الروائي محمد عطية: «كلاكيت» تفضح «مجتمع الآلهة»
الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 08:17 م
صدر مؤخرا للروائي محمد عطية، روايته "كلاكيت ثاني مرة" عن دار النخبة بالقاهرة، والتي تذخر بالعديد من الشخوص التي تتباين فيما بينها تباينا غير محدود وتعرضت لمشكلات مجتمعية عدة.
وبمناسبة صدور الرواية كشف محمد عطية تفاصيل وملابسات كثيرة عن حياته عبر الحوار التالي:
• بداية- نريد أن نتعرف على محمد عطية؟
- محمد عطية صيدلي مغترب من مواليد القاهرة عام 1977 , مهتم بالعمل الروائي, صدرت لي رواية بعنوان كلاكيت تاني مرة و الأخرى انتهى منها و لكنها لم تصدر بعد .
• رغم عملك في مجال الصيدلة، إلا أن لك تجربة ناجحة في كتابة رواية "كلاكيت تاني مرة"؟
- بألفعل عملي في مجال الصيدلة ساعدني كثيرا في الوصول لأسرار أنماط مختلفة من الناس, أظن أنه كان من الصعب الوصول إليها إن كنت أعمل في مجال آخر, لذلك عند تعرضي للكتابة لأول مرة, استطعت سبر أغوار العديد من الأنفس البشرية, و تحويلها من أفكار وخواطر إلى شخصيات فاعلة.
• كلاكيت ثاني مرة، اول رواية، وماذا اردت ان تقول لنا؟
- باكورة أعمالي كلاكيت تاني مرة لها في قلبي رصيد ليس بالقليل, فهي مثل الابن البكر , يصير له معزة من نوع خاص في قلب والديه , أتممت تأليفها في 25 يوما , بعد اطلاع أستاذ/ أسامة ابراهيم رئيس مجلس إدارة دار النخبة للنشر والتوزيع, وكذا أستاذة سماح الجمال المدير التنفيذي عليها وإبداءهما إعجابهما بالرواية تشجعت في أن استجيب لطلبهما بطبع الرواية, فلرأيهما عندي مكانة تمنحني الثقة و الطمأنينة , فهم أهل الذكر في هذا المجال .
• روايتك تتعمق في العديد من المشاكل المجتمعية وتسرد مختلف فئات المجتمع بما في ذلك الملحد ورجل الدين ومختلف طبقات المجتمع ،ماذا كنت تهدف من استعراض كل هذه الشخصيات؟
- حقا لقد ذخرت الرواية بالعديد من الشخوص التي تتباين فيما بينها تباينا غير محدود , تعرضت لمشكلات مجتمعية عدة , إلا أن المشكلة الرئيسية التي جذبتني بشدة فأردت التحدث عنها هي مسألة التصنيف , أي محاولة كل منا وضع الآخر في خانة معينة لا يبارحها , كأن يهتم الناس بأن يقولوا فلان هذا في الجنة أما ذاك ففي النار , تلك المعضلة التي نالت من الناس في بلدنا أي منال , يمكن اختصار موضوع الرواية في أنني أبعث برسالة إلى الجميع و أولهم نفسي: اعمل ما يحلو لك, فلك أن تكون مهندسا أو محاميا أوطبيبا , و لكن لا يجوز أن تكون مثلا محاسبا في الصباح , و في المساء إلهاً تنعت هذا بالكفر , وتحجز لآخر مقعده من الجنة .
• كيف تنظر الان الى تجربتك الكتابية عقب صدور رواية (كلاكيت ثاني مره)؟
- انظر إلى تجربتي الكتابية الأولي بأعين مختلفة , عين تتلمس رضا الجمهور و تتمنى جمع اكبر قدر ممكن من الثناء , وعين غير راضية , كانت ترنو لخروج العمل بشكل أفضل , و ثالثة طموحة تطمع لأن يكون المستقبل أفضل .
• يقول بعض النقاد ان كتابة الرواية ليس فقط قناعة ذاتية بل هاجس فني متقلب لمقتضيات كثيرة ، ماهى الأسس التى تقرر كتابة رواية بناء عليها؟
- اسس كتابة الرواية لديّ متعددة , في مقدمتها أن تكون الأحداث منسجمة و معبرة عن الحقبة الزمنية التي تدور فيها احداث الرواية , ثانيا : أن يتم تشريح الشخصيات بصورة تمكن القاريء من استيعاب كل ما يصدر عنها من تصرفات , ثالثا: اعتماد اللغة العربية الفصحى كمادة وحيدة للتعبير , ثقة مني في أن إمكانياتها تتجاور بمراحل إمكانيات اللهجة العامية , رابعا: عدم الاكتفاء بسرد الحدث فحسب , لكن يظل الحدث هو ابن لعوامل كثيرة تؤثر فيه و تتأثر به , أفضل التعرض لتلك العوامل , و عدم الاكتفاء بالأسباب المباشرة , ففي تقديري أنه دائما ما يكون السبب غير المباشر أكبر تأثيرا من المباشر .
• ماهى الرسالة التى تبعثها للقارىء عبر كلماتك بالرواية ؟ هل تفكر بكتابة رواية اخرى؟
- رسالتي للقاريء من خلال الرواية هي أن السعادة هي ضالة الإنسان عبر العصور , لكنها تبقى بلا مرادف أو تعريف يمكننا رصده و اقتفاء أثره حتى نبلغ سعادتنا, ولكن التجارب الإنسانية المتعاقبة لفلاسفة الناس وعامتهم أثبتت أن هناك مفاهيم ربما تكون من متطلبات السعادة, كالرضا و راحة البال وعدم مقارنة الذات بالآخرين , لذلك أتصور أن الإنسان إذا ما غض البصر عما يعتري غيره لصار أكثر سعادة , عليك نفسك أولا و أخيرا, ودع الخلق للخالق, أما التفكير بكتابة رواية أخرى, فقد انتهيت بالفعل من الرواية الثانية , و لكنها تبقى قيد المراجعة و التدقيق.
• لمن تقرا؟ وهل ترى نفسك عند الكتابة متأثر بكاتب معين اوفكر بعينة؟
- اقرأ في الغالب لمعظم المدارس الأدبية في فن الرواية , ولكن يبقى للأدباء الروس مكانة لا تضاهيها مكانة في وجداني , فإن قلت أنني أعشق أدب نجيب محفوظ و أرنست هيمنجواي , فلا بد أن أقول أن ليو تولستوي يبقى له المكانة الأبرز لديّ , ولا أجد حرج في تأثري بهذه المدرسة العظيمة الرائدة .
• شخصياتك من اين تنبع ، خيال خصب ام واقع ملموس؟
- تنبع شخصياتي من خيال محض , لكني أحرص أن تكون معبرة عن واقع ملموس , أحاول التفاعل مع الاحداث التي تدور حولي , لا اكتفي بمجرد المشاهدة و جمع المعلومات , أظن أن تحليل المجريات أهم من جمعها .
• عملك في مجال الصيدلة خارج مصر لا يتيح لك الاحتكاك بالوسط الثقافي مباشرة ،هل ترى ان ذلك ضروري للاستمرارفي العملية الابداعية؟
- بالفعل وجودي خارج مصر يحول دون الاحتكاك المباشر بالوسط الثقافي , لكني أستعيض عن ذلك بوسائل كالانترنت مثلا في محاولة لإدراك ما يمكن إدراكه , كذلك رصيدي الحياتي من التجارب يسعفني بشكل مرض , فلقد عملت داخل مصر لمدة ثمانية أعوام في صيدليات بالقاهرة , في أماكن شعبية للغاية و كذلك في أماكن يقطنها علية القوم , أضف إلى ذلك عملي في صيدليات في مدينة شرم الشيخ لمدة عام و نصف , مكنني من الاحتكاك المباشر بالغرب , و وجودي في الخليج لستة أعوام خلون ساعدني في التعرف عن قرب بالمجتمعات الشرقية , في مخيلتي أن هذا التنوع يسعفني كثيرا في التعبير عما بداخلي , كما أنه يثريني بعدد وافر من الأنماط التي ربما لم تتح للكثيرين .
• افضل ما قرأت ؟هل قرأت الأدب بلغات اخرى؟
- افضل ما قرأت : ميرامار لنجيب محفوظ , أنا كارنينا لليو تولستوي , العجوز و البحر لأرنست هيمنجواي , لكني للأسف حتى الآن لم أقرأ الأدب بلغات أخرى , ربما فعلتها يوما استجابة لنصيحة الصديق العزيز أستاذ أسامة إبراهيم .
• هل لك طقوس معينة في كتابة الرواية؟
- ليس لي طقوس بعينها يمكن رصدها في كتابة الرواية , فأنا أكتب أثناء عملي في الصيدلية , و لكن هناك بعض الأمور التي اقوم بها لتساعدني في التغلب على ضعف ذاكرتي , كأنني مثلا احتفظ دوما في مخباي بمدونة صغيرة أخط بها كل خاطرة تلوح لي , كذلك أعني كثيرا بتقديم لغة رشيقة للقاريء
• ماهى خطتك المستقبلية في كتابة الرواية ؟
لم انته بعد من وضع خطة مستقبلية في كتابة رواياتي ، فأنا الان في مرحلة جمع الانطباعات من المهتمين حول ماكتبت، احاول عمل مايمكن ان اقدمه للقارىء والله ولي التوفيق .