الخميس الدامي في إسبانيا.. خلية برشلونة «كلمة السر».. وداعش أطلق ذئابه لاستعادة أرض الأجداد .. و«كامبريلس» الشاهد على اجتماعات القاعدة
الجمعة، 18 أغسطس 2017 02:56 م
الخميس الدامي، الحال كان هكذا ليل أمس في منطقة «لاس رامبلاس» السياحية الشهيرة في برشلونة بإسبانيا، حيث راح ضحية حادث إرهابي تبناه تنظيم داعش، 14 شخصًا وإصابة ما يربو على 90 آخرين من 24 دولة مختلفة.
ويستعد إقليم كتالونيا، أول أكتوبر المقبل، إلى إجراء استفتاء عام للانفصال عن إسبانيا.
الحادث كان مقدمة لسلسلة هجمات انتحارية، تنفذها خلية ذئاب منفردة «برشلونة» الإرهابية، وذلك وفق تصريحات قضائية اليوم الجمعة، بحسب وكالات الأنباء.
وفق التصريحات، فإن ثمانية أشخاص ربما شكلوا خلية نفذت هجوم برشلونة أمس وخططت لاستخدام أسطوانات غاز البوتان.
وقال خواكيم فورن، المسؤول بحكومة إقليم كتالونيا، لإذاعة محلية إن المهاجمين ربما خططوا لاستخدام الأسطوانات في الهجوم الذي قاد خلاله مشتبه به سيارة فان، ودهس المارة في شارع مزدحم.
الهجوم الإرهابي تزامن مع محاولة أخرى، تمكنت الشرطة الإسبانية، خلالها من قتل خمسة أشخاص في بلدة كامبريلس، كانوا يستعدون لهجوم ثاني بشاحنة بعد الهجوم الذي شهدته مدينة برشلونة في الخميس.
أرض الأجداد
لم يكن هجوم برشلونة الخميس سوى حلقة في سلسلة من الهجمات التي ضربت المملكة الإسبانية، فخلال العام الجاري، اعتقلت السلطات الإسبانية 51 جهاديًا بينما اعتقلت العام الماضي 69 و اعتقلت 75 عام 2015، بحسب إحصاءات أوردتها صحيفة إلبايس الإسبانية.
يظن داعش الإرهابي، أن إسبانيا هي امتداد لدولته وأنها أرض الأجداد، في 2016، نشر التنظيم مقطع فيديو مصور هدد فيه بشن هجمات إرهابية في إسبانيا حيث قال فيه: «سنستعيد أرضنا من الغزاة».
ونشرت المواقع الموالية للتنظيم -آن ذاك- خريطة تظهر المناطق التي ينوي التنظيم السيطرة عليها بحلول عام 2020، من ضمنها إسبانيا وأجزاء واسعة من آسيا وأفريقيا.
خلال العامين الماضيين، ارتفع عدد العمليات التي قامت بها السلطات الإسبانية ضد الجهاديين منذ أن أعلنت عن رفع مستوى التحذير من هجوم إرهابي من أربعة إلى خمسة في يونيو عام 2015، فهناك أكثر من 100 شخص إسباني ينتمون لتنظيم داعش.
وفي فبراير الماضي، كشفت السلطات الاسبانية، عن تهديد لتنظيم داعش باستهداف المناطق السياحية في البلاد.
وبحسب تقرير حكومي نشرت صحيفة ديلي اكسبريس، أنه تم رصد هذه التحذيرات على وسائل الإعلام الاجتماعي، وسط مخاوف من أن يجند التنظيم الإرهابي مترجمين وإرهابيين أجانب من إسبانيا.
هجوم الخميس، قال داعش عبر وكالته الرسمية أعماق، إن الهجوم هو امتداد لما أسماه غزواته، التي استهدفت مدن أوروبية على مدار الأشهر الماضية.
كامبريلس والقاعدة
بحسب تقرير لشبكة سكاي نيوز، فإن مدينة كامبريلس، تحفظ اسمًا بارزًا في تاريخ الإرهاب، فسبق وشهدت تلك المدينة لقاء بين محمد عطا أحد المنفذين البارزين لهجوم 11 سبتمبر 2001، ورمزي بن الشيبة العقل المدبر للهجوم الذي أعلن تنظيم القاعدة مسئوليته عنه.
وقبل أشهر من الهجوم، زار الرجلان كامبريلس قادمين من مدريد بسيارة قادها عطا، المصري المشارك في اختطاف الطائرة التي اصطدمت بأحد برجي مبنى التجارة العالمي في نيويورك، ويعتقد أنهما قضيا ليلة في أحد فنادق المدينة الساحلية.
وتظل وجهة عطا ورمزي بن الشيبة بعد كامبريلس غير معلومة، لكن يعتقد أنهما قضيا معا عدة أيام يخططان لهجوم 11 سبتمبر، أضخم عملية إرهابية عرفها العالم في العصر الحديث.
ووقع اختيار القاعدة على رمزي بن الشيبة ليكون بين خاطفي الطائرتين ومنفذي الهجوم، إلا أن اليمني فشل في الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة.