وثائق سرية: «الأسلحة» سر فرحة الغرب بالحروب داخل الشرق الأوسط
الإثنين، 14 أغسطس 2017 12:17 م
عانت دول الشرق الأوسط، منذ ما إطلق عليه الغرب مصطلح «الربيع العربى» من الحروب والاقتتال الداخلى بين أنظمة الحكم من جهة، وبين المعارضين وقوى الإرهاب من جهة أخرى، فى ظل التدخل الغربى بالشئون الداخلية للدول التى تتنفس الصعداء للخروج من أزمتها المفتعلة بتدبير غربى.
العديد من المراقبين الدولين خلصوا إلى نتيجة مفداها أن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية فى المنطقة يسعى فى خط تحركات بيانى تصاعدى يسعى لضمان تفوق إسرائيل عسكريا واقتصاديا على دول المنطقة، وهو ما حدث من تفيت كبريات الدول مثل العراق وسوريا، وقد نجت مصر من هذا المخطط الشرير، والمحور الثانى بتأجيح النعرات الطائفية والسياسية وإشعال اللهيب فى الدول التى قامت بها ثورات لعدم الاستقرار وذلك بتغذية الإرهابين أو المعارضين فى دول ودعم الأنظمة فى دول أخرى، ومردود ذلك ضمان توريد الأسلحة لجميع الأطراف، الأمر الذى يعود بنفع اقتصادى لا مثيل له بالنسبة للدول الغربية المصدرة.
وثائق سرية بريطانية تكشف: غزو العراق فرصة لزيادة تصدير الأسلحة
وما يؤكد وجهة نظر تصدير الأسلحة، ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية، فى تقرير نقلته عن وثائق رفعت عنها السرية في المحفوظات الوطنية، أمس، بأن وزارة الدفاع البريطانية اعتبرت هذا الغزو فرصة فريدة لزيادة تصدير الأسلحة إلى بلدان الشرق الأوسط.
وتكشف الوثائق التي رفعت عنها السرية، عن قيام وزير المشتريات الدفاعية، ألان كلارك، برحلة عاجلة إلى بلدان الخليج فورا بعد الغزو، وتقديمه تقريرا إلى رئيسة الوزراء آنذاك، مارغريت تاتشر.
وكتبت الغارديان تقول، إن:«الحكومة حاولت الحصول على فائدة من الحرب التي اعتبرتها حافزا لبيع الأسلحة لدول المنطقة، واستخدمتها لتعزيز صلاتها مع حكومات هذه الدول وربطها بها بعلاقات قوية لا تزال قائمة حتى يومنا هذا»
وفي رسالة وجهها الوزير كلارك إلى تاتشر يوم 9 أغسطس 1990، مدموغة بخاتم «سري للغاية»، اعتبر هذا الوزير أن ردة فعل الولايات المتحدة وحلفائها على غزو العراق للكويت تشكل «فرصة غير مسبوقة» لمكتب تصدير، وأنه مهما كانت السياسة التي سوف نعتمدها، فإن هذا الحدث يشكل فرصة غير مسبوقة لمكتب المبيعات والتصدير «DESO ».
وكتب في رسالة أخرى إلى تاتشر:«أنا قدمت لائحة الخطط الحالية لمبيعات الدفاع في بداية الأزمة، والآن يجب تعزيزها وزيادة حجمها»
ووفقا لصحيفة الغارديان، فإن الوثائق تظهر أيضا، أن كلارك استغل لقاءاته مع أمير قطر ووزير دفاع البحرين، لتعزيز صادرات الأسلحة، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن هم من المشترين المحتملين جدا للأسلحة البريطانية.
وجاء في الوثائق، أن من بين المبيعات الممكنة، صفقة لدولة الإمارات العربية المتحدة تتضمن بيعها 36 طائرة هليكوبتر من طراز بلاك هوك ويستلاند بقيمة إجمالية تبلغ 325 مليون جنيه، وأن عمان مهتمة بشراء مركبات عسكرية للعمليات في الصحراء من طراز″ واريور" بمبلغ 55 مليون جنيه، وأيضا في الحصول على دبابات تشالنجر2، أعربت البحرين عن رغبتها في شراء مقاتلات هوك، والمملكة العربية السعودية كانت على المهتمين في إتمام صفقة بلغت قيمتها 200 مليون جنيه لشراء سبع سفن محمولة على وسادات هوائية.
ويعتقد كلارك أيضا، أن نقل المخابرات البريطانية لدول الخليج معلومات عن هذا الغزو قبل حصوله في عام 1990 بوقت قصير، هو أداة مفيدة لتسويق منتجات الأسلحة والمعدات العسكرية.