بسبب «مايوه».. سامية تخلع زوجها العصبي
الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 06:00 م
جلست سامية إلى جانب صغيرتها ذات الخمس سنوات، تضمد جراحها، وتمسح دموعها البريئة المنهمرة على وجنتيها الصغيرتين، عندما فوجئت بالطفلة تسألها عن سبب ما حدث لها، فهى لم تخطئ فى حق والدها على حد علمها، فكل ما قالته أنها تريد "مايوه" جديد كذلك الذى اشتراه عمها لنجلته، ولم تكد تنهى جملتها حتى أنقض عليها "كارم"، وأفرغ عليها غضبه، وظل يضربها حتى كسر لها ذراعها، وشوه وجهها الملائكي الجميل.
لم تعد سامية تتحمل تصرفات زوجها الغير مسئولة، وغضبه العارم غير المبرر، الذى يطيح كل مرة بأحد أفراد الأسرة عندما يواجه مشكلة بسيطة فى العمل، وتملك الخوف فؤادها من زيادة مشاكله فى الآونة الأخيرة والتى ترتب عليها زيادة نوبات غضبه، وإنفعاله عليها وعلى طفليهما لأتفه الأسباب، فقبل يومين فقط كاد يفقع عين نجلهما "يوسف" ذى السبع سنوات عندما طلب منه مشاهدة برامج الرسوم المتحركة فى التليفزيون بدلاً من مبارات كرة القدم المملة.
أفاقت "سامية" من شرودها على صوت تأوهات الصغيرة، فضمتها إليها فى حنان، بعد أن نظرة إليها طويلاً، ووعدتها بإنتهاء كل هذا قريبًا، وقبل عودة "كارم" من العمل، كانت سامية وضبت شنطتها، وأخذت نجليها، وتوجهت إلى منزل شقيقها، وقصت عليه مأساتها، فرق قلبه لها، وأقترح عليها رفع دعوى خلع ضد زوجها فى محكمة الأسرة للتخلص منه، والنجاة بنفسها وبطفليها الصغيران بدلاً من التعرض للإهانة والضرب كل يوم.
أقتنعت "سامية" بإقتراح شقيقها، وتوجهت فى اليوم التالى إلى محكمة الأسرة، ورفعت دعوى خلع حملت رقم 3227 لسنة 2017، وعادت إلى شقة أخيها، لتفاجئ بـ"كارم" يجلس فى الصالون ينتظر عودتها بينما وقف أخوها فى المطبخ ليعد له الشاى، فأرتبكت، وحاولت أن تتماسك لكنها فشلت أمام سؤاله لها عن محل ذهابها، وخرجت الكلمات من بين شفتيها مبتورة، عاجزة عن إيصال وجهة نظرها، فانتهز الزوج الفرصة، وصفعها على وجهها.
خرج شقيق "سامية" حاملاً بين يديه صينية الشاى، ليرحب بنسيبه، لكنه فوجئ بأخته، تضع كفها على وجهها تتحسس مكان الصفعة، وتنظر إليه فى ضعف، ففهم ما دار فى غيابه، وألقى بالصينية على الأرض قبل أن يهرع إليها، ويضمها إليه فى رفق، ويطرد "كارم" من المنزل، ويهدده بإبلاغ الشرطة إذا تعرض لشقيقته مرة أخرى، وأثناء خروج "كارم" من باب الشقة جاء إليه صوت زوجته قاسيًا، وقويًا قائلة "أعمل حسابك أنى رفعت دعوى خلع.. وهخلعك".