مرصد الأزهر: الجهل بالدين أهم روافد الإرهاب في العالم
الإثنين، 14 أغسطس 2017 01:53 م
نشر مرصد الأزهر للغة الآنجليزية، تقريرا يكشف مدى تاثير الجهل بالدين على الناس، وحدث هذا فى التاريخ مرات عديدة، وتسبب ايضا فى كوارث للبشرية بسبب الجهل بالدين أن الجهل بشكل عام ، والجهل بالدين بشكل خاص، أهم روافد التطرف وإلإرهاب.
وأهم ما ورد عنه التطرف والإرهاب ، فالجهل مصدر الدمار والهلاك ، وإذا ما انضم إلى هذا الجهل عاطفةٌ دينية غير راشدة ، فإنها توظّف هذا الدين فى اتجاه معاكس لمقاصد الدين العليا وغاياته السامية، ولم تخرج منه البشرية إلا بالعلم وألفهم الواعى للدين، ومن أجل هذا المعنى كانت الهيئات الدينية هدفا لجماعات الظلام والتطرف، تحأول بشتى الطرق أن تهدم رمزية علماء الدين مهما كانت مكانتهم فى نفوس الناس.
وفى محأولة "مرصد الأزهر العالمى لمكافحة التطرف" تفكيك الأيديولوجية المتطرفة؛ فإنه يسعى للكشف عن مصادر هذه الأيديولوجيات، مستعينًا فى ذلك بالأخبار التى ترصد تحركاتِ المتطرفين وأنشطتَهم، فى محأولةٍ للتعرّف على هذه العقلية الإرهابية.
وقد نشَر "مرصد الأزهر" قبل ذلك ما يفيد أن الوثائق المسربة من "داعش" أَظهرت أن غالبية المنضمين لـ "داعش" لا يعرفون شيئا عن الدين الإسلامي، وإن كان هذا الأمر طَبعيا وليس مدعاة للاندهاش والتعجب.
وتتوإلى الحقائق التى نشاهدها على أرض الواقع؛ لتدعمَ هذا الكلام وتؤيده؛ فقد صَدرتْ مؤخّرًا دراسةٌ عن الأمم المتحدة أَوضحتْ أنّ المقاتلين الأجانب فى سوريا يَفتقرون إلى ألفهم الصحيح للإسلام؛ وذلك حسَبَ ما أورده موقع صحيفة Independent. فقد أكّدت الدراسة أن الشباب الذين يغادرون منازلهم وأوطأنهم للالتحاق بالجماعات الإرهابية فى سوريا يأتون أساسًا من خلفيّاتٍ محرومة ومستوياتِ تعليمٍ منخفضة و"يَفتقرون إلى أيِّ فهمٍ أساسيٍّ للمعنى الحقيقى للجهاد، أو حتّى للعقيدة الإسلامية".
وقد أفاد التقرير، الذى استند إلى مقابلاتٍ مع 43 شخصًا من 12 دولةً، "أن معظم المقاتلين العائدين ينظرون لدينهم فقط من منظورِ منظومةِ العدالة والظلم، وليس من حيث التقوى والرُّوحانيّة".
ولعل هذا الجهل هو الذى سهل مهمة هذه التنظيمات فى اجتذاب هذه الأعداد الهائلة من هؤلاء الشباب، من خلال وعْدهم بالأموال والمنازل وحتى الزوجات، ففى أعقاب إعلان تنظيم "داعش" الإرهابى عام 2014، أَنتج التنظيم قدرا هائلا من الدعاية التى تسعى إلى اجتذاب المسلمين، بالوعد بحياةٍ خالية من الاضطهاد الغربيّ المُفترَض، وحياةٍ مليئة بالراحة والسلام، ولا شك أن مثل هذه الدعايات لا يمكن أن تُقنعَ سوى ضعافِ ألفهم محدودى المعرفة، خاصّةً مع وجود عاطفةٍ دينيّةٍ غيرِ صحيحة، وتَفتح هذه الحقائق المجال لأكثرَ من سؤال، يحتاج إلى إجابة:
من المسئول عن التعليم الدينى فى المجتمعات الغربية؟ وهل تتحمل الحكومات الغربيّة مسئوليةَ فتْح الباب لدُعاةٍ غيرِ معتمَدين من قِبَل الهيئات الدينية المُعتبَرة؟ وكيف يمكن نشْر المعرفة الدينية الصحيحة التى تَقى الشبابَ من بَراثن هذه الجماعات؟
هل يصبح من المنطقى هنا دعم دور الهيئات الدينية المعتدلة أم مهاجمتها وتزييف الحقائق بشأنها؟إذَا كان قدر كبير من هؤلاء الشباب قدم من الغرب، فلمإذا لا تسعى الدول الغربية للتعأون الحثيث مع الهيئات الإسلامية المعتدلة مثل الأزهر الشريف؟
إنّ الإمام الأكبر شيخ الأزهر ،لا زال يؤكد فى جميع المحافل الدولية واللقاءات الدبلوماسية استعدادَ الأزهر التام لتدريب أئمة الدول الأجنبية وتزويدهم بالأدوات اللازمة؛ لنشْر ألفكر الدينى الوسطى بما يتماشى مع مقاصد الشرع الحنيف وروح العصر الحديث. كما يعرب الأزهر الشريف دومًا عن توفير مِنَحٍ دراسيّةٍ للشباب من هذه الدول؛ لدراسةِ اللغة العربية ودراسة الدين الإسلامى وَفقًا للمنهجية الأزهرية، التى صمدت أمام تحريف الجاهلين لأكثرَ من ألف عامٍ. إنّ مثل هذه التحركات هى الكفيلة بالقضاء على أهمّ رافدٍ من روافد الإرهاب؛ وهو الجهلُ بالدين.
موضوعات متعلقة