«صدات» والغرف العثمانية.. قصة الجيش الموازى الذى شكله أردوغان في تركيا

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 07:43 م
«صدات» والغرف العثمانية.. قصة الجيش الموازى الذى شكله أردوغان في تركيا
مسلحيين - أرشيفية
مايكل فارس

نجح الديكتاتور التركى، رجب طيب أردوغان، فى إحكام سيطرته على مقاليد الحكم في بلاده عقب الانقلاب الفاشل، الذى قاده عدد من قيادات الجيش العام الماضي، فاتخذ بعدها عدة تدابير دكتاتورية سلطوية مكنته من إحكام هيمنته على أجهزة القضاء والجيش والشرطة، وغيرها من مؤسسات الدولة الأخرى، وسعى أردوغان لتشكيل جيش مواز له، لضمان سيطرته المطلقة، وتشكيله سيكون عبر شركة تدعى «صدات» (SADAT) ، بحسب جريدة الزمان التركية

نشأة شركة صدات

الظهور الأول للشركة على الساحة للمرة الأولى عام 2012، على يد مجموعة من العسكريين المتقاعدين، في هيئة شركة دولية، للاستشارات الدفاعية والإنشاءات والتجارة والصناعة، وتتمتع بسلطاتٍ واسعة على المؤسسات الأمنية في تركيا، ويرأسها عدنان تانريفردي، كبير مستشاري الرئيس رجب طيب أردوغان، والذي أسسها مع ضباط متقاعدين من القوات المسلحة في عام 2012، بعد أن  أسسوا جمعية «لمدافعين عن العدالة» عام 2000، وهي تقدم تدريبات على الحرب غير النظامية، وفقًا لما جاء في موقعها الرسمي على الإنترنت.

وتعرف الشركة نفسها في موقعها الرسمي بهذه العبارات«شركة صدات هي الأولى والوحيدة التى توفر الخدمات الاستشارية والتدريبات العسكرية في مجال الدفاع العالمى بتركيا».


 دخول الجيش الموازي فى الحرب السورية

كانت الأخبار الأولى عن شركة صدات ظهرت في وسائل الإعلام عندما اندلعت حرب الشوارع في المدن الشرقية ذات الأغلبية الكردية عقب إطاحة الرئيس رجب طيب أردوغان بطاولة مفاوضات السلام مع الأكراد،  التى كان يجريها مع الزعيم لمسجون عبد الله أوجلان، وكانت صحف ووكالات أنباء كردية كتبت أن مجموعة من الجهاديين الأجانب الذين دربتهم شركة صدات عسكريا في سوريا استخدمهم الرئيس أردوغان في حرب الشوارع الدائرة بعديد من المدن والبلدات مثل «سور» و«جيزرة» و«شرناق»ضمن قوات الأمن والقوات الخاص، وشرعت الشركة في تدريب مليشيات مدنية تابعة لما يسمى " الغرف أو الكتاتيب العثمانية" بهدف تشكيل مليشيات مسلحة خاضعة لأردوغان تمامًا وتكوّن اللبنات الأولى لجيشه الخاص الذي سيحل محل الجيش الوطني عند انتهاء المشروع.

 

وتقول الصحيفة، يبدو أن أردوغان وفريقه استغلوا فراغ السلطة الحاصل من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا وأرسلوا مليشياتهم من الدواعش وجبهة النصرة والتنظيمات الأخرى إلى الأراضي السورية تحت إشراف شركة صدات لتتلقوا تدريبات عسكرية عملية، مثلما ظهر وتطور كل من تنظيمي القاعدة وطالبان من فراغ السلطة في أفغانستان وباكستان.


البرلمان التركى يتجاهل تكوين الجيش الموازى الذى يدرب داعش
نقل حزب الشعب الجمهوري المعارض بتركيا موضوع الجيش الموازى، إلى البرلمان، وورد في الاستدعاء المقدم إلى رئاسة البرلمان أن هناك ادعاءات بتجميد شركة صدات تدريباتها في الداخل السوري بعد أن حصلت الأجهزة الاستخباراتية الغربية على معلومات تفيد بتلقي عناصر تنظيم داعش التدريب على يدها، بينما واصلت المنشآت العسكرية السرية التدريبَ داخل المخيمات في تركيا، وأن بعض الشباب الملتحقين بهذه المخيمات ينتمون إلى الأذرع الشبابية لحزب العدالة والتنمية وجمعية "الغرف العثمانية" المقربة من أردوغان،ويحذر الاستدعاء من أن تكون فعاليات الشركة بمثابة لبنات لحرب أهلية وعمليات اغتيال وتخريب محتملة.

لكن البرلمان لم يستطع أن يناقش الادعاءات الخاصة بهذه الشركة التي تقول إنها تقف وراء أعمال شغب وفوضى واغتيالات في المناطق الكردية خاصة، إضافة إلى تدريبها عناصر تابعة لتنظيم داعش،

ويشير محللون سياسيون إلى أن شركة صدات كانت تشكّل جيشًا سريًّا لأردوغان لكنها اليوم في طريقها أن تحلّ محل الجيش التركي وتكون الجيش الرسمي لتركيا بفضل حركة التصفية والتعيين الموسّعة عقب محاولة الانقلاب التي دبرها أردوغان بالتعاون مع رجاله في الجيش ومليشياته المدنية المسلحة الأخرى من أجل الإطاحة بالجيش القديم والإتيان بالجيش الجديد.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة