحكومة الأيطالية بإنتاج 4 سيارات ذات سقف متحرك تعتمد على موديل فيات 2800 كي يتم تخصيصها لموكب الزعيم النازي أدولف هتلر لأيطاليا عام 1938.

تم الإنتهاء من تصميم السيارة إعتمادا على المواصفات التي وضعها الرئيس الأيطالي بنفسه خلال ستة أشهر وظل الشكل النهائي للسيارة ومواصفاتها سرا حتى اليوم الأول لزيارة الملكة، عندما ظهرت تلك السيارات في موكب الملكة التي إستقلت إحداها خلال موكب ضخم إجتاز شوارع روما القديمة.

كانت السيارة مبهرة في شكلها النهائي وكانت تسع لسبعة أشخاص على مقاعد مكسوة بالجلد الأسود الفاخر. ويذكر أيضا أن جنرال موتورز ساهمت في بعض الأجزاء الكهربية للسيارات الأربع كما قامت شركة أورمت للهواتف بتركيب نظام الإتصال الخاص بالسيارة كما جهزت السيارة براديو وزجاج كهربي.

لم تشترك السيارة مع موديل فلامينيا العادي في الشكل ولكن إستخدمت السيارة نفس المحك V6 سعة 2،5 لتر مع إدخال تعديلات على نظام نقل السرعات. وفي الوقت ذاته لم يكن هناك أقفالا للأبواب ولكن كان هناك مفاتيح لها إضافة لتزويد السيارة بمضخة وقود إحتياطية.

يقال أن السيارات الأربعة كانت سرعتها القصوى 75 ميلا في الساعة و هي سرعات لم تصل إليها السيارة أبدا حيث كان الإستخدام الرئيسي لها في المواكب الرسمية التي تسير فيها السيارات ببطء. ويقال أيضا أن تلك السيارت لم تتجاوز شوارع روما بإستثناء قيام بينينفارينا بقيادة أحداهن من نابولي إلى مقر البرلمان فى روما كي يسلمها بنفسه. وعند الحاجة إلى وجود السيارة في أي مدينة إيطالية أخرى لإستخدامها في موكب رسمي يتم نقلها في عربات سكك حديدية خاصة كي يتم إستخدامها في المكان المحدد.

بطبيعة الحال لم تكن تلك السيارات الرئاسية مضطرة لإبراز الرخصة ووثائق التأمين على الزجاج الأمامي كما هو الحال مع السيارات العادية ولا يستلزم الأمر القيام بذلك سوى عندما تسير الليموزين في شوارع الفاتيكان.

قامت الخزانة الأيطالية بدفع ثمن السيارات الأربعة التي لم يتبق منها سوى سيارتين تابعتين للحكومة حصل عليهما البرلمان الأيطالي بينما تم تسليم السيارة الثالثة لمتحف تورينو للسيارات لعرضها هناك، وبيعت الرابعة إلى محامي روماني عام 1983 بسعر متواضع.

تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن العدد الإجمالي لما أنتج من تلك الليموزين الخاصة قد يصل إلى ست سيارات حيث يقول باتيستا بينينفارينا أنه قام بتسليم نسخة من الليموزين للبابا يوحنا بولس الثاني بل وتؤكد بعض الشائعات أن الملكة إليزابيث حصلت على نسخة من السيارات الأربعة خلال زيارتها لأيطاليا عام 1961 وهو ما لم تؤكده أو تنفيه الإسطبلات الملكية البريطانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة