فى عيد وفاء النيل تعرف على مظاهر احتفالات القدماء بشريان الحياة.. أهمهم عروس النيل

آمن المصريون القدماء منذ استقرارهم على ضفاف النيل بأنه شريان الحياة وتجسيدا للنظام الكونى الذى يحيون فيه، ولم يعتقدوا بأن الفيضان يأتى بهطول الأمطار على جبال الجنوب، حيث تملأ روافد وفروع الأنهار لتتجمع بمجرى النيل، ولكنهم كانوا يرجعونه لرضاء الإله حابى جالب السعادة، لذلك قاموا بعمل يوم عيد للنيل يقدمون فيه القرابين وفاء له.

بدأ الاحتفال بعيد وفاء النيل بذبح عجل أبيض وأوز وبط ودجاج كقربان لمصدر الحياة، ثم تلقى رسالة مكتوبة على ورقة بردى تتضمن بعض الصلوات والمدائح فى النيل اعترافا بفضله و ابتهالا له لمواصلة الفيضان فى كل عام.

وظل الاحتفال بعيد وفاء النيل يتطور فى كل عام، حتى أنه قد اتخذ طابعا دينيا آخر يحضره الملك وحاشيته ورجال الدين وكذلك طوائف الشعب حيث كانوا يؤدون الأشعار والأغانى.

وفى أحد الأعوام عانى المصريون من جفاف النيل وانتشار الجدب والقحط فى أنحاء مصر، فاقترح الكاهن على الملك بأن النيل غضبان لأنه يريد الزواج، فانهالت الفتيات تريد الزواج من إله الخير، فكانت تقام المراسم والاحتفالات ويختار الكاهن أجمل فتاة وبعد الانتهاء من المراسم تقوم العروس برمى نفسها فى النيل وهى سعيدة وراضية لأنها ستلتقى بحبيبها إله الخير فى العالم الآخر، ورغم شهرة أسطورة عروس النيل التى وصلت إلى السينما إلا أنه لا توجد أدلة تثبت حقيقة ذلك الطقس حتى الآن.