بسبب الكلب «ريكو».. «ميار» تطرق أبواب محكمة الأسرة
الأربعاء، 16 أغسطس 2017 07:00 مإسلام ناجي
جلست تتأمل فنجان قهوتها الفرنساوى فى توتر، قبل أن ترفعه إلى شفتيها ببطئ، وترتشف منه جرعة صغيرة جدًا، وتعيده إلى مكانه مرة أخرى سريعا، لتنظر إلى المارة أمامها، تراقب تحركاتهم العشوائية، وتنصت لجملهم المبتورة فى اهتمام حتى شعرت بالملل يتسرب إلى خلاياها، فتنهدت طويلاً وبدأت فى قص حكايتها القاسية مع زوجها عديم الرحمة - على حد تعبيرها - فهو يرفض السماح لها برعاية حيوان صديقتها «سارة»، الأليف خلال فترة سفرها خارج مصر.
طالما تمنت «ميار»، امتلاك حيوان أليف، ليملئ وقت فراغها، ويؤنسها خلال غياب زوجها، وانشغاله فى العمل لكن الأخير لم يرض أبدا، وأصر على رفضه الشديد أمام إلحاحها المستمر، فأضطرت فى النهاية الإنصياع إلى رأيه، وكفت عن التذمر حتى جاءت لها صديقتها المقربة «سارة» فى أحد الأيام، وطلبت منها الاعتناء بجروها الصغير «ريكو»، حتى تستمتع بشهر عسلها فى إحدى المدن الأوروبية، فوافقت «ميار» على الفور، وعرضت الفكرة على زوجها متوقعة أن يوافق على طلبها البسيط نظرا لأن «ريكو»، لن يمكث معهما أكثر من 10 أيام.
لم يصدق «على»، مبرر زوجته لإبقاء الكلب، وظن أنها تخدعه، وتكذب عليه، لتحقق مرادها، وتحصل على جرو صغير، فغضبت «ميار»، لسوء ظن زوجها بها، وحاولت أن توضح له الموقف لكنها عجزت عن إقناعه، وتفاقمت المشكلة بينهما حتى أنه حاول أن يصفعها على وجهها للمرة الأولى خلال زواجهما الذى استمر 8 سنوات، قبل أن يتوقف فى اللحظة الأخيرة، ويدرك عِظم غلطته، ويغادر المنزل سريعا، ليتركها وحيدة مذهولة، تعيد على نفسها الدقائق الأخيرة، وتتسلل الدموع الحبيسة من عينيها، طالبة الحرية، لتضيع على وجنتيها الشاحبتين.
لم يعد «على»، إلى المنزل فى تلك الليلة، وظلت «ميار»، على حالها حتى انتفخت عينيها من كثرة البكاء، وتقطعت أنفاسها، وغابت فى نوم عميق، وعندما استيقظت فى اليوم التالى، حسمت أمرها، وقررت وضع حد لمأساتها، وإنهاء زواجها القاسي، والتخلص من «على» إلى الأبد، فتوجهت إلى محكمة الأسرة ترفع دعوة خلع ضد زوجها حملت رقم 6532 لسنة 2017، لاستحالة استمرار الحياة بينهما بعد الآن.