مفتى الجمهورية: على الحاج أن يتوب إلى الله ويؤدي حقوق العباد قبل سفره للحج
الجمعة، 18 أغسطس 2017 07:38 م
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه ينبغي على الحاج قبل أن يخرج إلى رحلة الحج أن يتطهر ويتأهب ويستعد لهذه الفريضة، وذلك بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحًا، وأن يندم على ارتكابه الذنوب والآثام، ويؤدي حقوق العباد التي هي عليه، من رد المظالم أو أداء الديون أو صلة الأرحام وغيرها.
وأضاف «علام»، خلال حلقة برنامج «حوار المفتى» المُذاع على قناة «أون لايف»، أن الحج فيه جميع معاني العبادة من صلاة وزكاة وصبر ونفع للناس، ما يجعل الحاج يشعر أنه في معية الله ومُسلِّمًا أمره لربه سبحانه.
وأوضح المفتي، أن ملابس الإحرام بالنسبة للرجال تتكون من إزار _وهو ثوب من قماش يلفه على وسطه، يستر به جسده ما بين سرته إلى ما دون ركبته_ ورداء _وهو ثوب يستر به ما فوق سرته إلى كتفيه فيما عدا رأسه ووجهه_ ونعل يلبسه في رجليه يظهر منه الكعب من كل رِجْلٍ، أما المرأة فهي تلبس ملابسها كلها العادية، ولا تغطي وجهها ولا تلبس القفازين مثلما أوضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين»، مشددًا على أنه لا يجوز للرجل ولا المرأة بعد الإحرام قص شيء من الشعر أو الأظفار أو وضع العطور أو غيرها من محظورات الإحرام.
وأشار المفتي إلى أن هناك ثلاثةَ أنواع للحج، وهي: حج القرآن، وفيه ينوي الحاج فيقول: «لبيك اللهم حجًّا وعمرة»، والنوع الثاني هو حج الإفراد، وفيه ينوى الحج فيقول: «لبيك اللهم حجة»، أمَّا النوع الثالث فهو حج التمتع، وفيه يحرم الحاج بقوله: «لبيك اللهم عمرةً متمتعًا بها إلى الحج».
وأضاف المفتى، أن العلماء اختلفوا في أفضلية أنواع الحج، إلا أن الإمام النووي رحمه الله انتهى إلى أن كل هذه الأنواع أذن فيها النبي «ص» للصحابة الكرام، والمقصود بها هنا هو الأخذ بما يتيسر للإنسان بحسب حاله؛ لأنها رحلها فيها مشقة، فما يناسب شخصًا قد لا يناسب آخر، وفي الغالب الكثير من الناس ينوون حج التمتع.
وأوضح أن الحاج متمتعًا كان أو مقرنًا يجب عليه أن يذبح هديًا، ويمكن للحاج شراء صكوك للأضحية من الأماكن المخصصة في الحرم المكى، وهم ينوبون عنه في الذبح والتوزيع وبالشروط الشرعية التي ينبغي أن تراعى في ذبح الهدي.
أضاف أن حج القران معناه أن يظل الحاج مُحْرِمًا حتى الانتهاء من مناسك الحج، وهي فترة طويلة، وكذلك المفرد، ولكن التمتع فيه فسحة، فيقوم الحاج بالعمرة ثم يتحلل من الإحرام ويمارس حياته الطبيعية المعتادة حتى يأتي يوم التروية فينوي الحج ويُحرم مرة أخرى من جديد حتى ينتهي من مناسك الحج.
ولفت مفتي الجمهورية إلى أن الحاج بعد أن يحرم عليه أن يلبي ويبتهل مرات ومرات حتى يصل إلى بيت الله الحرام، فإذا ما وصل إلى هناك يطوف بالبيت طواف القدوم ثم بعد ذلك يصلي ركعتي الطواف، ثم يذهب إلى ماء زمزم ليشرب منه بنية اتباع سنَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يذهب للصفا والمروة للسعي.
وأكد مفتي الجمهورية، ضرورة أن يلتزم الحاج بالإرشادات والتعليمات الخاصة بالحج التي تضعها السلطات السعودية هناك حتى يتموا مناسكهم بسهولة ويسر ودون مشكلات.
وأوضح المفتي، أنه يجوز للحاج أن يرمي الجمرات الثلاث بعد منتصف الليل يوم النحر منعًا للتزاحم، وهو ما عليه الفتوى في دار الإفتاء المصرية، فيسمي ويكبِّر ويرمي كما رمى النبي بحصاة مثل حبة الحمص بنية التعبد لله عز وجل، وبعدها يكون قد تحلل التحلل الأكبر.
وحول أولية الحج مرة أخرى نفلًا أم مساعدة للمحتاجين، قال فضيلة المفتي: إن الفقهاء في المذاهب الأربعة وما نفتي به في دار الإفتاء المصرية على أن المعاونة وسد حاجات الناس أولى من الحج للمرة الثانية نفلًا وتطوعًا؛ لأن المنفعة المتعدية أَولى من المنفعة القاصرة، فعندما نسدُّ حاجةَ إنسان تتعدَّى هذه المنفعة حيَّزَ النفع الشخصي إلى نفع الغير، وهو أولى ، خاصة في هذا الزمان.
وأضاف «علام»، أن الحج فرصة كبيرة لمن كتبه الله له، فعليه أن يغتنمها ولا يضيعها بحال من الأحوال؛ لأنه لا يعود مرة أخرى، فعلى من يذهب إلى الحج أن يوطن نفسه أنه يولد من جديد ويعود كما ولدته أمه، كما قال النبي: «من حج فلم يرفث أو يفسق عاد كيوم ولدته أم».
وقال: «على الحاج أن يعود من هذه الرحلة المباركة وقد بدأ صفحة بيضاء، فعليه ألا يلوثها بعد عودته، أما التسويف والقول بأنه سيطهرها مرة أخرى بحجة ثانية فهو أمر غير مقبول لأن العمر قد ينتهي ولا يستطيع أن يؤدي ذلك».